تعوزنى كلمة, يجب أن أقولها, هى موجهة بالأساس للفرق الثلاث.. الليبراليون: أنتم وأنا والأغلبية اتفقنا على حكم الأغلبية, بمعنى أن رأى الناس هو الذى يجب أن يتم وينفذ, وأنتم تعترضون على الدستور أو مسودته الحالية, فماذا لو تم طرحها كما هى, ووافق عليها الناس؟ هل ستنزلون على رأى الناس, وتقرون بأن هذا الدستور هو النهائى وأن بلدنا بحاجة لجرعة استقرار بعد جرعات المخدرات والمشعوذات والمثيرات, أم ستظلون ضاربين فى الفضائيات, صاخبين فى الإنترنت؟ السلفيون: أنتم وأنا وأغلبية القارئين الكرام, يرون روعة قوله تعالى "وأمرهم شورى بينهم"، ويقرون بما لا يدع مجالاً لتكفير مكفر أو تفسيق خارجى, أنه "إن الحكم إلا لله", ولكن أنتم وأنا والجميع اتفقنا على استفتاء جرى قبل عشرين شهرًا, ثم مارسنا الانتخابات التشريعية, أكرر"التشريعية" يعنى اتفقنا على مبادئ لعبة الديمقراطية, ولم نرفضها. كلكم قبلتم اللعب بهذه الشروط, حتى كبار مشايخكم حثوا الناس على المشاركة فى قصة الصناديق, واليوم أنتم معترضون على المادة الثانية, ويراها بعضكم شركًا بالله.. فماذا لو تم الاستفتاء على الدستور بصيغته الحالية, ووافق عليها الناس؟ هل سيكون لكم عذر فى عدم القبول بنتيجة لعبة سياسية, وافقتم منذ اليوم الأول على المشاركة بها وفقًا لتلك الشروط؟.. وقتها يجب عليكم ألا تتركوا الأصاغر يكفرون الناس الذين رضوا بحكم الدستور, وإلا فأنتم المخطئون من البداية. الإخوان المسلمون: بأى شكل أنتم تريدون أن يتم الانتهاء من الدستور, وبدء سريانه.. فماذا لو رفض الناس هذا الدستور, وبعدها ماذا لو أصرت القوى الوطنية- دون تخوين لأحد- من ليبراليين وناصريين وسلفيين, على إعادة تشكيل لجنة الدستور؟ هل سترضون رأى الشعب, أم سنظل فى حلقة مفرغة من التخوين والمناوشات الفضائية؟ أيها الناس لى رأى شخصى فى "نعم أو لا" بالاستفتاء المنتظر, وهذا يخصنى, ولكن ما يخصنا جميعًا أننا اتفقنا على مراحل ولا يجوز لأحد ما أن ينسحب فى وسط الطريق, بحجة أن هذا لا يعجبه, فهذا يضر بمصر التى لا ينقصها ضرر. أيها الناس, الناس قد ضاقت بكم جميعًا, والناس لا ترى خطوات إيجابية للنهضة, بل لا نعرف أساسًا إن كان هناك مشروع نهضة, الناس تئن من انتشار المخدرات بصورة غير مسبوقة, ومن عموم الفوضى, فلا تزيدوننا فوضى. [email protected]