اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن عزم تركيا نشر صواريخ "باتريوت" على حدودها مع سوريا، خطوة جديدة في نهجها في التعامل مع ملف الأزمة السورية. وأشارت الصحيفة الأمريكية -في سياق تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم /الخميس/- إلى أن هذه الخطوة من شأنها أن تسهم في فرض منطقة حظر جوي بعمق 60 كيلومترا في الأراضي السورية والتي يمكن أن تساعد في حماية اللاجئين ومنح قوات المعارضة المسلحة جزء من الأراض السورية دون خوف من الغارات الجوية التي تشنها القوات النظامية. ولفتت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو كان قد أشار إلى أن تركيا "العضو في حلف شمال الأطلسي" تعتزم طلب نشر صواريخ باتريوت من الحلف والتي من شأنها أن توفر درع واقي من الذخائر والقصف السوري. ورأت الصحيفة أن خطة إقامة مناطق آمنة في سوريا من شأنها أن تكون بمثابة "رادع" للقاذفات السورية من التحليق فوق المناطق التي تقع في الشمال وتمتد من مدينة "كيليس" التركية الحدودية إلى مدينة حلب في جنوب سوريا،أكبر المدن السورية؛ وفي الجنوب، سيتم نشر صواريخ في الأردن ولتغطية كافة المناطق حول أنحاء مدينة درعا السورية. ونقلت الصحيفة عن أندرو تابلر، محلل في الشأن السوري في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قوله"إن مثل هذا النوع من مناطق حظر الطيران، إذا اقترن باستراتيجية سياسية وتسليح المعارضة، يمكن أن يؤتي ثماره". وأضاف تابلر أن الجهد المبذول أيضا يمكن أن يعطي المعارضة السورية قاعدة عمليات مثل مدينة بنغازي الليبية في شرق ليبيا التي كانت تعد قاعدة لعمليات المعارضة وقت الانتفاضة الليبية في العام الماضي. ورجحت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تعليقها وجود مؤشرات تلوح في الأفق بأن القوى الغربية يمكن أن تبدأ في اتخاذ خطوات أكثر فعالية تجاه التعامل مع الأزمة السورية المتفاقمة، ولاسيما بعد الانتهاء من حملة الرئاسة الأمريكية. وقرأت الصحيفة مثل هذا النوع من المؤشرات في تصريحات رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وقت زيارته لمخيم للاجئين السوريين في الأردن أمس، بأن على المجتمع الدولي أن يبذل المزيد من الجهد لتشكيل قيادة جديدة للمعارضة السورية، وأن بريطانيا ستجري محادثات مع قادة المعارضة المسلحة. وأضافت الصحيفة كما ظهرت بعض منها في إعلان تركيا هذا، إضافة إلى مؤتمر الدوحة التي استضافته الحكومة القطرية ليلة أمس في محاولة لاختيار قيادة جديدة للمعارضة السورية أكثر تماسكا وتمثيلا لأهداف المعارضة وللضحايا التي تزهق أرواحها يوميا على أيدى القوات النظامية، فضلا عن التوقعات الدائرة بين المسئولين الأتراك والمعارضة في سوريا بأن نهاية الحملة الرئاسية الأمريكية يمكن أن يتمخض عنها مزيد من الجهود من جانب البيت الأبيض لإنهاء الحرب الدائرة منذ 20 شهرا، وذلك بغض النظر عن الفائز.