البر: تهنئة المسلمين للأقباط بأعيادهم واجبة..عجور: تهنئة الأقباط بأمور الدنيا جائز وفي العقائد حرام شرعًا..البوصيرى: مشاركة المسلمين في حفل تنصيب البابا ليس إيمانًا بعقيدة الأقباط حالة من الجدل الفقهي حول شرعية مشاركة المسلمين للأقباط في حفل تنصيب البابا تواضروس الثاني البابا118 للكنيسة المصرية، حيث ذهب فريق من العلماء إلى أنه لا يجوز على الإطلاق مشاركة الأقباط في أي مناسبة عقائدية تخالف القرآن الكريم والسنة المحمدية، بينما يجوز مشاركتهم في الأمور الأخرى الدنيوية التي لا تتعلق بالعقيدة، بينما ذهب فريق آخر إلى جواز تهنئة الأقباط ومشاركتهم في جميع مناسباتهم الدنيوية والعقائدية باعتبار أن الإسلام يأمرنا بالبر إليهم. يقول الدكتور عبد الرحمن البر عميد كلية أصول الدين بالمنصورة ومفتى جماعة الإخوان المسلمين: إن تهنئة المسلمين للأقباط بأعيادهم من البر والإقساط الذي أمر الله به المسلمين تجاه الأقباط عملاً بقول الله تعالى: “لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ في الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ”. وأضاف البر أن الشريعة الإسلامية لا تمنع تهنئة الأقباط بأعيادهم أو بتنصيب البابا الجديد لأن التهنئة لا علاقة لها بالعقيدة وليس معنى التهنئة أنني أؤمن وأعتقد بما يعتقدون. وأوضح أن اختلاف المسلمين في العقيدة الإلهية مع المسيحيين لا يمنعهم من البر والإحسان إليهم لأن تهنئتهم تدخل عليهم السرور، مشيرًا إلى أن هذا جزء من البر الذي أمر الله به المسلمين تجاه الأقباط. وأكد البر أن الشريعة الإسلامية سمحت للمسلمين بما هو أكثر من ذلك، حيث أجازت للرجل المسلم الزواج من المرأة المسيحية وتساءل:“هل يعقل أن يرفض الرجل المسلم تهنئة زوجته المسيحية في مثل هذه المناسبات؟، وكيف يتصور أن تسمح لنا شريعتنا بالزواج من المسيحيين ثم يأتي من يقول أن تهنئتهم بأعيادهم حرام؟. ومن جانبه يقول الشيخ أشرف عجور عضو مجلس الشعب عن حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية: إن تهنئة الأقباط ومشاركتهم تجوز فقط في الأحوال الدنيوية التي لا تتعلق بالعقائد مثل الأفراح والأموات والأمراض والشدائد والمحن فلا يوجد أي حرج في زيارة المريض القبطي أو تقديم العزاء له أو مساندته في أي ظلم يقع عليه فهذا كله جائز شرعًا ولا خلاف عليه بل هو من أمور الدين التي حثنا عليها الشارع الحكيم، أما الأمور العقائدية مثل الأعياد وتنصيب البابا ورسم القساوسة فلا يجوز شرعًا لأن فيها مخالفة لله ورسوله لأن مشاركتهم تعني الإيمان بعقائدهم وهذا أمر يخالف الشريعة الإسلامية. ومن جانبه أكد الشيخ طه البوصيري عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف أن تهنئة الأقباط ومشاركتهم في جميع مناسباتهم الدينية والدنيوية من البر والمسلم يؤجر على مشاركته الأقباط في جميع مناسباتهم ولا حرج ولا إثم في ذ لك باتفاق جميع العلماء. وأكد الشيخ طه البوصيري أن مشاركة الأقباط في حفل تنصيب البابا ليس إيمانًا بعقيدة الأقباط ولكنه نوع من البر والتواصل الذي أمرنا به الله عز وجل حيث قال الله تعالى: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين". وأضاف أن تهنئته الأقباط بفوز الأنبا تواضروس بالمنصب البابوي ليس حرامًا ولا يخالف الشريعة الإسلامية.