يحاول النظام الإيرانى من خلال تناوله للقضايا الجارية فى المنطقة والعالم عبر وسائل إعلامه المختلفة, من قنوات فضائية وصحافة وإذاعات, تابعة له مباشرة أو مأجورة من قبله, أن يغطى على الأمور والأحداث الجارية فى إيران, سواء منها تلك المتعلقة بالصراعات بين أجنحته المختلفة أو تلك الناجمة عن معارضة الشعوب الإيرانية الناقمة على سياساته الرعناء التى تزيد كل يوم من حالة التذمر فى الشارع الإيرانى. ولكن رغم كل محاولات هذا النظام المستميتة لإبعاد أنظار الشارع الإيرانى عن مشاكله الناجمة عن صراعاته الداخلية وإبعاد أنظار العالم عن معاناة الشعوب الإيرانية جراء تلك الصراعات والسياسات الحمقاء التى ينتهجها هذا النظام على الصعيدين الداخلى والخارجى, تبقى مسألة تصفية الحسابات بين أجنحة النظام الإيرانى عاملاً مهمًا فى كشف الكثير من الوقائع الغائبة عن أنظار الرأى العام الداخلى والخارجى، حيث يمتلك كل جناح من أجنحة هذا النظام وسائله الإعلامية والصحفية التى يستخدمها لكشف المخالفات والجرائم القانونية والإنسانية التى يرتكبها الجناح الآخر. وفى هذا المقال سوف نظهر عينة من هذا الصراع الإعلامى القائم بين أجنحة النظام، والتى تبين مدى الخداع الذى يمارسه الإعلام الخارجى الإيرانى على الرأى العام العربى خاصة، والأجنبى عامة لتلميع صورة نظام الملالى, وهو خداع يستهدف الموالين لهذا النظام بالدرجة الأولى, هؤلاء الذين كانوا ومازالوا ضحية هذا الإعلام المخادع. فعلى سبيل المثال لا لحصر, نشر قبل أيام موقع "تابناك" التابع لأمين عام مصلحة النظام الإيرانى الجنرال "محسن رضائى" الموالى لجناح المرشد على خامنئى, تقريرًا ماليًا صادرًا عن البنك المركزى الإيرانى يتحدث حول الإنفاق المالى الذى جرى بالعملة الصعبة من قبل حكومة أحمدى نجاد خلال السنوات السبعة الماضية من عمر هذه الحكومة التى لم يتبقى لها من العمر سوى سبعة أشهر فى السلطة. حيث أشار التقرير إلى أن مجمل الدخل المالى الإيرانى من مبيعات النفط والغاز خلال مدة السبعة أعوام الماضية كان 700 مليار دولار أمريكى, أى بمعدل 100 مليار سنويًا، كان 480مليارًا منها تم صرفها على استيراد البضائع والسلع الأساسية. التقرير أشار إلى عملية اختلاس كبرى جرت فى عهد حكومة نجاد تبلغ مائتين وخمسة عشر مليار دولار (215 مليار دولار)، حيث لم تقدم حكومة أحمدى نجاد أى معلومات حول جهة صرف هذا المبلغ الهائل من الأموال ولا عن محل صرفها.. وبين التقرير أن صندوق الادخار الإيرانى بالعملة الصعبة فى بداية تولى أحمدى نجاد الحكم كان يوجد فيه70 مليار دولار ولم يشهد زيادة سوى 30 مليارًا فقط ليصبح حاليًا يحتوى على 100 مليار لا غير. وكان التقرير قد أجمل الدخل الإيرانى من العملة الصعبة منذ اكتشاف النفط عام 1908، وحتى قيام الثورة الخمينية عام 1979م, بمائة وتسعة وثلاثين مليارًا, ومن عام 1979م وحتى تولى أحمدى نجاد الحكم فى عام 2005م, بلغ الدخل الإيرانى من العملة الصعبة نتيجة بيع النفط ومشتقاته أربعمائة وخمسة وأربعين مليار دولار.. أما خلال المدة الفائتة من حكم أحمدى نجاد فقط، بلغ دخل إيران من العملة الصعبة بفضل ارتفاع أسعار النفط, خمسمائة وخمسة وثلاثين مليار دولار, ومائة وستة وستين مليارًا من السلع الأخرى. وحاول التقرير إلقاء الضوء على حجم الفساد المالى الحاصل فى حكومة أحمدى نجاد, هذه الحكومة التى رغم كل الصياح والدعاية الإعلامية الهائلة التى استخدمتها لإظهار أحمدى بأنه الرئيس الشعبى والمدافع عن حقوق الفقراء إلا أن الصراع بين أجنحة النظام أسقط كل تلك الأكاذيب وكشف حقيقة أحمدى نجاد وحكومته المخادعة. وبعد هذا يأتى من يقول إنها جمهورية إسلامية.