أثارت تصريحات الشيخ سلمان بن فهد العودة الأمين العام المساعد لاتحاد العلماء المسلمين، والتي دعا خلالها إلى توقف سفر الجهاديين عن التوجه إلى سوريا أصداء عالمية ومحلية واسعة، في حين لاقت ردود فعل متباينة بين مؤيد ومعارض، في الوقت الذي حرّفت فيه الصحف الإيرانية والسورية الرسمية التصريحات بشكل يتناسب مع موقفهما الداعم لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقالت وكالة الأنباء الفرنسية: إن أبرز رموز تيار "الصحوة" الاسلامي في السعودية سلمان العودة نصح الشباب المسلم بعدم التوجه الى سوريا للقتال هناك، لكي لا "يتذرع النظام" بأنه يقاتل "إرهابيين" تسللوا الى بلاده، ومن اجل ان لا "تتكرر" تجربة أفغانستان". وأضافت الوكالة أن العودة كتب على موقعه الإلكتروني الشخصي" إن "هجرة الشباب من ليبيا واليمن والسعودية والعراق ومصر، ليخوضوا القتال ضد النظام، سوف تضاعف الأزمة وستتكرر أزمة أفغانستان"، مبرزة قوله: " دعوا سوريا لأهل سوريا فهم لا تنقصهم الشجاعة ولا العدد". وكالة الصحافة الفرنسية أبرزت دعوة د. العودة إلى "توحيد المجموعات المقاتلة سياسيا وعسكريا أو على الأقل أن لا تتقاطع فيما بينها"، إضافة إلى مناشدته "العقلاء من الساسة او غيرهم بسرعة حسم هذا الموضوع بشكل عاجل لان كل يوم او أسبوع يتأخر في حسم الثورة السورية يزيد من تعقيد المشكلة ويفتح آفاقا خطيرة أمام المستقبل". الأمر ذاته أبرزته وكالة الأنباء يونايتد برس إنترناشونال "يو بي آي" قائلة: إنّ عالم الدين السعودي الشيخ سلمان العودة، دعا إلى الامتناع عن السفر إلى سوريا للمشاركة في القتال، معتبراً أن توجه المقاتلين إلى سوريا لن يغيّر مسار المعركة . وأبرزت الوكالة الأمريكية توضيح د. العودة أنّ "المصلحة تقتضي أن نترك القضية السورية للسوريين، لأن "النظام السوري يتذرّع أمام العالم أنه لا يقاتل شعبه وإنما يقاتل مجموعات مسلحة إرهابية تسلّلت من خارج البلاد". اللافت أن عددا من الوكالات والصحف الإيرانية حرفت تصريحات الدكتور العودة لتخرجها عن مضمونها بما يخدم نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وتحت عنوان "سلمان العودة يعترف بوجود إرهابيين تكفيريين يقاتلون في سورية"، قالت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية: إنّ رجل الدين الوهابي السعودي سلمان العودة اعترف بوجود مسلحين إرهابيين من أتباع مذهبه السلفي "التكفيري" من ليبيا واليمن والسعودية والعراق ومصر في سورية للقتال ضد الدولة السورية، داعياً في تدخل تكفيري علني إلى دعم المعارضة في سورية بالمال والسلاح، حسب وصف الوكالة الإيرانية. ونقل عدد من المواقع والصحف السورية الموالية للنظام من بينها موقع الإذاعة والتليفويون السوري الرسمي وموقع "سوريا اليوم" نفس خبر الوكالة الفارسية. يشار أيضا إلى أن عددا من الوكالات والصحف العالمية من بينها وكالة الأنباء الألمانية وموقع "روسيا اليوم"، وغيرهما قد شاركوا الخبر، فيما نقلت معظم المواقع والصحف العربية التصريحات وسط ردود فعل متباينة بين مؤيد ومعارض. ففي حين رأى البعض أن نصيحة الدكتور العودة حول سفر الجهاديين إلى سوريا في محلها، على اعتبار أن السوريين فقط ينقصهم الدعم بالسلاح وأن السفر بالفعل قد يخلق أزمة حالية أو محتملة عارض آخرون وبشدة هذا الرأي معتبرين أن الأمة الإسلامية جسد واحد في هذه المحنة لا فرق بين سوري وغيره. وشددوا على أن الواجب على كل قادر أن يحمل السلاح ويحارب بجانب إخوانه المسلمين في سوريا ضد نظام الطاغية بشار الأسد، مشرين إلى أن إيران وحزب الله يدعمان هذا النظام بالسلاح الجنود وبالتالي فالأولى لنا هو المشاركة في القتال. وكان الدكتور العودة، قد دعا لتوقف توجه الشباب المسلم للقتال بسوريا، سواء كانوا ضمن تنظيمات أو كانوا أفرادًا ، مشيرا إلى أن المصلحة الإسلامية تقتضي أن نترك القضية السورية للسوريين، خاصة وأن النظام السوري دائما ما يتذرع أمام العالم بأنه لا يقاتل شعبه وإنما يقاتل مجموعات مسلحة "إرهابية" تسللت من خارج البلاد، على حد وصفه. وأكد لبرنامج "الشريعة والحياة" على قناة الجزيرة أنَّ وجود هذا العدد القليل من الإخوة بسوريا لن يغير في مسار المعركة، مشيرا إلى أنّ الثورة السورية لا تحتاج إلى مزيد من الرجال وإنما فقط الدعم بالمال والسلاح والدعاء ورعاية النازحين وأسر الشهداء والمقاتلين. ولفت د. العودة إلى أن وجود هذا العدد قد يدفع بعض الدول العربية فضلا عن الأوروبية إلى أن تحجم عن دعم الشعب السوري في معركته ضد نظام بشار الأسد، خشية أن يصل إلى من يصنفونهم بأنهم "أعداء" أو "إرهابيون" على حد وصفهم.