أكدت مصادر مقربة من جماعة الإخوان المسلمين ل"المصريون" أن تزايد احتمالات ترشيح الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب في انتخابات البرلمان القادمة على مقعد الفئات بدائرة بندر دمنهور وزاوية غزال قد أشعل الخلافات داخل مكتب الإرشاد بالجماعة ، حيث أنقسم المكتب إلى فريقين : الأول يرى ضرورة إخلاء الدائرة للدكتور مصطفى الفقي باعتباره رمزا إصلاحيا في النظام ويحظى أداءه البرلماني طوال الدورة الماضية برضا جميع ألوان الطيف السياسي والبحث عن دائرة جديدة للدكتور محمد جمال حشمت القطب البارز في الجماعة وعدم الزج به في معركة شبة خاسرة فالنظام لن يرضى بسقوط أحد رموزه أمام حشمت كما أن النظام سبق وأن قام بالتزوير لنائب الوفد خيري القلج فهل سيتراجع عن التزوير لدى ترشيح الفقي. في المقابل ، يرى الفريق الأخر أن حشمت يحظى بشعبية جارفة في دائرته ويمكنه إلحاق هزيمة كبيرة بالفقي إذا جاءت الانتخابات حرة ، مراهنين على صعوبة أن تكرر الحكومة لعبة التزوير في ظل الأجواء الحالية التي اختلفت جملة وتفصيلا عن الأجواء التي شهدت الإطاحة بحشمت وتزوير الانتخابات ضده. وكانت الزيارة التي قام بها الدكتور الفقي لبندر دمنهور قد أكدت عزمه الترشيح في دائرة دمنهور بعد أن كان الفقي قد أكد أكثر من مرة إمكانية ترشيحه في دائرة مدينة نصر بالقاهرة إلا أن إدراكه صعوبة المعركة في الدائرة أمام حيتان مدينة نصر مثل مصطفى السلاب وفوزي السيد ، دفعه إلى التراجع وتكرر نفس السيناريو في دائرة المحمودية بالبحيرة حيث يخوض مرشحان شرسان المعركة على مقعد الفئات أولهما النائب الحالي عصام القاضي ومنافسه محمد البنا رجل الأعمال ونجل على البنا عضو مجلس الشعب السابق ، وهو ما جعل الفقي يعيد التفكير ويفضل منازلة حشمت في دائرة بندر دمنهور بل إنه أخذ بعض الخطوات العملية بتأجير مقر انتخابي بالدائرة. من جهته ، أوضح الدكتور جمال حشمت القطب الإخواني المعروف ونائب الدائرة السابق ل"المصريون" أنه فوجئ بالزيارة الانتخابية التي قام بها الدكتور الفقي للدائرة رغم مزاعم الأخير بأنها زيارة عائلية حيث كان الفقي قد أبلغني بصعوبة خوضه المعركة أمامي وأنه يبحث عن دائرة في القاهرة ليخوض منها المعركة مشيرا إلى اعتقاده أن الدكتور قد وجد الطريق مغلقا في القاهرة وموطنه المحمودية. وشدد حشمت على عدم قانونية ترشيح الفقي في دائرة دمنهور حيث أنه ليس مقيدا في جداول الناخبين بها طوال الخمسين عاما الماضية ودائرته الأصلية المحمودية ، مشددا على أن ترشيح الفقي يعد آخر أمل له في الحياة السياسية حيث يمنع القانون إعادة تعيينه في مجلس الشعب مرة أخرى إضافة إلى صعوبة تعيينه وزيرا. ووجه حشمت انتقادات شديدة إلى النظام الحاكم والفقي ، لاستغلالهما الدين أبشع استغلال حيث أجبر النظام شيخ الأزهر وعلماء الأوقاف على مبايعته من على المنابر وكررها الفقي لدى اختياره لأحد المساجد بدمنهور ليكون باكورة لحملته الانتخابية . واستبعد حشمت أن يستطيع النظام تكرار سيناريو التزوير الذي أقدم عليه ضده في انتخابات الإعادة ، لافتا إلى أن الوضع تغير ولم يعد من السهل تكرار التزوير الفاضح وضمان رد فعل الناخبين. ولم ينف القطب الإخواني وجود محاولات من الحزب الحاكم لمقايضته بالبحث عن دائرة جديدة ، لكنه استبعد الموافقة على هذا السيناريو فهو ابن الدائرة ونائبها ولم يصل إليها بباراشوت.
