انتشرت في شوارع وأسواق فلسطين شخصية لرجل شبيه للرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات "أبو عمار", رغم مرور 8 سنوات على رحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، إلا أنه لايزال شخصية متميزة في المجتمع الفلسطيني، فهو شخص يظهر في سوق الخضار والفاكهة ويشتري الخضار ويبتاع، مرتديا زيا عسكريا أخضر وغطاء رأس مميز ذي مربعات بيضاء وسوداء، كما كان عرفات يرتدي, وتتخيله كما لو كان الزعيم عرفات يتمشى وسط الزحام متفحصا باهتمام ثمار الكرز والطماطم والشمام. والغريب في الوضع أن اسمه داخل السوق وبين الناس ينادون عليه "أبوعمار"، فيما لوح أبوعمار بعلامة النصر وهو يبتسم ابتسامة واسعة أظهرت أسنانه، قبل أن يتحرك بين ثمار الكوسة والكرنب متجاوزا الأيادي الممتدة للمشترين وكأن أبو عمار قد عاد إلى الحياة مرة أخرى. جدير بالذكر أن الشخص الموجود في السوق رجل يدعى سالم سميرات، يحظى بقدر بسيط من من الشهرة بالضفة الغربية بسبب الشبه الكبير بينه وبين ياسر عرفات، ورغم أنه يمتلك الأنف والفم ذاتهما إلا أن فكرة العودة للحياة غير مطروحة. وبدا أن سالم شخصية شهيرة وسط الجمهور الموجود، تقول السلطة الفلسطينية إنهم يستعدون لاستخراج الجثة من القبر في رام الله للتحقق من كون ياسر عرفات قد قتل، بعد التحقيق الوثائقي التليفزيوني الذي أكد أن عرفات قد مات مسموما، وبالتحديد باستخدام العنصر الإشعاعي النشط "البلوتونيوم". وربما يكون من الغرابة ألا تثير الاتهامات الجديدة اهتمام غالبية الفلسطينيين، فالكثيرون لديهم قناعة بالحقيقة غير المؤكدة بأن زعيمهم مات لأسباب غير طبيعية، وأنه تم تسميمه من قبل إسرائيل بمساعدة شخص من الدائرة المحيطة به. وطبقاً ل"بي بي سي" عربي قال سالم في إحدى الحوارات وهو يتحسس الكلمات قبل أن تخرج من بين شفتيه: "ليس سرا أن إسرائيل حاولت قتلي في مناسبات عدة". وتنكر الحكومة الإسرائيلية دوما اتهامها بتسميم عرفات، ومن الصعب تصور أن التحقيقات الأخيرة سوف تنهي هذا الجدل، ولكن كما هو الحال في مثل هذه القضايا، فإنني أتوقع أن يلزم الإسرائيليون والفلسطينيون مواقعهم, موضحاً وهو يشير إلى صدره: "كل الناس تعشق ياسر عرفات"، وهذا حقيقي فأنت لا تجد فلسطينيين يذكرون، على الأقل علنا، القائد الراحل بالسوء. الكثير من الإسرائيليين ينظرون إلى ياسر عرفات على أنه إرهابي أصبح طرفا غير موثوق به في معادلة السلام، ولكن بالنسبة للكثير من الفلسطينيين وبالتحديد في الضفة الغربية، هو بطل، ومناضل ضد الاحتلال الإسرائيلي، وقائد عملية توحيد الفصائل الفلسطينية. بينما قال الصحفي منصور طهبوب وهو يقلب أرشيفيا سر عرفات الذي تم تجميعه في رام الله :"إنه والدنا، والد فلسطين كلها"، أنت تحترم وتحب أباك رغم أنه ليس كاملا، ورغم أنه يخطئ فأنت تظل تحبه". وبشكل عام كثير من الفلسطينيين غاضبين بسبب الرشاوى والمحسوبية التي جرت إبان حكم عرفات، ولكن قليلا جدا من الناس من تحدوا سلطته. بينما قال حازم، وهو ناشط سياسي شاب "كان يشبه الملك أو الشيخ الذي يملك كلا لقوة فيديه". وأجاب على تساؤل عما كان من الممكن حدوثه مع عرفات إذا قدر له وشهد ما يطلق عليه الربيع العربي، فأجاب حازم على سؤالي وكاد أن يصل وصفه لعرفات بالديكتاتور ولكنه لم يفعل. وأضاف: "الناس أحبت عرفات رغم أن قيادته كانت سيئة ولايزال الفلسطينيون يتعافون من آثار النظام الذي أسسه.