ننتظر جميعًا فرحة غائبة عن الكرة المصرية منذ سنوات، إذ أصبح الأهلي على بعد خطوتين للفوز بدوري أبطال أفريقيا الغائب عن القلعة الحمراء منذ 4 سنوات, وعاش مسئولو الأهلي حالة من القلق، خشية التعرض لظلم تحكيمي جديد أمام الترجي التونسي، بعدما تجرعوا مرارة ذلك أكثر من مرة خصوصا أمام فرق شمال أفريقيا, ثم أغلق الأهلي ملف التحكيم بعد إعلان الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "الكاف" تعيين الجزائري جمال حيمودي لإدارة الذهاب، والمغربي لاحرش بوشعيب للإياب، وارتضى الأهلي بإسناد إدارة المباراتين إلى حيمودي وبوشعيب، وأكد مدير جهاز الكرة سيد عبد الحفيظ أن الأهلي لن يعترض عليهما، وأبدى المدير الفني حسام البدري ارتياحه لقرار "الكاف" بعدم تعيين الحكم الجامبي جاسما بكاري لإدارة أي من مباراتي النهائي. وكان جاسما بكاري مرفوضًا تمامًًا من جانب الأهلي، خاصة أن عليه علامات استفهام عديدة، بدليل أن فريق مازيمبي رفض تعيينه في مباراته أمام الترجي، وقام "الكاف" باستبعاده وتعيين آخر بدلاً منه, ولكن لاحرش بوشعيب قد يتسبب في أزمة لقلة خبرته وعدم تصنيفه بين أفضل 5 حكام بالقارة. وشن الأهلي حملة إعلامية عنيفة منذ أيام، انتقد خلالها رئيس لجنة الحكام بالاتحاد الأفريقي لكرة القدم التونسي طارق البشماوي، واتهمه بأنه سيجامل فريق بلاده لأنه يشجعه، مطالبًا "الكاف" بالشفافية التامة وإبعاد البشماوي عن اختيار الحكام. وعانى الأهلي من ظلم تحكيمي على مدار السنوات الخمس الماضية في دوري أبطال أفريقيا، مُنع بسببها الفريق من تحقيق بطولات كانت في متناول يده, فهل يمكن نسيان الحكم الكاميروني رافائيل ديفين الذي أجهز على الأهلي في ذهاب نهائي نسخة 2007، بعد أن حافظ على نظافة شباك أصحاب الأرض بقرارات تحكيمية فاضحة منها التغاضي عن احتساب ضربة جزاء صحيحة لمصلحة محمد بركات، بل ومنحه إنذارًا ليغيب عن مباراة الإياب. وفي مباراة العودة تغاضى الحكم المغربي عبد الرحيم العرجون عن ضربتي جزاء، كما تغاضى عن طرد مدافع النجم الساحلي بعد اعتدائه على فلافيو بدون كرة ليخسر الأهلي بطولة هو الأحق بها. وفي النسخة قبل الماضية، خرج الأهلي بهدف فضيحة سجله النيجيري إنرامو بيده، ولكن الحكم الغاني جوزيف لامبتي تغاضى عن لمسة اليد، وفاز الترجي بهدف نظيف ويقصى الأهلي من البطولة. وتكررت الأخطاء التحكيمية مرة أخرى في النسخة الماضية، وأمام الترجي أيضًا الذي تعادل مع الأهلي بالقاهرة 1-1 بعد أن أحرز الفريق الضيف هدفًا من تسلل فاضح، لم يحتسبه الحكم السوداني خالد عبد الرحمن ليودع الأهلي البطولة من دوري المجموعات. عودة الدوري مطلب جماهيري وليس مطلب اللاعبين فقط لذا كان مشهدًا غريبًا عندما يتحول السلوك المتحضر للاعبين بتنظيم وقفة سلمية أمام القصر الجمهوري تطالب بانطلاق الدوري، إلى أعمال شغب وبلطجة وقد التقطت صور لبعض اللاعبين، يحملون الشوم والعصا, وتناسوا أنهم قدوة لجيل من الشباب يحبونهم ويتمنون الاقتداء بهم لذا أحسنت إدارات بعض الأندية بمعاقبة اللاعبين الذين شاركوا في هذه "المهزلة".