تعتبر منطقة جزيرة أرمنت الحيط بالأقصر، مثالاً لمأساة المناطق المنسية التي لا يهتم بها أحد, حيث يشعر الأهالي أن جميع الخدمات سوف تصبح جيدة فى ظل حكومات الثورة المتعاقبة، ألا أن الوضع لم يتغير، وما زال الحال على ما هو عليه، وعلى المتضرر اللجوء إلى الله, فالمنطقة مشاكلها متعددة، ومتراكمة الأطراف، مثل عدم وجود الصرف الصحي، وما زال الأهالي يشربون من الطلمبات الحبشية، رغم أنها تسبب العديد من المشاكل والأمراض، مثل الفشل الكلوي، والوبائي الكبدي، والتيفود، والصديد، وغيرها من الأملاح لارتفاع نسبة الرصاص في المياه، ورغم النداءات والاستغاثات، فإن المسئولين يتعللون بنقص الاعتمادات ويعيش الأهالي في رعب خوفًا من إصابتهم هم وأبناؤهم بالأمراض أو تآكل منازلهم بسبب نحر النيل، الذي يهاجم الشواطئ من الناحية الغربية ودخول المياه أثناء الفيضان إلى الأراضي الزراعية وعدم الاستفادة منها سوى زراعة الأرض مرة واحدة. وتعاني الجزيرة من عدم وجود الصرف الصحي بها ما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه الجوفية واغلب المنازل آيلة للسقوط ومهددها بالانهيار فوق رءوس سكانها ويكشف هذا التحقيق جزءًا من المأساة التي يعش فيها الأهالي. أكد المواطن بركات حسين، أنهم بعثوا برسالة إلى الموارد المائية، للتدخل لحل المشكلة، كما قاموا بتقديم طلب إلى مسئولي حماية النيل بالأقصر لكي يقوموا برصف الجزء الباقي من الجزيرة الذي يقع في الجانب الشمال الغربي، حيث يتسبب فيضان النيل في فصل الصيف في تآكل الأراضي الزراعية والمنازل القريبة من النيل، وقامت اللجنة من الحماية من مهندس وفني لمعاينة الموقع المطلوب رصفه منذ عام 2002وتمت المعاينة، ولكن بدون جدوى حتى الآن ثم تم تجديد الطلب في عام 2004، وتمت المعاينة وأكدت أنه سوف يتم الرصف ثم وصلت لجنة أخرى عام 2008 وتمت المعاينة والنتيجة واحدة، وقد قمنا بمحاولة صد المياه لكنها لا تسمن ولا تغني لأننا إلى حاجة لمجهودات أكبر وهى متوفرة لدى الوزارة. وأضاف المواطن عبده عبد القادر أن الجزيرة تعاني من ضعف التيار الكهربائي، لدرجة عدم قيام بعض الأجهزة التي تعمل بالكهرباء وأيضًا انتشار الأسلاك العارية والشبه متهالكة. وأوضح أحد المواطنين أن الوحدة الصحية بجزيرة أرمنت بها عجز كثير من الأدوات الطبية حيث أصيب ابنه بجرح في قدمه فقال الأطباء لنا: "لا يوجد خيط ولا إبرة لكي نقوم بتخييط الجرح"، وخرج من الوحدة وهو ينزف، وأضاف مواطن آخر أن ابنه لدغه عقرب ولم يجد المصل الخاص في هذه الوحدة الصحية، فاضطر للاتصال بأحد أقاربه في مدينة أرمنت وأحضر له المصل من إحدى الصيدليات. كما تعانى الوحدة الصحية من عدم وجود أطباء بها رغم انتشار مرض إنفلونزا الخنازير في مدارس مدينة أرمنت، علمًا بأن مدرسة جزيرة أرمنت للتعليم الأساسي لا يقوم أحد بزيارتها من الأطباء، وحدثت وفاة لرجل كبير في السن ولم نجد الطبيب الذي يقوم بعلاجه أو حتى استخراج تصريح الدفن له ما تعزر علينا دفن الميت إلا بعد مرور عدة ساعات. وأكد مدير حماية النيل بالأقصر إدارج أجزاء من سواحل الجزيرة للرصف قريبًا ولكن لا يوجد دعم.