كنت و ما زلت أعتقد أننا بحاجة إلى إعادة المطبخ الفكري الوطني إلى العمل بعد أن أُصِيبَ الكثيرون عندنا بكوليرا فكريه خطيرة وإسهال ثقافي حاد ، نتيجة التناول المفرط للوجبات الفكرية الجاهزة والمعلبات السياسية المستورَدة والمنتهية الصلاحية ، خاصةً بعد أن أصبحت سلع العقول الخربه والعفنه والأدمغة التى مُلئت بافكار الشياطين و الآراء التى تحمل بين طياتها كُرها وحقدا على الإسلام وكل مافيه رائحة الإسلام لكنها تتستر بستار الدفاع عن الحرية .. هذه هى البضاعة الرائجة اليوم بسوق الفكر المصرى أعتقد أنه من الحكمة فى هذه المرحلة الخطيرة من حياة الأمة المصرية أن نعود جميعا إلى مطبخنا المصرى الوطنى ومنتجاتنا الفكرية الوطنية الطازجة بدلا من المجمّدة في ثلاجات السياسة الأمروأوروبية، قبل أن يتطور المرض إلى طاعون قد يصعب الشفاء منه دون خسائر فادحة و أنه حان الوقت لكل من تهمه مصلحة البلاد من المؤيدين والمعارضين أن يفهم أنه من الأفضل والأمثل والأعقل الاعتماد على عقولنا وفكرنا الخالص وليس المُعلب في مكافحة هذا الوباء، بدلا من الإعتماد على فكر وثقافة مستوردة وعقول يهمهم مايُدفع لهم من الدولارات أكثر بألف مرة من القضاء على المرض والعطب الذى ضرب جذور الأمة والذي هو أصلاً من اختراعهم إن ملخص الصراع الدائر الآن على ارض الواقع هو بين تيارين رئيسيين .. تيار شرعى إنتخبة الشعب بحرية وإرادة كاملة، هذا التيار يريد أن يعمل وينفذ برامجة على أرض الواقع بكل قوة ... وتيار خسر كل شىء يريد أن يضع العراقيل والمتاريس ويختلق الفوضى ويشعل الفتن بطول البلاد وعرضها ويريد مصر غارقة فى الفساد والأزمات حتى يُفشل مشروع الآخر وتغرق الدولة المصرية فى الأزمات وينقلب الشعب على الإسلاميين ولاسيما الإخوان وحزبهم ولايكون الإسلاميين اصحاب نهضة وإصلاح ولايُكتب لهم النجاح ومن هنا يتم إبعادهم عن سُدة الحكم نهائيا .. ويتقدم الخاسرون بمشروعات العُهر والدعارة بعد تقنينها تحت اسم الحريات .. هذا الصراع هو الذى أنشأ بيئة خِصبة لنمو الفيروس الفكرى المنتشر الآن. لا شك في أن هذا الفيروس الفكرى الذى اجتاح الدول المصرية بل كل دول الربيع العربي منذ سطوع شمس هذا الربيع فى بداية 2011 لم تقتصر عدواه فقط على الكثير من بسطاء الناس ذوي الثقافة المحدودة، ولا المتوسطة، بل أصابت الكثيرين من أولئك الذين يُفترض أنهم محصنّون بفكر وتفكيرٍ صحيحين كنّا نعتقد أنهم سيكونون بمثابة "الأنتيبيوتك" الفكري" الذي يحمي المجتمع من هذا النوع من الفيروسات، وهذا النوع من التلوث الثقافي والمعرفي الذي يبدو أنه ممنهج ولم يأت من فراغ أو بفعل الظروف و المتغيرات الطبيعية والمثير للشك دائماً، أن هذا "الأنتيبيوتك" الفكري المصرى مازال ضعيفا جدا أمام هذا الفيروس الذى بات يهاجم الأمة المصرية بل والعربية ايضا وبشراسة كلما دعت مصنّعيها الحاجة إلى ذلك إن هؤلاء النُخبة الذين يزكمون انوفنا فى كل ليلة بوسائل الإعلام المتآمرة ماهم إلا موظفون غير رسميين عند النظام السابق الذى يدّعون زورا وبُهتانا أنهم ثاروا عليه مع انهم كانو سفرجية وطباخين عنده هو وحاشيته وكانوا شهود عيان على كل جرائمه بعد أن سرقوا ما سرقوا و نهبوا ما نهبوا و فسدوا و أفسدوا أصبحوا الآن ثوّاراً ميامين يطلقوا العنان لألسنتهم القذرة بعد أن لبسوا عباءة الثورة و قناع الثوار ظنّاً منهم أنهم بمجرد أن يهاجموا النظام البائد الذى كانوا يوما ما هم أعمدة فساده سيتحولون بقدرة قادر إلى ثوّار من طراز لينين و جيفارا و مانديلا و غيرهم من شرفاء الثوار الذين غيّروا تاريخ بلدانهم بصدقهم و شرفهم و إيمانهم بمبادئهم لا لأنهم وجدوا في الثورة مخرجا لأزماتهم القضائية الجنائية التى بدأت تلاحقهم منذ أن فتح النظام الجديد ملفات الفساد وبدأت دعاوى اختلاس المال العام أوغيرها من الجرائم المشينة تلاحقهم إن هذه النُخبة من مدعين الفكر والثقافة والتنوير فى بلادى من فقراء الذمة و السمعة و الثقافة ممن يسهل شراؤهم دائما عند الحاجة في الأزمات السياسية وغيرها والذين هم أشبه بعمال "التراحيل باسواق العماله" حيث يأتون كل يوم يجلسون على رصيف "الفضائيات" أوغيرها من الوسائل الإعلامية، فؤوسهم ألسنتهم منتظرين أول زبون ليقدمون له خدماتهم التى لايعرفون غيرها وهى صب خام غضبهم على التيارات الإسلامية وعلى الإسلام نفسه وعلى الشعب الجاهل المريض والمتخلف الذى جاء بهم لسُدة الحكم، ذلك مقابل مايدفع لهم من المال . ( مع احترامي الشديد لعمال التراحيل الشرفاء الذين يكسبون لقمتهم بشرف) قلّة قليلة من الشرفاء أصحاب العقول النظيفة والرأي والثقافة الذين نادراً ما يظهرون على شاشات تلك الفضائيات بسبب رفضهم لبيع عقولهم و ذممهم – بنفس الطريقة التي باع بها صبيان أمن الدولة وسفرجية النظام البائد ولاعقى احذيته - سمعتهم في برنامج الفتن والكذب والتآمربفضائيات الفلول وهم وإن يظهرونهم أحياناً هنا وهناك فليس إلا كي يعطِ ظهورهم شئياً من المصداقية على الكَمّ الهائل من الكذب و التضليل والنفاق الذي يروّجون له بهذه القنوات الإعلامية أوغيرها لكن اعتقد أن الأمور قد وضحت الآن تماما وأن مايحمله هؤلاء وخرجوا من اجله فى "غزوة الأحزاب" ومن قبلها وبعدها – لن يكفوا عن الخروج خاصة بعد اتحادهم مع مجرمى النظام البائد بعد أن تلاقت المصالح - هذا صعب المنال واقرب الى الخيال. والغريب في ألأمر أن هؤلاء المتآمرين لا دين لهم ولا ضمير يريدون ان يفرضوا ديموقراطية حسب مقاسهم والتي لا يعرفون معناها فى دول مسلمة مثل مصر .. فهل الديموقراطية تُفرض بالقوة وبأرسال العصابات والبلطجية للميادين لتدمير الوطن تحت مُسمى إسترداد الثورة. صحيح أن الدوله بحاجة الى حرية وديموقراطية, ولكن ليس على الطريقة ألأمريكية والغربية وألأسرائيلية. فلن يعقل اويصدق احدا من افراد الشعب المصرى مهما كانت ضحالة تفكيره وبساطة عقله انكم تريدون مصلحة مصر وإلا كنتم رضيتم واحترمتم إرادة هذا الشعب ..! [email protected]