هل تشعر بالسعادة ؟ يبدو السؤال بسيطاً ، لكن الإجابة ليست كذلك عندما يفاجئك السؤال يدور في رأسك ويثير الحيرة في نفسك تقول: ربما لست تعيساً ، كما أنني أحمد الله دائماً علي كل حال أشعر أحيانا بالبهجة والسرور وترتفع معنوياتي وأحياناً أخري يداهمني الحزن والإحباط ، لا تخلو حياتي من المنغصات والمتاعب كما أنني لا أنكر فضل الله علي فقد حباني الكثير من النعم والعطايا. ولكن ما المقصود بالسعادة ؟ وما هي العناصر التي لو توافرت لدي أعد من السعداء؟ السعادة حلم كل إنسان ، يسعى الجميع لبلوغها بطرق مختلفة متباينة ، وعندما تصبح في متناول يده لا يفطن إليها. يتساءل أرسطو : ما هو أرقي خير يمكن أن يبلغه المرء بجهده ؟ ويجيب : يتفق عامة الناس وصفوتهم علي أنه السعادة ولكنهم يختلفون في تحديد كنهها . ويقول أيضاً عن الشرط الأساسي للسعادة لكي تكون سعيداً لابد أن تكون فاضلاً ويقول علماء النفس إن الأساس في الشعور بالسعادة هو أن يتحلى المرء بالصحة النفسية ويعرفونها بأنها القدرة علي العطاء والحب من دون انتظار المقابل ، إنها التوازن بين الغرائز والذات والضمير. بينا تؤكد البحوث التجريبية أن للسعادة جانبين: جانب انفعالي والمقصود به الشعور بالبهجة والمتعة . وجانب معرفي تأملي والمقصود به الشعور بالرضا والإشباع وطمأنينة النفس وتحقيق الذات. وتعد العلاقات الاجتماعية واحداً من أهم مصادر السعادة كما أنها تخفف الشعور بالمعاناة وتستمد أعلي الفوائد في هذا الصدد من الزواج والعلاقات الوثيقة الأخرى التي تتصف بدرجة عالية من الدعم ، وتزيد العلاقات الاجتماعية الإنسان سعادة بتوليد البهجة وتوافر المساعدة من خلال الأنشطة المشتركة والممتعة، وهي تحمي من تأثير المشقة بزيادة الذات وكف الانفعالات السلبية وتوفر المساعدة علي حل المشكلات. كذلك فإن النجاح في العمل وحسن استغلال وقت الفراغ من الأمور الهامة في الإحساس بالسعادة ، ومن المثير للدهشة أن المال والثروة كما أثبتت الدراسات والبحوث التجريبية لم يكونا سبباً للسعادة. صحيح أن المرء يحتاج إلي ما يكفيه شر العوز والفاقة ويفي بحاجاته ولكن الثراء الفاحش له ضريبته الفادحة من المشكلات والقلق ولا يجلب السعادة لصحابه السعادة في قلبك وعقلك وعونك الصادق لمن حولك فاستمتع بها ولا تفلتها من يدك.