فجر انتحاري يقود دراجة نارية نفسه اليوم الخميس، على مقربة من مبنى وزارة الداخلية السورية واجهزة امنية في احد احياء دمشق، بحسب ما افاد مصدر امني لوكالة فرانس برس. وقال المصدر: "فجر رجل يقود دراجة نارية مفخخة نفسه على بعد 300 متر من مبنى وزارة الداخلية السورية في حي كفرسوسة في غرب العاصمة" والذي يضم ايضا فروعا لاجهزة امنية سورية، بحسب المصدر نفسه الذي اكد ان التفجير لم يؤد الى سقوط ضحايا. ويأتي هذا التفجير بعد يوم من تعزيز السلطات السورية اجراءاتها الامنية في محيط المباني الحكومية في دمشق. ومنذ بداية الاحتجاجات المطالبة بسقوط نظام الرئيس بشار الاسد منتصف آذار/مارس 2011، شهدت العاصمة السورية سلسلة تفجيرات بينها هجمات انتحارية، استهدفت في مجملها المباني الحكومية والمراكز الامنية. وكان ابرز هذه الهجمات التفجير الذي استهدف مبنى الامن القومي في 18 تموز/يوليو الماضي، وأدى الى مقتل اربعة من القادة الامنيين الكبار، من بينهم العماد آصف شوكت صهر الرئيس السوري. وتبنى الجيش السوري الحر الهجوم في حينه. وفي 26 أيلول/سبتمبر، استهدف هجوم مزدوج مبنى الهيئة العامة للاركان في دمشق، وقد تبنته "جبهة النصرة" الاسلامية المتطرفة، واعلن الجيش الحر ان المسؤولية عنه كانت مشتركة بين كتائب عدة. وشهدت العاصمة في أيار/مايو الماضي التفجير الاكثر دموية في حي القزاز (جنوب شرق)، والذي ادى الى مقتل 55 شخصا. من جهة اخرى، قتل 44 شخصا بينهم عدد من الاطفال، جراء غارة شنها الطيران الحربي السوري الخميس، على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في شمال غرب سوريا، بحسب ما ابلغ مسعفون صحافيا في وكالة فرانس برس. وقال احد هؤلاء المسعفين "انتشلنا ما مجموعه 44 جثة من تحت الانقاض، بينها جثث لعدد من الاطفال"، اثر الغارة على هذه المدينة الخاضعة لسيطرة المقاتلين المعارضين والواقعة في محافظة إدلب. واشار المسعف الى ان القذائف التي القتها الطائرات الحربية دمرت في شكل كامل او جزئي مبنيين ومسجدا تواجد فيه عدد كبير من النساء والاطفال. من جهته، افاد طبيب يعمل في مستشفى ميداني اقيم في إحدى مدارس المدينة ان الغارة ادت الى مقتل 20 شخصا على الاقل، في حين اعتبر 30 آخرون في عداد المفقودين. وقال لوكالة فرانس برس "وصلت عشرون جثة، بينها عدد من الاطفال، وما زال نحو 30 شخصا مفقودين". وشاهد الصحافي في اروقة هذا المستشفى نحو 12 جثة ملفوفة في اكفان بيض، بينما وضعت الاخرى في اكياس من البلاستيك كتب عليها "اشلاء". واضاف الطبيب "لم ينج من الغارة حتى الآن سوى ثلاثة اشخاص، بينهم طفل في الثانية من عمره، بقي على قيد الحياة بين ذراعي والده الذي توفي". واشار احد السكان مفضلا عدم كشف اسمه ان عددا من الضحايا كانوا قد عادوا لتوهم من بلدة كفرنبل غرب معرة النعمان، واضاف: "كانوا يعتقدون ان الخطر قد ولى". وكانت اجواء المدينة ومحيطها شهدت تحليقا للطيران الحربي السوري طوال ما قبل ظهر اليوم، وألقت الطائرات نحو عشر قذائف على المدينة واطرافها الشرقية، حيث يحاصر المقاتلون المعارضون معسكر وادي الضيف الاكبر في المنطقة والذي ما زالت القوات النظامية تسيطر عليه. وبالإضافة إلى ذلك بدأ مقاتلون معارضون الخميس "هجوما حاسما" على معسكر وادي الضيف الاستراتيجي في محيط مدينة معرة النعمان في شمال غرب سوريا، بحسب ما افاد قائد للمقاتلين. وقال رائد منديل، وهو احد قائدين للمقاتلين المعارضين في المنطقة، لصحافي في وكالة فرانس برس "بدأنا اليوم الهجوم الحاسم على المعسكر، وسنسيطر عليه"، وذلك على بعد 500 متر من المعسكر الاكبر في المنطقة، والذي يضم دبابات وخزانات وقود كبيرة. وقام المقاتلون بالتحضير لشن الهجوم من خلال قصف المعسكر بالقذائف طوال فترة قبل الظهر، وبدأوا بعد الظهر بالمرحلة الثانية من الهجوم مستخدمين اسلحة خفيفة وثقيلة، بحسب ما لاحظ صحافي فرانس برس الموجود هناك. واكد المقاتلون انهم دمروا ثلاث دبابات في المعسكر، فيما اكد قائد آخر لهم ان ستة جنود نظاميين استسلموا، قائلا انهم "كانوا جائعين ومنهكين". وبالإضافة إلى ذلك اعلنت منظمة افاز غير الحكومية الخميس ان ما بين 28 الفا و80 الف شخص فقدوا في سوريا منذ اندلاع النزاع في هذا البلد، مستندة الى ارقام ادلت بها منظمات تدافع عن حقوق الانسان. وقالت اليس جاي مديرة الحملات في افاز ان "سوريين يتم خطفهم من جانب اجهزة الامن واخرى شبه عسكرية يعتبرون مفقودين داخل مراكز التعذيب". واضافت: "سواء كانوا نساء يتبضعن في المتاجر او مزارعين يشترون الوقود، لا احد في منأى (عن الخطف). انها استراتيجية متعمدة لارهاب العائلات والمجموعات". ونقلت افاز عن فايزة ان ابنها احمد ابراهيم (26 عاما) فقد في محافظة حمص (وسط) في 27 شباط/فبراير الفائت. واضافت الام انه في اليوم نفسه "اتصل (احمد) بخالته من رقم ليس له وابلغها انه متجه الى مدينة حمص وان عليها الا تتصل به بعد الان (...) وعلمنا لاحقا ان هذا الرقم يعود الى فرع الامن العسكري في حمص". وبعد اتصالات متكررة بالرقم نفسه ظلت من دون جواب لاشهر، رد احدهم قائلا ان الشاب قتل برصاص قناص تابع للنظام. وتابعت الام "لم نستطع تاكيد هذه المعلومة، نريد فقط معرفة مصيره"، لافتة الى ان زوجة احمد حامل بتوأمين. وشهدت معرة النعمان غارات جوية في الايام الماضية، لا سيما بعد سيطرة المقاتلين المعارضين عليها في 9 تشرين الاول/اكتوبر الجاري، واستحواذهم على جزء من الطريق السريعة بين دمشق وحلب (شمال) بالقرب منها، ما مكنهم من اعاقة امدادات القوات النظامية.