أكد سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عُمان أن الحاج يؤمر أن يقبل على الحج بنفس صافية وقلب موصول بالله سبحانه وتعالى ورغبة فيما عند الله، وعليه أن يتخلص من كل التبعات التي عليه وأن يصل أرحامه ويبر والديه ويصل جيرانه ويحسن ما بينه وبين أسرته ويصفي ما بينه وبين الجميع بحيث يصفي ما يكون بينه وبين أسرته ويصفي ما يكون بينه وبين مجتمعه، وأن يقبل على الله سبحانه وتعالى وهو نقي طاهر، على أنه يؤمر بأن يحرص عندما يذهب إلى الحج أن يذهب بنفقة حلال وأن يذهب براحلة حلال وأن يذهب بحالة كلها مرضية لله سبحانه وتعالى. وأضاف أنه يجب أن يحرص مع ذلك أيضا على قلب صفحة حياته من الشر إلى الخير ومن المعصية إلى الطاعة ومن الشقاق إلى الوفاق لينقلب من الحج وهو عائد إلى أهله وقد تزود من التقوى، فإن الحج عبادة مقربة إلى الله وكل عبادة من العبادات التي شرعها الله سبحانه إنما تفضي إلى تقوى الله تعالى كما قال سبحانه وتعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)، وجاء ذكر الحج مقرونا بالتقوى في مواضع كثيرة من القرآن الكريم وقد قال الله تعالى: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ)، ثم اختتم الآية بقوله (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، ثم اتبع ذلك قوله (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)، وقال (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)، وقال (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)، وقال في البدن التي يتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى في تلك المناسك العظيمة (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ)، فإذن على الحاج أن يحرص على أن يتزود زاد التقوى لينقلب إلى أهله وهو من المتقين البررة وبهذا يكسب فوائد الحج، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على فوائد الحج فقد قال عليه أفضل الصلاة والسلام (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)، وقال صلى الله عليه وسلم: (تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة)، فالحج يعوّد الإنسان على التواضع ويعوده على حسن الصلة بإخوانه ويعوده على أن يشعر بمشاعر إخوانه ويعوده على أن ينسجم في هذه الأمة بانيا معظما لحقوقها حريصا على مصالحها. وتابع أن من يذهبون إلى الحج بدون تصريح، بأن عليهم أن يتقوا الله وأن يحرصوا على النظام لأن في النظام مصلحة وفي الفوضى المفسدة، فالفوضى تنقلب على صاحبها بعكس ما يكون من ثمرة طيبة والنظام يعود على الجميع بالخير فعليهم أن يلتزموا النظام. وعن المتهاون في أداء فريضة الحج، قال الشيخ، عليهم أن يتقوا الله فإن الأعمار بيد الله ولا يدري الإنسان متى يفاجأ ريب المنون، فبينما الإنسان في عنفوان الشباب وفي زهرة العمر وفي أوج القوة إذا بريب المنون يتخطّفه من بين أهله فعلى الكل أن يبادر إلى أداء ما أوجب الله تعالى عليه على أنه جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم (من مات ولم يحج فليمت إن شاء يهوديا وإن شاء نصرانيا). رفع الأسعار وعما يقوم به بعض أصحاب حملات الحج برفع أسعار خدمات الحج وفق مبررات قد تكون بعض الأحيان تحايلا، يقول سماحته، التحايل غير جائز وعلى الكل أن يكون صريحا والشفافية مطلوبة في جميع المعاملات واستخدام حاجة الحاج إلى الحج أمر لا يجوز فإن الحاج يجب أن يعان لا أن يستغل.