أعرب الرئيس اليونانى كارلوس بابولياس عن سعادته البالغة لزيارته لمصر التى تبدأ غدا الخميس ولقائه مع الرئيس محمد مرسى ..موضحا أنه سيتم خلال هذا اللقاء الذى يعد الأول تناول العلاقات الثنائية بين البلدين ، وبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك. وقال بابولياس - فى حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط أجرته معه سامية عباس عبر الاتصال الالكترونى - "إننا سنقوم أيضا بدراسة إمكانية اتخاذ مبادرة مشتركة لتعزيز ودفع الحوار بين الأديان ، فمصر أنسب مكان لمثل هذه المبادرة نظرا لتعايش الإسلام والمسيحية منذ قرون فى مناخ من الاحترام المتبادل". وأكد على أن أواصر الصداقة التى تربط بين الشعبين المصرى واليونانى والتى نشأت حتى قبل ظهور الحضارات الأخرى تمثل حجر أساس راسخا للعلاقات بين البلدين وازدادت قوتها من خلال زخم التفاعل على أساس الثقة والاحترام المتبادل..منوها بأن الجالية المصرية تمثل رغم قلة عددها حلقة اتصال قوية فى العلاقات بين الشعبين. وأشار إلى أن اليونان لم تأت أبدا إلى مصر فى غزوة صليبية أو فى حملة استعمارية وإنما أتت للعمل وأسهمت فى مسيرة التقدم وكفاح الشعب المصرى العظيم من أجل الحرية .. قائلا إنه عندما رفض الملاحون اليونانيون عام 1956 مغادرة مواقعهم فى قناة السويس لاستمرار حركة الملاحة لم يهدفوا القيام بهذا العمل لأية مصالح شخصية وإنما من منطلق إيمانهم بحق الشعب المصرى فى التصدى للعدوان. وقال الرئيس اليونانى كارلوس بابولياس إن اليونان تحتل المرتبة الخامسة من حيث حجم الاستثمارات فى مصر من خلال 146 شركة برأس مال قدره 5ر1 مليار يورو ، وفرت 125 فرصة عمل منها 38 شركة أنشئت فى مصر بعد يناير 2011. وأضاف بابولياس إنه لم يغادر أى مستثمر يونانى مصر خلال الفترة الانتقالية ، وهذا دليل ملموس على التضامن مع الشعب المصرى ، ما يؤكد عدم تأثر الاستثمارات اليونانية فى مصر بالازمة الاقتصادية التى تمر بها اليونان ولا بالفترة الانتقالية .. مشيرا إلى أن العالم يمر بأزمة مالية أثرت أيضا على اليونان. وأشار إلى أن العالم العربى شهد مؤخرا موجة من الثورات أهم مطالبها : الرغبة فى الحرية والعدالة الاجتماعية ، وقد أدت التغييرات الجيو سياسية لحالة من عدم الاستقرار يراها اللاعبون الإقليميون بأنها تشكل فرصة بالنسبة لهم ما أثر على المنطقة بأسرها. وتابع "هناك العديد من الجهات التى تطمع فى استغلال هذه الظروف السياسية ، ولكننى أتطلع إلى استمرار الدور القيادى لمصر فى العالم العربى والإسلامى ، فهذا هو حقها الذى يخوله لها تاريخها وحضارتها وعناصر القوة التى تتمتع بها حاليا". وأكد على أن اليونان ومصر لديهما فهم عميق للمنطقة وخصائصها ونقاط القوة والضعف فيها .. كما أنها تحتل موقعا استراتيجيا على البحر المتوسط .. ودورها حيوى فى الحفاظ على استقرار المنطقة وفى التطورات السياسية والإقليمية الراهنة ..ولا يمكن حل أية مشكلة من مشكلات الشرق الأوسط دون إسهامها القيم .. والعالم فى حاجة إلى حكمتها ودورها المؤثر والقوى. وحول تطورات الأوضاع فى سوريا .. أعرب بابولياس عن قناعه بأن التدخل الأجنبى سيكون كارثة على الشعب السورى وعلى مستقبل هذا البلد والمنطقة بأسرها ، قائلا "إن خطر انتشار الأزمة يهدد بعواقب وخيمة ، ولكى أكون واضحا فإن مأساة الشعب السورى تؤثر فينا جميعا". وتابع "هذه المشكلة ذات طابع سياسى وبالتالى تحتاج إلى توجه يتسم بالحذر من المجتمع الدولى وبصفة خاصة حل سياسى من الشعب السورى ، ولا يجب أن نسمح بتحويل سوريا إلى ساحة للصراع لأولئك الذين يتطلعون لتحقيق مصالح استراتيجية لا علاقة لها بالمطالب المشروعة من الحرية والديمقراطية".