كشفت مصادر إخوانية مطلعة، عن إخفاق الزيارة التى قام بها المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للإخوان المسلمين، لدولة الإمارات العربية المتحدة فى تسوية الخلافات المشتعلة بين الطرفين منذ الانتقادات المتتالية التى أطلقها قائد شرطة الفريق ضاحى خلفان لجماعة الإخوان بالتآمر على أمن واستقرار دول الخليج التى تصاعدت حدتها عبر الانتقادات التى وجهها وزير الخارجية الإماراتى الشيخ عبد الله بن زايد، الذى انتقد عدم حرص الإخوان على مصالح الدولة الوطنية. وزاد من حجم التوتر عدم تعاطى أبو ظبى بشكل جديد مع الجهد الذى بذله المهندس خيرت الشاطر؛ لتسوية الخلافات بين الطرفين، ورفض الشيخ عبد الله بن زايد، وزير خارجية الإمارات، استقبال الشاطر رغم جهود الوساطة التى بذلتها شخصيات خليجية ورجال أعمال بارزون لتضييق حدة الخلافات بين الطرفين، ووقف الحملات الإعلامية التى تشنها الإمارات على الجماعة. ولم تفلح جهود الشاطر كذلك فى احتواء الأزمة التى أشعلها قيام الشرطة الإماراتية بإلقاء القبض على ما أطلقت عليه شبكة إخوانية تسعى لإشاعة الاضطرابات فى دول الخليج العربى، والعمل على إشعال ثورات على غرار بلدان الربيع العربى، حيث رفضت أبو ظبى وساطة الشاطر لإطلاق سراح الشبكة؛ معللة ذلك بأن القضية برمتها فى عهدة القضاء الإماراتى. ولم تتوقف الخلافات بين الإخوان والإمارات على الصعيد الخارجى إذ تفاقمت الأزمة بين شركة موانئ دبى ووزارة القوى العاملة على إثر تمسك الأخيرة بفصل تسعة من العمال بالشحن والتفريغ فى ميناء العين السخنة بتهمة التورط فى تحريض العمال على الإضراب، ورفضها الوساطة الذى قام بها وزير القوى العاملة الإخوانى خالد الأزهرى بشكل عقد الأزمة بشدة وصعب من محاولات تسويتها. وأفادت المصادر أن الأزمة الاقتصادية التى تعانى منها مصر وتجميد الإمارات حزمة المعونات التى تقدمها لمصر سنويًا، وتراجع معدلات الاستثمارات الإماراتية فى مصر، قد دفع الإخوان إلى التحرك لتسوية الأزمة بحسب تأكيدات للدكتور عمار على حسن، الخبير فى شئون الحركة الإسلامية، الذى شدد على حرص جماعة الإخوان على تسوية الخلافات بينها وبين الإمارات، لاسيما أن هذه الخلافات انعكست بالسلب على العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين القاهرة - أبو ظبى، وهو ما لا ترغب الجماعة أو الدولة المصرية بشكل عام فى تصاعد حدته. ورغم ذلك يرى د.حسن، ضرورة استمرار الجهود لتسوية الخلافات بين مصر والإمارات، لاسيما أن أبو ظبى لم تخفِ غضبها لسقوط النظام، وسبل التعاطى مع ملف مبارك، مرجحًا أن تتجاوز علاقات البلدين هذا المخاض الصعب ولكن بعد فترة ليست بالقصيرة.