كشفت مناقشات مجلس الشورى أمس، أن هناك نحو 250 مليون قرص ترامادول يدخل مصر، فيما اعترف مسئول بوزارة الداخلية بأنه تم ضبط أكثر من 384 مليون قرص ترامادول. وقال النائب محمد سيد رمضان إن آخر إحصائية قامت بها وزارة الصحة وجامعة القاهرة أكدت أن 60% من شباب الجامعات والمعاهد العليا مدمنون وأن 30 % يجرب التعاطى وأن تكلفة الإدمان فى مصر تصل إلى 13 مليار جنيه فى العام الواحد، فيما أكد أحد المكاتب المعنية بشئون الإدمان بالأمم المتحدة أن عدد المدمنين فى مصر وصل إلى 5 ملايين شخص، ووضع مركز البحوث الاجتماعية مصر في المركز الثاني فى الإدمان بين الدول الغفريقية، وأشار إلى أن هناك 8 ملايين مدمن وأن هناك نحو 250 مليون قرص ترامادول يدخل مصر. وقال للأسف أن هذه الأقراص ثبت بعد تحليلها أنها مغشوشة وتأتى من الصين والهند. وتساءل: أين دور الأجهزة الأمنية من هذه الكارثة، خاصة أنه يتم الاتجار والتعاطى فى الشوارع والقرى وداخل الأفراح الشعبية فضلا عن قيام بعض الصيدليات ببيع كل أنواع الحبوب المخدرة دون وجود أى رقابة. جاء ذلك فى الوقت الذى وجه فيه النائب انتقادات حادة إلى وسائل الإعلام والأعمال الدرامية التى تعرض على شاشات التليفزيون وإذاعة الأغانى الهابطة ومنها أغنية "أنا شربت سيجارة بنى ياعم ولع ياسيدى ولع"، وأيضا ما تناولته المسلسلات الرمضانية ومنها مسلسل "إحنا الطلبة" الذى يعلم الشباب والطلبة كيفية لف السيجارة. وتساءل: هل دور الإعلام تدمير الشباب؟ وهل دور السجون أن تخرج لنا مساجين مؤهلين بعد خروجهم من السجن أن يعملوا تجار مخدرات؟ من جانبها، اعترفت الحكومة بخطورة الوضع القائم فى ظل انخفاض الاعتمادات المالية ونقص عدد الأطباء المتخصصين فى مجال معالجة الإدمان وتعدد الجهات القائمة على معالجة الأزمة، فضلا عن عدم قدرة القوانين الحالية فى القضاء على منع هذه الظاهرة الخطيرة. وأكد اللواء سامح الكيلانى وكيل الإدارة العامة لمكافحة المخدرات أن هذه الظاهرة لا يمكن لوزارة الداخلية وحدها مواجهة هذه الأزمة التى تمر بها البلاد. وقال إن الإدارة تمكنت خلال الفترة الماضية عمل نحو21 ألف قضية وإلقاء القبض على نحو 23 ألف مدمن وتحريز نحو 67 ألف طن بانجو و10 أطنان حشيش وأكثر من 384 مليون قرص ترامادول. وطالب بضرورة إعادة النظر فى القوانين المعنية بهذه القضية خاصة قانون الصيدلة المعمول به منذ عام 1955. وأكد الدكتور مصطفى محمد فهمى ممثل وزارة الصحة والمسئول عن مستشفيات الصحة النفسية أنه يجب أن نعلم أن أى جهة بمفردها لن تستطيع مواجهة الأزمة خاصة أن مافيا تجار المخدرات يخرجون كل يوم باختراع جديد، وقال للأسف إن عدد الأطباء النفسيين على مستوى الجمهورية لا يزيد عددهم عن 500 طبيب يوجد من بينهم 150 استشاريا وهؤلاء بعددهم الضيئل لن يستطيعوا عمل شىء. وأكد على ضرورة الاعتماد على الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين.