فعلا أيها الزميل الفاضل جون نورمان.. الرياضة تحولت الى بزنس للمصالح الخاصة، لا تهم مصلحة مصر فيها. تتحكم فيها الواسطة والمحسوبية، وتفتح الأبواب الخلفية والأمامية والسراديب ومغارات علي بابا لمن لا مواهب لهم! أنا لا أتصور مثلا أن يصبح ذلك الرجل الذي تقصده في رسالتك، أهم شخصية رياضية في مصر في يوم وليلة، وأن يتحول إلى اعلامي تفتح له (المغارات) .. أقصد القنوات الفضائية، يبث من خلالها روح التعصب، ويحولها من خلال برامجه إلى قنوات للردح والاحتفال بوليمة الزمالك المذبوحة على شرف مرتضى منصور! ليس هذا فقط بل هو نائب لرئيس اتحاد الكرة، ولا تقولوا لي إنه جاء بالانتخاب الحر المباشر، فهو لا يزيد عن كونه انتخابا على الطريقة اياها التي تم التمديد خلالها للرئيس مبارك لثلاثين عاما! ما هو تاريخ أحمد شوبيرالطويل حتى تكون له كل هذه السطوة، لقد طرده ذات يوم المرحوم صالح سليم من بوابة النادي الأهلي لأنه يعرف حجمه جيدا. لكنه أصبح فيما بعد معلقا رياضيا ذا حظوة في تليفزيون ماسبيرو الحكومي الذي يجلس متكوما في سبنسة التليفزيونيات العربية بفضل شعار الريادة الاعلامية الذي رفعه صفوت الشريف وأكمله وزير السيدة سوزان مبارك أنس الفقي بخبرات كل مؤهلاتها التسبيح بحمد وبركة لجنة سياسات جمال مبارك! حقيقة يا أخي أنا أعرف أناسا كثيرين قادتهم خبرة النفاق فقط إلى مواقع قيادية في الاعلام والرياضة، وأصبحوا صوت مصر خارجيا وداخليا، وبالتالي لا تستغرب أن تتضاءل قامة مصر في كل المحافل الاقليمية والدولية، فصراع المصالح الذي يبدأ من مصالح العائلة الحاكمة ويصل إلى ذروته في الفساد والافساد في مجال الرياضة، قتل كل المواهب الحقيقية، أو حملها على الانتحار مبكرا! كم كسب المصلحجية من رحلة لا قيمة لها للمنتخب الوطني إلى البرتغال، وماذا استفادت منها الكرة المصرية في منافساتها الأفريقية؟!.. ألم يكن كل الهدف منها تكريم النابغة الذبياني الشهير بمجدي عبدالغني برئاسته للبعثة، بحجة بليدة أنه كان لاعبا محترفا في البرتغال وأنه يعرف كل قياداتها الرياضية!.. ويومها كتب المطبلون في الصحافة أن البعثة استقبلت استقبال الفاتحين وكرمت أيما تكريم بسبب العلاقات الوثيقة للشيخ مجدي بزعماء الرياضة في البرتغال، وأذكر أنني سألت زملاء هناك فضحكوا كثيرا على هذا الاستهبال، فمجدي لم يكن هناك سوى لاعبا مغمورا لا يساوي أكثر من قيمة لاعبي أفريقيا المغمورين الذين تأتي بهم أنديتنا وتصرف عليهم ملايين الدولارات التي كان الأحق بها اطعام الجائعين في مدن بيوت الصفيح والعشش المترامية في مصرنا الحبيبة! تقولون لي إنه الاحتراف.. أي احتراف ذلك في بلد يعيش ثلاثة أرباعه تحت خط الفقر؟!.. لقد جاء رمضان فلم يجد أغلبية المصريين ثمنا لكيلو من العظم يمصونه ليتذكروا أن هناك طعاما اسمه اللحمة! اقرأوا الأرقام الرهيبة عن مرتب حسن حمدي رئيس الأهلي ونائبه محمود الخطيب من الأهرام وهي مؤسسة حكومية يتم الصرف عليها من أموال الضرائب التي يدفعها ملايين الموظفين الغلابة!.. ثم تذكروا معي تلك الحادثة التي سبقت رمضان بيومين فقط وهي قيام موظف بذبح زوجته وتمزيقها اشلاء بسبب الزهق من عدم قدرته على تلبية أقل أقل ضروريات الحياة! ملايين تدفع للاعبين أفارقة مجهولين في الأندية، وهي حقيقتها هبش من هذا الشعب المسكين الجوعان الذي يشكو أغلبه من الأمراض، ولا يجد قيمة العلاج! هل كان يحتاج الأهلي مثلا إلى افلينو المتواضع وهو يملك لاعبين يستطيع أن يشكلون ثلاثة فرق في وقت واحد تنافس على بطولة الدوري؟!.. ألا تشموا هنا رائحة السمسرة والمصلحة! ماذا أضاف جونيور واديسون للزمالك.. وماذا كسب المصلحجية من سمسرة صفقة لاعب اشعل حمى الصراع على اللاعبين قبل بداية الموسم بين الأهلي والزمالك، ثم اختفى نهائيا بعد أن دفع فيه الزمالك خمسة ملايين جنيه، أحاول أن اتذكر اسمه الآن بالكاد وهو مصطفى جعفر! هذا هو الواقع المر يا أخي.. فماذا نفعل نحن كنقاد خاصة ان فينا من رضي لنفسه أن يكون شاهدا "ما شافش حاجة" أو مشاركا في وليمة أصحاب المصالح التي تهيمن عليها أسماك الرياضة في مصر! [email protected]