خرجنا من تصفيات كأس العالم لكرة القدم مبكرا، لكن بقيت لنا الكلمة الأخيرة في اعطاء بطاقة الصعود لأول مجموعتنا إلى النهائيات، وهذه الكلمة الأخيرة سنعلنها في العاصمة الكاميرونية "ياوندي" يوم السبت القادم. الطبيعي أن تأتي المباراة في أجواء شريفة ونزيهة، يفوز فيها الفريق الأفضل، وهذا ما كان متوقعا خصوصا أن القوتين الكرويين مصر وأفريقيا، هما الأكثر حصولا على الكأس القارية، ونزاهة الكبار لا يشق لها غبار. كما أن زعامة مصر الأفريقية تجعلها دائما الحاضن الأمين للمبادئ والقيم التي يجب أن تكون عليها منافسات القارة السمراء، فكل فرقها أشقاء لنا. لكن المهندس سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري حسبها بشكل خاطئ، وأدخلنا في القيل والقال، وهيأ مناخا غير رياضي لمباراة لا ناقة لنا فيها ولا جمل سوى الأداء المشرف البعيد عن أية شبهات مجاملة لهذا الفريق أو ذاك! بفضل زاهر أصبح فريقنا معرضا لكارثة إذا فاز فريقه أو تعادل مع أسود الكاميرون في مباراة ياوندي. ما هو الخطأ الذي وقع فيه المهندس زاهر؟ لقد استقبل في مكتبه باتحاد الكرة في الجبلاية وفدا من كوت ديفوار.. ثم خرج بتصريحات مفادها أن الايفواريين سيكافئون الفريق المصري لو تعادل أو فاز على الكاميرون في ياوندي. أي مكافآت هذه التي تقبلها مصر بكل ثقلها الأفريقي ودورها الرائد كتحفيز للاعبيها في الفوز أو التعادل في مباراة "تدريبية" جادة بالنسبة لهم يختبرون فيها لاعبيهم قبل منازلات البطولة القارية في يناير القادم التي ستجري على أرضها! ما هو الفارق بالنسبة لنا ان تخطف الكاميرون أو كوت ديفوار بطاقة التأهل.. لماذا جعلنا انفسنا في موضع الشبهات، وما الذي يدفعنا إلى استعداء الجمهور الكروي في البلدين ضدنا؟! لقد غضب من هذا اللقاء المصري الايفواري أهم شخص في الاتحاد الأفريقي (الكاف) وهو رئيسه عيسى حياتو. لم يغضب لأن هذا اللقاء يستهدف وطنه الكاميرون، وانما لأنه بحكم موقعه المحايد كرئيس للكاف يرفض هذا الأسلوب في الكرة أو في الرياضة بشكل عام. فماذا يمكن أن تحسب تلك المكافأة من كوت ديفوار المنافسة للكاميرون، علما بأن الفريق الايفواري الشهير بالأفيال، هو السبب الرئيسي في خروجنا من هذا السباق بهزيمتنا مرتين ذهابا وعودة؟ اعتقد أن عيسى حياتو فسرها على أنها رشوة مغلفة، وهو نفس التفسير الذي ذهبت إليه بعض الصحف المصرية. وكالات الأنباء ومواقع الانترنت نقلت بدورها حالة التحفز التي وصلت إلى الكاميرون بسبب لقاء زاهر ووفد كوت ديفوار. غضب واستياء قد ينعكسان للأسف الشديد على اللاعبين المصريين وجهازهم الفني يوم السبت القادم في مباراة ياوندي. المعروف عن الجمهور الكاميروني أنه يحمل ودا للكرة المصرية، وأن حظ الفريق المصري مع فريقهم عال، وكثيرا ما تعادلوا أو فازوا عليهم عندما كان الفريق الكاميروني في أحسن حالاته. كانت الكاميرون هي البوابة النهائية التي دخلت منها مصر إلى منصة التتويج في البطولة الأفريقية التي أقيمت على أرضها عام 1986 في عز تألق ونجومية لاعبي الكاميرون وابهارهم بقيادة الثعلب روجيه ميلا. وفي التصفيات الحالية اقتحمت مصر مرمى الكاميرون بثلاثة أهداف خلال الشوط الأول فقط ولولا تقاعس اللاعبين لتحولت إلى هزيمة تاريخية، لكن الثقة الزائدة عن الحد التي تسيطر على لاعبينا عندما يفوزون بهدف أو هدفين، ولجوئهم إلى الاستعراض جعل مرماهم يستقبل هدفين في دقيقة واحدة في آخر المباراة، ولو امتد الوقت بدل الضائع قليلا لتعادلت الكاميرون وربما فازت. لذلك من الجائز جدا أن يلعب الحظ إلى جانب الفريق المصري في مباراة ياوندي وان يتسبب في صعود كوت ديفوار، وهذا ما كان يجب على زاهر أن يضعه في حسابه عندما طلب وفد كوت ديفوار لقاءه، ثم تصريحاته الاستفزازية عن المكافآت المرصودة. ما نخشاه أن تقع كارثة جماهيرية ضد اللاعبين المصريين بسبب هذه التعبئة التي حدثت من جراء تصرف زاهر، إضافة إلى الانعكاسات المستقبلية على العلاقة الكروية بين مصر والكاميرون على مستوى الجماهير والمسئولين عن اللعبة. وحتى لو انهزمت مصر فانها لن تسلم من اتهامات الايفواريين بحدوث تواطؤ بسبب وجود مقر الاتحاد الأفريقي في القاهرة وغضب رئيسه الكاميروني. حتى الآن لا أدري لماذا فعل سمير زاهر ما فعله. ** السيد محمد حافظ.. رمضان كريم. شكرا لأسلوبك الراقي الذي سنتعلم منه بلا شك.. أما بخصوص فلافينو وافيلينو فقد أفدتنا بخبرتك الكروية البارعة في تصحيح اسم هذا اللاعب الفذ الشهير، فمجرد خطأي في اسمه يعني أن ثقافتي الكروية ضعيفة!.. يا أخي اللهم اني صائم! [email protected]