في مفاجأة كبيرة أعلنت اللجنة الدولية لجائزة نوبل عن فوز الدكتور محمد البرادعى مدير منظمة الطاقة النووية التابعة للأمم المتحدة بجائزة نوبل للسلام لعام 2005 من بين 199 شخصية عالمية كانت مرشحة للجائزة وقد أحدث الخبر ذهولا في الأوساط الرسمية المصرية نظرا لأنه لم يتم ترشيحه أو دعمه من أي مؤسسة مصرية أهلية أو علمية أو رسمية كما لم يحظ بأي دعم بل إن الحكومة المصرية لم تكن تعلم أصلا أنه مرشح للجائزة حيث كانت الأنظار مهتمة إلى حد كبير باحتمالات ترشيح السيدة سوزان مبارك لها ويذكر أن منح الجائزة لمحمد البرادعي يمثل انتكاسة على المستوى المعنوي للسياسة الأمريكية في الشأن الدولي حيث جاءت الجائزة وكأنها عقوبة للمواقف الأمريكية التي شنت حملة من التشويه والإساءة على البرادعي عندما رفض الخضوع للابتزاز الأمريكي بإعلان وجود أسلحة دمار شامل في العراق وعلمت المصريون أن توترا بالغا أصاب الدوائر الرسمية المصرية في الساعات الماضية ومنذ إذاعة الخبر حيث تم توجيه العديد من الصحف القومية وأجهزة الإعلام الرسمية لإنجاز تغطية عاجلة تستوعب الواقعة وتواكب حجمها وتأثيرها وتغطي على فضيحة الجهل التام بترشيح شخصية مصرية مرموقة لهذه الجائزة الدولية العريقة وحصولها من ثم عليها. وكانت اللجنة المانحة للجائزة قد قالت إن منح الجائزة للدكتور محمد البرادعى تأتى تقديرا لجهوده فى منع انتشار الإسلحة النووية , وجهوده فى تصديه للتحديات التى تواجه العالم فيما يخص التهديدات النووية . وقد أعلن الدكتور محمد البرادعى فى مؤتمر صحفى من مقر الوكالة فى فيينا إن منحه الجائزة سوف تقوى من عزيمته هو وزملائه فى الوكالة فى قول الحقيقة فيما يخص اتهام بعض الدول بتطوير إسلحة نووية من قبل بعض الدول العظمى. وقد وصفت وكالات الأنباء فى تقارير عاجلة لها فور الإعلان عن فوز البرادعى بالجائزة بأن الدكتور محمد البرادعى المصرى الجنسية والبلغ من العمر 63 سنة يتبع سياسة هادئة ودبلوماسية كبيرة فى اقناع الدول فى التخلى عن برامجها النووية العسكرية ووقف تطوير تلك الأسلحة النووية. وتؤكد وكالات الانباء أن البرادعى تعرض لضغوط شديدة من قبل الإدارة الأمريكية عام 2003 حيث طلبت منه الإدارة الأمريكية أن يصدر تقارير باسم المنظمة يقول فيها إن العراق يمتلك إسلحة دمار شامل لكنة رفض وقاوم تلك الضغوط. وتشير تقارير وكالات الأنباء أن البرادعى يقاوم الآن ضغوطا مكثفة من قبل الإدارة الأمريكية لاحالة الملف النووى الإيرانى إلى مجلس الأمن الدولى حتى تتمكن أمريكا وفرنسا من فرض عقوبات على إيران وقد استعرضت وكالات الأنباء والصحف الأمريكية نبذة مختصرة عن محمد البرادعى والذى درس القانون فى مصر ثم انتقل إلى نيويورك للعمل كمدرس فى جامعة نيويورك , ثم التحق بالعمل فى وزارة الخارجية المصرية عام 1980 , ثم ممثلا لمصر فى الأممالمتحدة سواء فى مقر نيويورك أو مقر جنيف, وفى عام 1984 التحق بوكالة الطاقة النووية كمستشار ثم مديرا عاما للعلاقات الخارجية ثم مديرا عاما للمنظمة فى عام 1997 وقد أعلن الدكتور البرادعى فى مؤتمرة الصحفى إنة لم يتسلم أى مكالمة هاتفية من لجنة الجائزة وإنما علم بفوزة من التلفزيون النرويجى . ومنظمة الطاقة النووية فى فيينا أنشئت عام 1957 للدعوة لاستخدام الطاقة النووية فى الاستخدامات السلمية ولمنع انتشار السلاح النووى وتضم فى عضويتها 137 عضوا . وسوف تمنح الجائزة رسميا فى 10 ديسمبر وهى الذكرى السنوية لرجل الصناعات السويدي الفريد نوبل مخترع الديناميت والذى توفى عام 1896, الذى أنشأ هدة الجائزة تكفيرا عن اختراع الديناميت , وغالبا تمنح جائزة نوبل للسلام لأصحاب الأعمال التى تزيد التآخى بين الشعوب وتمنع الجيوش من التحارب , وتصنع السلام . وقد منحت الجائزة أول مرة عام 1901 , وتبلغ قيمة الجائزة التى سيتسلمها البرادعى 10 ملايين كرونة أى ما يعادل مليون ?300 ألف دولار وسوف يقتسمها البرادعى مع المنظمة الدولية وتعد جائزة نوبل للسلام من أصل 5 جوائز نوبل تمنح فى مجالات الطب والسلام والفيزياء ? غيرها ويعد البرادعى الشخصية المصرية الثانية التى تحصل على جائزة نوبل فى السلام بعد الرئيس الراحل محمد أنور السادات التى حصل عليها تقديرا لجهوده فى توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل يذكر أيضا أن سيدة مصرية أخرى تدعى ندى ثابت وترأس جمعية قرية الأمل لرعاية ذوى الاحتياجات الخاصة بالاسكندرية كانت قد رشحت من قبل هيئة المعونة الأمريكية لنيل جائزة نوبل للسلام لدورها فى العمل الأهلى التطوعى . وكانت أنظار بعض المؤسسات الرسمية المصرية تتطلع بأمل إلى الجائزة هذا العام لترشيح السيدة سوزان مبارك ? إلا أن صدور لائحة المرشحات خالية من اسمها أثار حزنا كبيرا ? خاصة وأن القائمة شملت أسماء العديد من النساء العربيات الأقل شهرة ? رغم الجهود الكبيرة التي بذلتها وسائل الإعلام المصرية ? لتسويق نشاطها الاجتماعي في مصر ? ? التي تكلفت بحسب مصادر "المصريون" نحو 25 مليون دولار وكانت اللائحة تضمنت أربع اردنيات هن أول سفيرة أردنية لوريس احلاس وأول طبيبة نسائية انصاف عرفات ومديرة صندوق الأممالمتحدة للمرأة هيفاء أبو غزالة والقاضية تغريد حكمت وفق ما ذكرت وكالة الانباء الاردنية يوم الأربعاء الماضي نقلا عن سفير سويسرا في عمان بول ويدمر. فيما ضمت اللائحة نساء من عدة دول أخرى منها 91 هندية و81 صينية و52 برازيلية و29 باكستانية و11 افغانية.