تبذل وزارة الثقافة هذه الأيام جهودا محمومة لتجميل صورتها وتبرئة كبار المسئولين فيها من تهمة سرقة الآثار، بعدما تردد أن استقالة وزير الثقافة تمت علي خلفية أخري بخلاف خلفية حريق المسرح وتتعلق بسرقات وتبديد قطع أثريه ثمينة . فاروق حسني وزير الثقافة أصدر تعليمات مشددة للمسئولين عن قطاع الآثار بوزارته لتشديد عمليات التفتيش والجرد في المخازن والمتاحف ومواقع الآثار وإحالة أية تجاوزات للنيابة العامة حسبما قال مصدر بوزارة الثقافة . وصرح زاهي حواس أمين المجلس الأعلى للآثار أن التمثال الملكي الصغير الموجود في المتحف المصري بالتحرير والذي عثر عليه د. حواس في حفائره بمنطقة الجيزة عام 1988 ليس به أية كسور أو شروخ وما زال في حالته الطبيعية التي عثر عليها قبل 17 عاماً ، مؤكداً أن التمثال لا يخص الملك خفرع أو أياً من ملوك مصر القديمة . د. حواس كشف عن مفاجأة بأن التمثال الذي تعرض للسقوط في المتحف يخص الملك "بيبي" وهو مصنوع من البرونز وتجري له أعمال ترميم منذ 10 سنوات وأن أحد العاملين بالمتحف أمسك بذراع التمثال مما أدي لسقوطه وتفكك بعض المسامير التي تربط ذراع وكتف التمثال وتم علي الفور نقله إلي معمل الترميم لإجراء الصيانة اللازمة وعاد التمثال لصورته الأولي . د. حواس أوضح أن بدروم المتحف المصري يضم أكثر من 60 ألف قطعة أثرية كانت لوقت قريب غير مسجلة وتعاني من إهمال 50 عاما ، حتى بدأ المجلس منذ عامين في إجراء مشروع متكامل لجرد وتسجيل آثار البدروم ، وانتهى بالفعل من تسجيل وتوثيق 30 % من محتويات البدروم . مع وضع قاعدة بيانات متكاملة للمتحف المصري لإعادة توصيف وتسجيل كافة الآثار المعروضة به بشكل علمي . وأشار حواس إلي إنشاء 33 مخزنا متحفيا مؤمن الكترونيا بمختلف المحافظات ، والبدء في جرد محتويات المخازن القديمة مع إبلاغ النيابة العامة عند وجود أي مخالفات . إلى ذلك أكدت د. وفاء الصديق مديرة عام المتحف المصري أنه بدأ الأسبوع الحالي تنفيذ مشروع متكامل لإعداد وتطوير البدروم بحيث يصبح متحفا لائقا لتخزين وعرض القطع الأثرية المهمة ، بتكلفة حوالي 12 مليون جنيه وينتهي العمل به خلال عامين وذلك أسوة بما تم في المتحف البريطاني بلندن .