اكتشف علماء الفلك ما لا يقل عن 45 كوكبًا تدور حول نجوم بعيدة تمتلك صفات شبيهة بالأرض، بما في ذلك الغلاف الجوي المماثل والحياة التي تحافظ على الماء السائل. وابتكر خبراء من جامعة لوليا للتكنولوجيا بالسويد، طريقة جديدة لتحديد قابلية السكن لهذه العوالم البعيدة من خلال دراسة غلافها الجوي. وجد الفريق في الدراسة التي نشرت في دورية وقائع الجمعية الملكية A، طريقة لاستخدام المعلومات حول "الأنواع الموجودة في الغلاف الجوي"، وهي المواد الكيميائية الموجودة في الغلاف الجوي، ومدى سرعة هروبها إلى الفضاء لتحديد مدى قرب كوكب خارج المجموعة الشمسية من حيث درجة الحرارة والتكوين من الأرض. واستخدموا نموذجهم الجديد في 55 عالمًا يحتمل أن تكون صالحة للسكن المدرجة في كتالوج الكواكب الخارجية الحالية، والتي تركز على المنطقة الصالحة للسكن والنجم المضيف. استوفى 17 كوكبًا فقط من 55 كوكبًا في الكتالوج المعايير التي حددها الباحثون السويديون لكونها "شبيهة بالأرض"، لكن الفريق وجد 28 كوكبًا آخر في قائمة الكواكب الخارجية الأوسع نطاقًا والتي تفي أيضًا بالمعايير، وبذلك يصل إجمالي العوالم الشبيهة بالأرض حتى 45. ويمكن الآن للبعثات الأرضية والفضائية المتقدمة بما في ذلك التلسكوب الأوروبي CHEOPS وتلسكوب جيمس ويب المستقبلي استخدام هذا البحث لتركيز أبحاثهم. وأوضح الفريق أن "اكتشاف الكواكب الخارجية الصالحة للسكن يمثل تحديًا صعبًا حيث لا يمكننا فقط "إرسال مسبار" للمسافات الشاسعة بين النجوم". وأقرب كوكب خارج المجموعة الشمسية مع غلاف جوي محتمل للسكن هو بروكسيما بي حول النجم بروكسيما سنتوري 4.22 سنة ضوئية - أو 25 تريليون ميل. وصل مسبار جونو التابع لناسا إلى سرعات تصل إلى 165 ألف ميل في الساعة عندما اقترب من كوكب المشتري - عند هذه السرعات، سيستغرق الوصول إلى بروكسيما 17157 عامًا. حاليًا، يعتمد تحديد قدرة كوكب خارج المجموعة الشمسية على استضافة الحياة على المعلومات المكانية والطيفية ذات الدقة المنخفضة لأغلفته الجوية. لإنشاء "قائمة قصيرة" من العوالم الصالحة للسكن، استخدم الفريق "النظرية الحركية للغازات" - كيفية تحرك الغازات حول الغلاف الجوي - وقائمة بالمواد الكيميائية المحتملة المحتجزة في الغلاف الجوي للكواكب الخارجية المعروفة حاليًا. كتب المؤلفون: "استنتجنا أنه بناءً على معرفتنا الحالية بالكواكب الخارجية المكتشفة ، فإن 45 منها مرشح جيد لدراسات القابلية للسكن". يمكن أن يكون لهذه الكواكب الخارجية أغلفة جوية شبيهة بالأرض ويجب أن تكون قادرة على الحفاظ على استقرار الماء السائل. كجزء من الدراسة، استخدم الفريق الغلاف الجوي للكواكب في نظامنا الشمسي - حيث نعرف التركيب الحقيقي - كقاعدة مرجعية. ثم قاموا بإدراج الكواكب الخارجية التي تحتوي على أجواء من الهيدروجين والأكسجين والنيتروجين وثاني أكسيد الكربون في قائمة المرشحين الشبيهة بالأرض. كتب الفريق: "نقترح أيضًا قائمة متحفظة من 45 كوكبًا خارج المجموعة الشمسية ذات ظروف مواتية مثل درجة الحرارة والقدرة على الاحتفاظ بالغازات الأساسية المرتبطة بالحياة في غلافها الجوي لإجراء مزيد من دراسات القابلية للسكن". يوصي الفريق أيضًا بإعادة النظر في التعريف الحالي للمنطقة الصالحة للسكن حول النجم عند التفكير فيما إذا كان الكوكب يمكن أن يستضيف الحياة. ويقولون إن قدرة الكوكب على استضافة جو شبيه بالأرض لدعم استقرار الماء السائل، يجب أن تضاف إلى الظروف المطلوبة لصلاحية السكن. وأوضح الفريق أن "التمييز بين الكواكب الخارجية على أساس الغازات (المواد الكيميائية) التي يمكنها الاحتفاظ بها في غلافها الجوي سيساعد في تحديد المرشحين الأكثر احتمالية لإمكانية السكن". يمكن لهذه البعثات المستقبلية بعد ذلك البحث عن "مزيد من دراسات تكوين الغلاف الجوي والنماذج الضوئية الكيميائية". أحد التطورات الرئيسية التي قام بها الفريق السويدي هو تقليل كمية المعلومات المطلوبة لتقييم صلاحية العيش في عالم بعيد. ويخطط الباحثون لمواصلة تحديث قائمتهم للعوالم الشبيهة بالأرض من خلال دراسة الكواكب الخارجية الجديدة عند اكتشافها.