«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطة حكومية لرفع أسعار السلع الغذائية الأساسية .. والحكومة تتآمر ضد القمح المصري ووزير التموين يفضل الأمريكي .. دفاع حار عن عمرو خالد وتأكيد أنه داعية موهوب ..
نشر في المصريون يوم 11 - 10 - 2005

واصلت الصحف المصرية الصادرة اليوم (الثلاثاء) متابعتها لأخبار الحراك السياسي المتصاعد في البلاد بعد مرحلة طويلة من الجمود .. فقد حذرت الصحف من بوادر نشوب أزمة بين لجنة الانتخابات ونادي القضاة ، بعد رفض اللجنة مطالب القضاة التي توفر عوامل الحياد وتضمن النزاهة الانتخابية ، وتنسيق بين 30 منظمة حقوقية و10 نقابات مهنية لمراقبة الانتخابات .. وبحث استخدام صناديق زجاجية في الانتخابات البرلمانية . ومن الأخبار والموضوعات التي تصدرت عناوين صحف القاهرة اليوم : الكنيسة تعاقب القبطي "جمال اسعد عبد الملاك" لانتقاده تدخلها في الأمور السياسية وتحرمه من دخول الكنائس والأديرة .. وزعيم حزب التجمع "خالد محيي الدين" يؤكد تصميمه على خوض الانتخابات أمام تحدي وعناد ابن أخيه الوزير وعضو أمانة السياسات في الحزب الوطني "محمود محيي الدين" .. وحركة مهندسون ضد الحراسة تهدد باقتحام نقابة المهندسين وتطالب في اجتماع حاشد بإنهاء تجميد النقابة ، وميلاد حنا يتضامن مع الحركة ويؤدي صلاة المغرب ويتناول الإفطار الرمضاني مع ناشطيها .. ومخاوف من حدوث خلافات وانشقاقات داخل الجبهة المعارضة عند اختيار المرشحين للدوائر الانتخابية .. وانطلاق أول مظاهرات حركة كفاية في رمضان اليوم (الأربعاء) بالفوانيس من أمام مسجد السيدة زينب بعد صلاة التراويح .. ومبارك يعدل عن زيارته لإسرائيل لتفادي تأثيرها على نتائج الانتخابات ، وتأكيدات وزير الخارجية بان مقعد مصر الدائم بمجلس الأمن غير مضمون ، وقوله ان مشاركة المخابرات في المفاوضات لا يعني استبعاد الخارجية .. في لقطة نادرة .. قيادات من الإخوان وأمانة السياسات وحركة كفاية يلتقون على مائدة حزب الوسط .. والاتجاه لإعادة هيكلة اتحاد الإذاعة والتلفزيون ، وإنشاء جهاز متخصص يشرف على البث المرئي والمسموع ويمنح التراخيص الأرضية والفضائية ، ونقل ملكية القنوات الإقليمية للمحليات .. وخطة حكومية لرفع أسعار السلع الغذائية الأساسية ، والحكومة تتآمر ضد القمح المصري وزير التموين أوقف استلام الإنتاج المحلي بزعم ارتفاع أسعاره .. وقد نشرت الوفد تقريرا لمؤسسة "أولاد الأرض" كشف عن تورط وزارة التموين في مؤامرة مع مؤسسة القمح الأمريكية لضرب محصول القمح المصري والذي زاد إنتاجه بكمية وصلت إلي مليون طن . التقرير أشار إلي ان قرار وزير التموين الأخير بوقف استلام القمح المحلي قبل الموعد المحدد بأكثر من شهرين ، بزعم إغراق السوق بالقمح الأمريكي ، تسبب في انهيار سعر القمح المحلي . ووصل سعر الأردب إلي 110 جنيهات مما دفع المزارعين إلي استخدامه كعلف للماشية!.. مما يعد ضربة قاضية إلي مشروع وزارة الزراعة الهادف إلي تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح .. وكشف التقرير ان قرار الوزير جاء لمصلحة مؤسسة القمح الأمريكية والتي سارعت فور إعلان زيادة الإنتاج المحلي من القمح إلي تخصيص 200 مليون دولار كتأمين لرجال الأعمال والوسطاء المصريين لمساعدتهم في استيراد القمح الأمريكي بكميات كبيرة لإغراق السوق المصري . من جانب آخر أبرزت الوفد اقتراحات يوسف بطرس غالي وزير المالية بشأن تعديلات بنود مشروع قانون ضرائب المبيعات التي كشفت عن نية الحكومة لرفع أسعار السلع الغذائية الأساسية بتوحيد الفئات الضريبية المطبقة لسداد ضريبة المبيعات علي السلع والخدمات . تدرس وزارة المالية زيادة الفئة الضريبية المطبقة علي السلع الأساسية من 5% إلى 10% لتحقيق هدف الوزارة بتوحيد الفئات الضريبية التي تتراوح ما بين 5% و15% و25% وتصل إلى 40% تزعم الحكومة ان توحيد هذه الفئات الضريبية سيؤدي إلى انخفاض أسعار ضريبة المبيعات . وأكد خبراء المالية ان توحيد فئات ضريبة المبيعات سيؤدي إلى رفع أسعار السلع الأساسية التي يستخدمها محدودو الدخل مثل الزيت والأرز والسكر بسبب رفع الضريبة عليها بنسبة 100%. وأضافوا ان التخفيض في أسعار الضريبة لن يشمل إلا السلع الكمالية التي يستخدمها الأغنياء فقط . نبقى مع صحيفة الوفد حيث علق الكاتب "جمال بدوي" على موضوع قيام الجبهة الوطنية قائلا : "الآن .. وضعت أحزاب المعارضة قدمها علي الطريق الصحيح .. والآن نستطيع أن نقول إن المعارضة بلغت مرحلة النضج السياسي ، وحققت درجة عالية من الرقي والتضامن وتجميد الخلافات السطحية ، وتسخير الجهود نحو هدف واحد هو: سحب البساط من تحت أقدام الحزب الوطني ، وزحزحته عن احتكار الحكم الذي طال أكثر من نصف قرن (!!). وأضاف بدوي : أستطيع أن أراهن بأن تحالف المعارضة سوف يفوز في الانتخابات البرلمانية الوشيكة بأغلبية معقولة ، وسوف يتوارى الحزب الوطني إلى الظل ليذوق مرارة المعارضة التي أذاقها لخصومه قمعا وقهرا وتزويرا وتزييفا دون خجل أو كسوف .. بل إنني أستطيع القول إن فوز تحالف المعارضة في الانتخابات القادمة سوف يشكل نقطة تحول في تاريخ مصر السياسي ، وبعد أن ظلت مصر تحكم بالحزب الواحد ، سوف تري شكلا جديدا من أشكال الحكم، تشترك فيه كل القوي الوطنية التي تعبر عن الواقع المصري، وتمثل كل التيارات السياسية من أقصي اليسار إلى أقصي اليمين ، ومن قمة الوسط إلي قلب الوسط حيث تتركز الكتلة الأساسية من الشعب المصري . وقال بدوي : سوف يذكر التاريخ أسماء هؤلاء السياسيين الذين اجتمعوا في مقر الوفد يوم السبت الماضي، واتخذوا قرارهم التاريخي بدخول الانتخابات في قائمة واحدة، وتلك أكبر لطمة توجه للحزب الحاكم الذي ظل راسخا علي قلب مصر ضاربا عرض الحائط بكافة القوي السياسية الوطنية، واعتبارها أعشاباً طفيلية لا تستحق أن تنمو وتكبر وتصبح أشجارا سامقة ، وبقي الحزب الحاكم علي سياسته العجفاء حتى دبت فيه الشيخوخة ، وضرب فيه السوس ، وانتقل من خواء إلي خواء . ورغم عوادي الزمن ظل الحزب الحاكم متشبثا بالحكم مستندا في ذلك إلي الجيش والبوليس والمحافظين ورؤساء المدن والعمد ورؤساء الجامعات وعمداء الكليات وكل من له تأثير علي حركة الجماهير .. وبات من المستحيل علي أي سياسي مهما بلغت قدراته أن يخترق هذه الحواجز الحديدية، ويحصل علي ثقة الناخبين . وحذر الكاتب من وقوع أحزاب المعارضة في خطأ فادح إذا هي تصورت أن تحالفها هو تحالف وقتي بمناسبة انتخابات مجلس الشعب ، وإنما يجب أن تضع في حسبانها انه تحالف استراتيجي له صفة الدوام والاستمرار ، ولا أتصور أن تتفكك الجبهة بعد انتهاء الانتخابات ، وإنما عليها أن تبقي وتحتل مقاعد الحكم إذا حصلت علي الأغلبية ودفعت بها الجماهير إلى قمة السلطة . وأطاحت بالحزب الوطني من مركزه العتيد الذي استولي عليه غصبا واقتدارا . وقال إذا كان من اليسير علي حزب معارض أن يطيح بالحزب الوطني إلي خارج الملعب، فان أحزاب المعارضة العشرة تستطيع أن تفعل ذلك إذا هي تضامنت وتلاحمت وخاضت المعركة علي قلب رجل واحد هدفه إنقاذ مصر من الفساد والبطالة والخلل والتخلف وكل العلل والأوجاع التي أفرزها الحزب الواحد خلال سنوات حكمه التي فاقت الثلاثين عاما، فالحزب الواحد ليس مجرد التشكيل القائم حاليا ولكنه النظام المتوارث منذ حكم الفرد المستند إليه . إلى ذلك وجه "فهمي هويدي" في صحيفة الأهرام نقدا قاسيا للمثقفين المصريين وقال : "حين يصبح الإجماع حول نانسي عجرم أكبر من الإجماع حول فكرة المقاومة في العالم العربي ,‏ فذلك إن صح يدل علي أن ثمة خللا جسيما في بنية الإدراك العام‏ ,‏ الأمر الذي يثير بقوة عديدا من التساؤلات حول ثقافة المجتمع ومسئولية خطابه الإعلامي ومثقفيه .‏ وأضاف لست في وارد مناقشة قيمة نانسي عجرم التي ارتفع نجمها عاليا في سماء العرب خلال السنتين الأخيرتين‏ ,‏ ومازالت وسائل الإعلام تلاحقنا بأخبارها كل صباح ,‏ حتى أن إحدى القنوات الفضائية لم تجد وسيلة لجذب المشاهدين أخيرا سوي الإعلان في الصحف عن بشارة تحمل عنوان‏:‏ ما لا تعرفه عن نانسي عجرم‏!‏ كما لم يخطر علي بالي أن أقارن بين جهود تسويق المطربة المذكورة ,‏ وبين التعبئة المضادة للمقاومة التي حفلت بها مختلف منابر الإعلام العربي خلال الأسبوعين الماضيين ,‏ لكن التطرق إلي المسألة كان استطرادا في الإجابة علي سؤال وجه إلي حول الذي جري للمثقفين في مصر .‏ استعرض هويدي قائمة الكبائر الثقافية والسياسية التي أصبحت تمارس في العلن الآن‏ ,‏ وعلي صفحات الصحف السيارة‏ .‏ وذكر بالتعليقات التي نشرتها بعض الصحف خلال الأسبوعين الأخيرين‏ ,‏ ودار معظمها حول العلاقة مع إسرائيل والولايات المتحدة‏ ,‏ فقد تابعنا مثلا تنافسا مدهشا بين رموز الهزيمة والانبطاح في العالم العربي‏,‏ الذين تباروا في الدفاع عن إقامة علاقات بين باكستان وإسرائيل‏ ,‏ وتبرير اتجاه بعض الدول العربية نحو إلغاء مقاطعة إسرائيل وتشجيع الاعتراف المتبادل بها من جانب دول أخري‏.‏ بل إن أحدهم لم يجد غضاضة في دعوة شارون لزيارة تونس تحت غطاء الاشتراك في مؤتمر دولي حول المعلوماتية‏ ,‏ وتساءل متبجحا ومتغابيا‏:‏ هل أنتم ضد المعلوماتية؟‏!‏ وكانت الحجة التي رددها أكثر من واحد في تلك الكتابات أنه من حق كل دولة أن تسعي لتحقيق مصالحها الخاصة‏ ,‏ حتى وإن كان ذلك علي حساب مصالح الأمة التي تنتمي إليها‏ .‏ وأضاف هويدي : "في الطريق قرأنا هجوما صريحا ومبطنا علي المقاومة من قبل نفر من الكتاب الذين لم تواتهم الشجاعة لكي يسموها باسمها الحقيقي‏,‏ فوصفوها بأنها عنف تارة‏,‏ وأنها تطرف وإرهاب تارة أخري‏,‏ وبنفس الدرجة من التبجح والتغابي تساءل أحدهم‏:‏ لماذا العنف؟ في حين أن كل ما أخذناه من إسرائيل كان عن طريق التفاوض والتفاهم من الانسحاب من سيناء إلي الانسحاب من جنوب لبنان‏ ,‏ في جرأة شطبت في سطر واحد حرب أكتوبر ونضال المقاومة في لبنان‏ .‏ من ناحية أخري فإن قصائد الغزل والمديح التي ألقيت علي أعتاب الولايات المتحدة لم تقف عند حد‏ ,‏ إذ تضمنت دعوات صريحة إلي التعلق بالأهداب الأمريكية والمراهنة علي قوتها العظمي والاحتماء بمظلتها وعضلاتها ,‏ لأنها وحدها صارت الملاذ والمعين بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ,‏ ولم يعد مطلوبا منا أن نتعلق بأهداب السياسة فحسب ,‏ وإنما صرنا مطالبين بأن نحذو حذو الأمريكيين في نهجهم الرأسمالي‏ ,‏ وركضهم وراء حرية السوق ,‏ باعتبار أن ذلك من مقتضيات العولمة التي صوروها لنا بحسبانها قدرا مكتوبا لا فكاك منه .‏ في ثنايا هذه التعبئة أهدرت مسلمات عدة ,‏ فلم تعد مقاومة الاحتلال قيمة متفقا عليها‏ ,‏ ولا أصبح الاستقلال الوطني أو التنمية الذاتية من المسلمات ,‏ في حين سقط مفهوم الأمة واستعلت قيمة الأنا ,‏ وفي الوقت نفسه بات الجهر بموالاة العدو أمرا عاديا لا يستوجب سترا ولا خجلا‏,‏ وتحول الاستتباع للعدو إلي فضيلة ,‏ وأصبح المنهزمون والمنبطحون هم المعتدلون‏ ,‏ وصنف المدافعون عن المسلمات التي يحاولون إهدارها ضمن المتطرفين والمتشددين .‏ وفي ختام مقاله أطلق هويدي سؤالا استنكاريا : هل في مصر أزمة مثقفين؟ ألفت النظر أولا إلي أن الخلاف حين ينصب علي الأصول وليس الفروع ,‏ فإننا نصبح بصدد أزمة خطيرة‏ ,‏ تشتت الصف الوطني وتضرب في الصميم مناعة الجبهة الداخلية ,‏ والأصول التي أعنيها تتمثل في قيم المجتمع الأساسية ومصالحه العليا‏ ,‏ والنماذج التي مررنا بها وثيقة الصلة بهذين المجالين .‏ إزاء هذا النقد المرير لمواقف بعض المثقفين ، كان ل "سليمان عبد المنعم" رأى أخر في تداعيات المشهد الثقافي ذكره في مقال نشر بالأهرام بعنوان (هل يعلن الإصلاحيون نهاية الأيديولوجيا‏؟) .. أوضح فيه أن ثمة صعود للأفكار والبرامج الإصلاحية مقابل أفول وتراجع التيارات والمذاهب الأيديولوجية التقليدية‏ ..‏ وقال : "الكلام كثير حول إصلاحات ضرورية وملحة تكاد تشكل بذاتها برامج ومشروعات وطنية مثل تدعيم الديمقراطية وإعلاء حقوق وحريات الإنسان والاعتراف بمؤسسات المجتمع المدني وتنشيط دورها والمناداة بقيم الشفافية والمساءلة ومكافحة الفساد ..‏ كل هذا يتم في ذات الوقت الذي تتراجع فيه بشكل ملحوظ الأيديولوجيات التي ألهبت العقول وأثارت الوجدان السياسي في مصر لأكثر من نصف قرن من الزمان مثل التيار القومي والتيارات الماركسية والاشتراكية والتيار الليبرالي التقليدي الذي اقترن تاريخيا بحزب الوفد ، وربما التيار الإسلامي نفسه الذي يعيش الآن إرهاصات تجديد خياله السياسي علي يد الوسطيين الجدد .‏
وتساءل الكاتب هل يعني ذلك أن هذه البرامج والأفكار الإصلاحية يمكن أن تقدم نفسها بديلا عن هذه التيارات كصاحبة مشروع وطني جديد معلنة بذلك نهاية عصر الأيديولوجيا في مصر؟.. أم أن سطوع نجم الإصلاحيين وانتشار الأفكار والبرامج الإصلاحية لا يعكس بالضرورة قوة هذه التيارات بقدر ما يكشف عن جمود وأفول التيارات الأيديولوجية التقليدية؟.. وفي عبارة أخري هل يمكن لهذه الأفكار والبرامج أن تمثل بذاتها تيارا سياسيا جديدا وبداية لمشروع نهضوي تعبر به مصر مرحلة تحولها السياسي والاجتماعي أم أنه لا غني عن نفس هذه الأيديولوجيات والمراهنة علي ما تقدمه من طروحات وحلول قومية كانت أم اشتراكية أم ليبرالية تقليدية أم حتى سلفية؟ .. تلك بعض الأسئلة التي يثيرها المد الإصلاحي الملحوظ في المشهد السياسي المصري ..‏ وعلي الرغم من أن الإصلاحيين يتقدمون في كل زوايا هذا المشهد ابتداء من أروقة الحزب الوطني حتى أحزاب المعارضة مرورا بالحركات الجماهيرية والمؤسسات غير الحزبية مثل النقابات والجامعات والنوادي المهنية فلربما يبدو دور الإصلاحيين في صفوف الحزب الوطني ومؤسسات الدولة الرسمية أكثر إثارة للاهتمام ليس فقط لأن بيدهم السلطة وآليات الإنجاز بل أيضا لأنهم قادمون من صفوف تيار كثيرا ما اقترن في أذهان الناس بالبيروقراطية والترهل والجمود‏ .‏ ويعود الكاتب إلى سؤال البدء‏:‏ هل يعلن الاصلاحيون نهاية الأيديولوجيا؟ .. لنري أولا ما إذا كنا بصدد نهاية عصر الأيديولوجيا في مصر قبل ان نتأمل ظاهرة الإصلاحيين الجدد ومدي قدرتهم علي صياغة مشروع وطني جديد‏ .‏ فثمة تراجع ملحوظ للأيديولوجيات التقليدية التي جسدتها وناضلت من أجلها أحزاب وحركات وتجمعات مثقفين في مصر علي مدي أكثر من سبعين عاما‏ ,‏ وهو تراجع يسهل رصده سواء داخل الأحزاب نفسها أو في الشارع المصري‏ ..‏ فأين الناس اليوم من سحر المادية الجدلية وحتمية انتصار البروليتاريا وأحلام العدالة الاجتماعية التي كثيرا ما بشرت بها التيارات الماركسية والاشتراكية؟ .. وهل كان تراجع الحلم بسبب تفكك الاتحاد السوفيتي وانهيار المعسكر الشرقي أم بسبب ما اتسم به الحلم من طوباوية أو شطط؟.. أم هل كانت طرقات العولمة العنيفة وما صاحبها من انفراد قوة واحدة بقيادة العالم هي التي عجلت بسقوط الحلم ومعه تأكد سقوط الأيديولوجيا؟ .. وأين أصبح الناس أيضا من المشروع القومي وحلم الوحدة العربية؟ .. وماذا تبقي من تيارات الفكر القومي علي اختلاف مسمياتها سوي وجع الحنين للزمن الناصري والبكاء علي أطلال البعث العراقي والخوف علي البعث السوري؟ .. ووسط مشاعر الحنين والبكاء والخوف يكاد ينفرط العقل القومي وتنفطر معه قلوب القوميين إزاء ما يحدث في العراق وما حدث في فلسطين وما يراد له ان يحدث في أماكن أخري من بلاد العرب‏ ..‏ أما التيار الليبرالي التقليدي فعلي الرغم من ثراء نظرياته وما توافر له من حظوظ في الانتشار بحكم أنه تيار العصر فلم ينجز شيئا ربما لأن الآخرين كانوا أكثر ذكاء أو لأنه تعثر في حبائل البيروقراطية الحزبية واكتفي بمجد قديم تحقق في ظروف مختلفة وعلي يد آخرين فخفت الصوت وفتر الحماس وتسلل الوهن‏ .‏ وتابع حتى التيار السلفي الإسلامي الذي أخذ بألباب وعواطف الجماهير علي خلفية من أزمة هوية حضارية تعصف بالشباب وحالة الفقر الاقتصادي والثقافي في المجتمع فان حركة الاستنفار العالمي بفعل أحداث‏11‏ سبتمبر سرعان ما خرجت تقطع الطريق علي هذا المد الإسلامي وتستعدي عليه وتجفف منابعه وتصوره كأيديولوجية تهدد سلام العالم ..‏ ولم يكن هذا التيار بذكاء ولا براجماتية حزب العدالة والتنمية في تركيا مثلا فتجاهل الظروف والمتغيرات وتأخر في حسم موقفه من قضايا مهمة مثل الديمقراطية والحريات وحين تنبه الاصلاحيون فيه إلى أهمية ذلك كان الوقت قد فات أو كاد‏!‏.. ولكن وبصرف النظر عن خصوصية تفسير تراجع كل تيار ايديدلوجي علي حدة فإن التساؤل يظل قائما حول عموم ظاهرة أفول عصر الأيديولوجيا‏.‏ أجل‏..‏ لماذا فقدت الأيديولوجيات سحرها؟ وهل كان فوكوياما محقا حين أعلن في كتابه الشهير نهاية التاريخ عن الانتصار النهائي لقيم الرأسمالية الليبرالية علي كل ما عداها من تيارات ونظريات الفكر الأيديولوجي الأخرى؟ وهل تري كان فوكوياما يقصد انتصار الرأسمالية كأيديولوجية أم كمجموعة من القيم الاقتصادية والسياسية والثقافية المتنوعة الأخرى والتي تستلهم من حركة التقدم بأكثر مما ترتبط بإطار معرفي وأيديولوجي محدد؟ . وإلى موضوع الهجوم الذي يشنه بعض العلمانيين على عمرو خالد والذي وصل في بعض الأحيان إلى حد الشتم والتجريح ، وقد تصدى لهم الكاتب بصحيفة الوفد "عماد الغزالي" مفندا الحجج التي يسوقونها وقال : " لا أتفق مع كثير مما ينشر عن الداعية عمرو خالد .. وأعتقد أنه نجح فيما فشل فيه عشرات الدعاة من داخل المؤسسة الرسمية ومن خارجها .. وجذب إلي طريق الهداية شباباً كانوا أقرب إلي الضلال .. بأسلوب بسيط ومنهج إصلاحي أقرب إلي وسطية الإمام محمد عبده منه إلي راديكالية قطب . خاطب شباب النوادي وجيل الجيمز والتيك أواي والهاف بودي بلغة يفهمونها .. طالبهم بأن يرتقوا بسلوكهم ويحبوا أوطانهم ويخلصوا في إيمانهم ويتفانوا في عطائهم كي تصير حياتهم أفضل ومجتمعاتهم أجمل . التف الشباب حوله وتابعوا ندواته وصارت كلماته لبنات مهمة في تكوينهم النفسي والعقلي .. وهو ما أثار ضده البعض من مختلف الاتجاهات . بعضهم رآه داعية استسلام وخنوع .. يري أن السبيل الوحيد لتحرير الأرض المغتصبة هو إقامة الشعائر وإعمار المساجد .. آخرون رأوه بالغ الخبث والدهاء يبث السم في العسل ويمهد لدولة ثيوقراطية "دينية" بخلخلة دعائم العلمانية والعقلانية بهدوء وأدب .. ورآه فريق ثالث فقير البضاعة متواضع الدراية يفتقد إلي الخلفية المعرفية الضرورية، للداعية، مما يجعله يمس القشور والعوارض .. وقد سعيت من جانبي إلي اختيار تلك التصورات.. واستمعت إلي كثير من محاضراته التي تبث علي الفضائيات .. وتأكد لدي خطأ هذه التصورات الثلاثة وسوء نية بعض ممثليها.. وتأكد لدي أيضاً أن الداعية الشاب موهوب فعلاً بوصفه قائماً بالاتصال .. وهو ما يفسر نجاحه فيما فشل فيه آخرون . وأضاف الغزالي : حين أثير لغط حول ما قاله عمرو خالد عن المسجد الأقصى سارعت إحدى السيدات وهي مسئولة تنفيذية في واحدة من شركات الكمبيوتر والبرمجة وأرجو أن تلاحظوا الفئة التي يؤثر فيها الداعية الشاب بإهداء شريط كاسيت يتحدث فيه عن المسجد الأقصى وتاريخه .. ويتلخص مجمل ما قاله في أن المسجد الأقصى واحد من المقدسات الإسلامية لا يجوز التفريط فيه أبداً .. وأن تاريخه يشير إلي فقدان المسلمين له كلما ضعفوا وهانوا علي الأمم الأخرى . هل استنتجت مما سبق أن عمرو خالد قال إن المسجد الأقصى ملك لليهود؟.. لا أظن . أما كيف يسترد المسلمون الأقصى فتلك هي وصفته "خليك فوق كويس" بحرصك علي أن تنمي الإنتاج في بلدك ، بحرصك علي الأخلاق القويمة ، بحبك لوطنك ، بتأدية واجباتك علي الوجه الأكمل . وتابع هذه الكلمات نفسها هي التي تترجم مشروعه العابر للأوطان "صناع الحياة" .. الذي يقوم علي خطاب عاقل يدعو إلي الاستمساك بالحقوق واستنهاض الإيمان في نفوس الناس وإيقاظ الوطن من براثن الاتكالية والغيبية .. واستعادة الأخلاق والإحساس العام من غشامة الانحطاط والكبرياء الكاذب.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة