وكيل التعليم بالدقهلية يبحث الاستعدادات لانطلاق انتخابات النواب    أوقاف الدقهلية تنظم 150 قافلة دعوية بمراكز الشباب    محافظ القاهرة وعضو نقابة الصحفيين يبحثان سبل التعاون المشترك    براتب 7000 جنيه.. العمل تعلن 600 وظيفة جديدة للشباب    نائب وزير الخارجية يدعو المصريين بالخارج للمشاركة بانتخابات النواب    قرارات هامة للعمال المصريين في لبنان    ترقب في الأسواق المصرية قبل اجتماع المركزي.. وخبراء يتوقعون خفض 50 نقطة أساس    البورصة تشارك في جلسة نقاشية حول خطط تطوير السوق وتفعيل الآليات الجديدة    ارتفاع سعر الذهب 15 جنيها اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025    البترول: اكتشاف جديد بخليج السويس يضيف 3 آلاف برميل يوميًا    هيئة الرقابة المالية تحدد رسوم فحص طلبات تسوية المنازعات في مجال التأمين    الأمم المتحدة تعتمد القرار السنوي بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير    مصر ترحب باعتماد جمعية الأمم المتحدة قرارا بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير بأغلبية ساحقة    وزارة التخطيط تبحث تفعيل مذكرة التفاهم مع وزارة التنمية البحرينية    إندونيسيا: إجلاء أكثر من 900 متسلق عالق بعد ثوران بركان سيميرو    وفاة والدة الدكتور شريف فاروق وزير التموين    كل ما تريد معرفته عن قرعة الملحق العالمي والأوروبي لكأس العالم 2026    طاقم تحكيم مباراة الزمالك وزيسكو يصل القاهرة اليوم    ضباب | نصائح هامة للتعامل مع الشبورة المائية أثناء القيادة    جثة طائرة من السماء.. مصرع شاب عثروا عليه ملقى بشوارع الحلمية    ضبط (10) أطنان دقيق مدعم قبل بيعها بالسوق السوداء    ضبط 138813 مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    عرض 6 أفلام قصيرة ضمن البانوراما المصرية بمهرجان القاهرة السينمائي    بعد طلاقها من «عصام صاصا».. جهاد أحمد تحذر المتطاولين    استشاري صحة نفسية توضح سبب ارتفاع معدلات الطلاق    تفاعل كبير مع أغنية محمد رمضان Don't Know تضمنت كلمات والده الراحل    صحة الدقهلية تطلق منصة "صوتك صحة" لاستقبال شكاوى المواطنين    وكيل صحة الأقصر يتفقد التطعيمات ورعاية صحة التلاميذ والطلبة بمدارس مدينة الطود.. صور    نشرة مرور "الفجر".. كثافات مرورية متحركة بطرق ومحاور القاهرة والجيزة    بيراميدز: لا صفقات تبادلية مع الزمالك.. ورمضان صبحي يعود نهاية الشهر    وزارة «التضامن» تقر قيد جمعيتين في محافظة الغربية    مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى: سنفرض عقوبات على عدد من الجهات السودانية    "الشباب والرياضة" تدشن "تلعب كورة" لاكتشاف 2000 موهبة في دمياط    محمد صبحى يكشف أسباب التوسع الدولى لجامعات مصر وزيادة الطلاب الوافدين    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 20نوفمبر 2025 فى المنيا..... اعرف مواعيد صلاتك بدقه    «السماوي يتوهج في القارة السمراء».. رابطة الأندية تحتفل بجوائز بيراميدز    سقوط أخطر بؤرة إجرامية بمطروح والإسكندرية وضبط مخدرات وأسلحة ب75 مليون جنيه    نصائح هامة لرفع مناعة الأطفال ومجابهة نزلات البرد    حالة الطقس في الكويت اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025    الشعب الجمهوري ينظم مؤتمرا جماهيريا لدعم مرشحي القائمة الوطنية بالشرقية (صور)    مواجهات قوية في دوري المحترفين المصري اليوم الخميس    سعر الريال القطرى اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025 فى بداية التعاملات    النزاهة أولًا.. الرئيس يرسخ الثقة فى البرلمان الجديد    الصحة بقنا تشدد الرقابة.. جولة ليلية تُفاجئ وحدة مدينة العمال    اليوم.. محاكمة المتهمة بتشويه وجه عروس طليقها فى مصر القديمة    سيد إسماعيل ضيف الله: «شغف» تعيد قراءة العلاقة بين الشرق والغرب    أخبار فاتتك وأنت نائم| حادث انقلاب أتوبيس.. حريق مصنع إطارات.. المرحلة الثانية لانتخابات النواب    دعاء الفجر| اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله    مستشار ترامب للشئون الأفريقية: أمريكا ملتزمة بإنهاء الصراع في السودان    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    مروة شتلة تحذر: حرمان الأطفال لاتخاذ قرارات مبكرة يضر شخصيتهم    خالد أبو بكر: محطة الضبعة النووية إنجاز تاريخي لمصر.. فيديو    إعلام سوري: اشتباكات الرقة إثر هجوم لقوات سوريا الديمقراطية على مواقع الجيش    دوري أبطال أفريقيا.. بعثة ريفرز النيجيري تصل القاهرة لمواجهة بيراميدز| صور    خالد الغندور: أفشة ينتظر تحديد مستقبله مع الأهلي    لربات البيوت.. يجب ارتداء جوانتى أثناء غسل الصحون لتجنب الفطريات    خالد الجندي: الكفر 3 أنواع.. وصاحب الجنتين وقع في الشرك رغم عناده    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطة حكومية لرفع أسعار السلع الغذائية الأساسية .. والحكومة تتآمر ضد القمح المصري ووزير التموين يفضل الأمريكي .. دفاع حار عن عمرو خالد وتأكيد أنه داعية موهوب ..
نشر في المصريون يوم 11 - 10 - 2005

واصلت الصحف المصرية الصادرة اليوم (الثلاثاء) متابعتها لأخبار الحراك السياسي المتصاعد في البلاد بعد مرحلة طويلة من الجمود .. فقد حذرت الصحف من بوادر نشوب أزمة بين لجنة الانتخابات ونادي القضاة ، بعد رفض اللجنة مطالب القضاة التي توفر عوامل الحياد وتضمن النزاهة الانتخابية ، وتنسيق بين 30 منظمة حقوقية و10 نقابات مهنية لمراقبة الانتخابات .. وبحث استخدام صناديق زجاجية في الانتخابات البرلمانية . ومن الأخبار والموضوعات التي تصدرت عناوين صحف القاهرة اليوم : الكنيسة تعاقب القبطي "جمال اسعد عبد الملاك" لانتقاده تدخلها في الأمور السياسية وتحرمه من دخول الكنائس والأديرة .. وزعيم حزب التجمع "خالد محيي الدين" يؤكد تصميمه على خوض الانتخابات أمام تحدي وعناد ابن أخيه الوزير وعضو أمانة السياسات في الحزب الوطني "محمود محيي الدين" .. وحركة مهندسون ضد الحراسة تهدد باقتحام نقابة المهندسين وتطالب في اجتماع حاشد بإنهاء تجميد النقابة ، وميلاد حنا يتضامن مع الحركة ويؤدي صلاة المغرب ويتناول الإفطار الرمضاني مع ناشطيها .. ومخاوف من حدوث خلافات وانشقاقات داخل الجبهة المعارضة عند اختيار المرشحين للدوائر الانتخابية .. وانطلاق أول مظاهرات حركة كفاية في رمضان اليوم (الأربعاء) بالفوانيس من أمام مسجد السيدة زينب بعد صلاة التراويح .. ومبارك يعدل عن زيارته لإسرائيل لتفادي تأثيرها على نتائج الانتخابات ، وتأكيدات وزير الخارجية بان مقعد مصر الدائم بمجلس الأمن غير مضمون ، وقوله ان مشاركة المخابرات في المفاوضات لا يعني استبعاد الخارجية .. في لقطة نادرة .. قيادات من الإخوان وأمانة السياسات وحركة كفاية يلتقون على مائدة حزب الوسط .. والاتجاه لإعادة هيكلة اتحاد الإذاعة والتلفزيون ، وإنشاء جهاز متخصص يشرف على البث المرئي والمسموع ويمنح التراخيص الأرضية والفضائية ، ونقل ملكية القنوات الإقليمية للمحليات .. وخطة حكومية لرفع أسعار السلع الغذائية الأساسية ، والحكومة تتآمر ضد القمح المصري وزير التموين أوقف استلام الإنتاج المحلي بزعم ارتفاع أسعاره .. وقد نشرت الوفد تقريرا لمؤسسة "أولاد الأرض" كشف عن تورط وزارة التموين في مؤامرة مع مؤسسة القمح الأمريكية لضرب محصول القمح المصري والذي زاد إنتاجه بكمية وصلت إلي مليون طن . التقرير أشار إلي ان قرار وزير التموين الأخير بوقف استلام القمح المحلي قبل الموعد المحدد بأكثر من شهرين ، بزعم إغراق السوق بالقمح الأمريكي ، تسبب في انهيار سعر القمح المحلي . ووصل سعر الأردب إلي 110 جنيهات مما دفع المزارعين إلي استخدامه كعلف للماشية!.. مما يعد ضربة قاضية إلي مشروع وزارة الزراعة الهادف إلي تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح .. وكشف التقرير ان قرار الوزير جاء لمصلحة مؤسسة القمح الأمريكية والتي سارعت فور إعلان زيادة الإنتاج المحلي من القمح إلي تخصيص 200 مليون دولار كتأمين لرجال الأعمال والوسطاء المصريين لمساعدتهم في استيراد القمح الأمريكي بكميات كبيرة لإغراق السوق المصري . من جانب آخر أبرزت الوفد اقتراحات يوسف بطرس غالي وزير المالية بشأن تعديلات بنود مشروع قانون ضرائب المبيعات التي كشفت عن نية الحكومة لرفع أسعار السلع الغذائية الأساسية بتوحيد الفئات الضريبية المطبقة لسداد ضريبة المبيعات علي السلع والخدمات . تدرس وزارة المالية زيادة الفئة الضريبية المطبقة علي السلع الأساسية من 5% إلى 10% لتحقيق هدف الوزارة بتوحيد الفئات الضريبية التي تتراوح ما بين 5% و15% و25% وتصل إلى 40% تزعم الحكومة ان توحيد هذه الفئات الضريبية سيؤدي إلى انخفاض أسعار ضريبة المبيعات . وأكد خبراء المالية ان توحيد فئات ضريبة المبيعات سيؤدي إلى رفع أسعار السلع الأساسية التي يستخدمها محدودو الدخل مثل الزيت والأرز والسكر بسبب رفع الضريبة عليها بنسبة 100%. وأضافوا ان التخفيض في أسعار الضريبة لن يشمل إلا السلع الكمالية التي يستخدمها الأغنياء فقط . نبقى مع صحيفة الوفد حيث علق الكاتب "جمال بدوي" على موضوع قيام الجبهة الوطنية قائلا : "الآن .. وضعت أحزاب المعارضة قدمها علي الطريق الصحيح .. والآن نستطيع أن نقول إن المعارضة بلغت مرحلة النضج السياسي ، وحققت درجة عالية من الرقي والتضامن وتجميد الخلافات السطحية ، وتسخير الجهود نحو هدف واحد هو: سحب البساط من تحت أقدام الحزب الوطني ، وزحزحته عن احتكار الحكم الذي طال أكثر من نصف قرن (!!). وأضاف بدوي : أستطيع أن أراهن بأن تحالف المعارضة سوف يفوز في الانتخابات البرلمانية الوشيكة بأغلبية معقولة ، وسوف يتوارى الحزب الوطني إلى الظل ليذوق مرارة المعارضة التي أذاقها لخصومه قمعا وقهرا وتزويرا وتزييفا دون خجل أو كسوف .. بل إنني أستطيع القول إن فوز تحالف المعارضة في الانتخابات القادمة سوف يشكل نقطة تحول في تاريخ مصر السياسي ، وبعد أن ظلت مصر تحكم بالحزب الواحد ، سوف تري شكلا جديدا من أشكال الحكم، تشترك فيه كل القوي الوطنية التي تعبر عن الواقع المصري، وتمثل كل التيارات السياسية من أقصي اليسار إلى أقصي اليمين ، ومن قمة الوسط إلي قلب الوسط حيث تتركز الكتلة الأساسية من الشعب المصري . وقال بدوي : سوف يذكر التاريخ أسماء هؤلاء السياسيين الذين اجتمعوا في مقر الوفد يوم السبت الماضي، واتخذوا قرارهم التاريخي بدخول الانتخابات في قائمة واحدة، وتلك أكبر لطمة توجه للحزب الحاكم الذي ظل راسخا علي قلب مصر ضاربا عرض الحائط بكافة القوي السياسية الوطنية، واعتبارها أعشاباً طفيلية لا تستحق أن تنمو وتكبر وتصبح أشجارا سامقة ، وبقي الحزب الحاكم علي سياسته العجفاء حتى دبت فيه الشيخوخة ، وضرب فيه السوس ، وانتقل من خواء إلي خواء . ورغم عوادي الزمن ظل الحزب الحاكم متشبثا بالحكم مستندا في ذلك إلي الجيش والبوليس والمحافظين ورؤساء المدن والعمد ورؤساء الجامعات وعمداء الكليات وكل من له تأثير علي حركة الجماهير .. وبات من المستحيل علي أي سياسي مهما بلغت قدراته أن يخترق هذه الحواجز الحديدية، ويحصل علي ثقة الناخبين . وحذر الكاتب من وقوع أحزاب المعارضة في خطأ فادح إذا هي تصورت أن تحالفها هو تحالف وقتي بمناسبة انتخابات مجلس الشعب ، وإنما يجب أن تضع في حسبانها انه تحالف استراتيجي له صفة الدوام والاستمرار ، ولا أتصور أن تتفكك الجبهة بعد انتهاء الانتخابات ، وإنما عليها أن تبقي وتحتل مقاعد الحكم إذا حصلت علي الأغلبية ودفعت بها الجماهير إلى قمة السلطة . وأطاحت بالحزب الوطني من مركزه العتيد الذي استولي عليه غصبا واقتدارا . وقال إذا كان من اليسير علي حزب معارض أن يطيح بالحزب الوطني إلي خارج الملعب، فان أحزاب المعارضة العشرة تستطيع أن تفعل ذلك إذا هي تضامنت وتلاحمت وخاضت المعركة علي قلب رجل واحد هدفه إنقاذ مصر من الفساد والبطالة والخلل والتخلف وكل العلل والأوجاع التي أفرزها الحزب الواحد خلال سنوات حكمه التي فاقت الثلاثين عاما، فالحزب الواحد ليس مجرد التشكيل القائم حاليا ولكنه النظام المتوارث منذ حكم الفرد المستند إليه . إلى ذلك وجه "فهمي هويدي" في صحيفة الأهرام نقدا قاسيا للمثقفين المصريين وقال : "حين يصبح الإجماع حول نانسي عجرم أكبر من الإجماع حول فكرة المقاومة في العالم العربي ,‏ فذلك إن صح يدل علي أن ثمة خللا جسيما في بنية الإدراك العام‏ ,‏ الأمر الذي يثير بقوة عديدا من التساؤلات حول ثقافة المجتمع ومسئولية خطابه الإعلامي ومثقفيه .‏ وأضاف لست في وارد مناقشة قيمة نانسي عجرم التي ارتفع نجمها عاليا في سماء العرب خلال السنتين الأخيرتين‏ ,‏ ومازالت وسائل الإعلام تلاحقنا بأخبارها كل صباح ,‏ حتى أن إحدى القنوات الفضائية لم تجد وسيلة لجذب المشاهدين أخيرا سوي الإعلان في الصحف عن بشارة تحمل عنوان‏:‏ ما لا تعرفه عن نانسي عجرم‏!‏ كما لم يخطر علي بالي أن أقارن بين جهود تسويق المطربة المذكورة ,‏ وبين التعبئة المضادة للمقاومة التي حفلت بها مختلف منابر الإعلام العربي خلال الأسبوعين الماضيين ,‏ لكن التطرق إلي المسألة كان استطرادا في الإجابة علي سؤال وجه إلي حول الذي جري للمثقفين في مصر .‏ استعرض هويدي قائمة الكبائر الثقافية والسياسية التي أصبحت تمارس في العلن الآن‏ ,‏ وعلي صفحات الصحف السيارة‏ .‏ وذكر بالتعليقات التي نشرتها بعض الصحف خلال الأسبوعين الأخيرين‏ ,‏ ودار معظمها حول العلاقة مع إسرائيل والولايات المتحدة‏ ,‏ فقد تابعنا مثلا تنافسا مدهشا بين رموز الهزيمة والانبطاح في العالم العربي‏,‏ الذين تباروا في الدفاع عن إقامة علاقات بين باكستان وإسرائيل‏ ,‏ وتبرير اتجاه بعض الدول العربية نحو إلغاء مقاطعة إسرائيل وتشجيع الاعتراف المتبادل بها من جانب دول أخري‏.‏ بل إن أحدهم لم يجد غضاضة في دعوة شارون لزيارة تونس تحت غطاء الاشتراك في مؤتمر دولي حول المعلوماتية‏ ,‏ وتساءل متبجحا ومتغابيا‏:‏ هل أنتم ضد المعلوماتية؟‏!‏ وكانت الحجة التي رددها أكثر من واحد في تلك الكتابات أنه من حق كل دولة أن تسعي لتحقيق مصالحها الخاصة‏ ,‏ حتى وإن كان ذلك علي حساب مصالح الأمة التي تنتمي إليها‏ .‏ وأضاف هويدي : "في الطريق قرأنا هجوما صريحا ومبطنا علي المقاومة من قبل نفر من الكتاب الذين لم تواتهم الشجاعة لكي يسموها باسمها الحقيقي‏,‏ فوصفوها بأنها عنف تارة‏,‏ وأنها تطرف وإرهاب تارة أخري‏,‏ وبنفس الدرجة من التبجح والتغابي تساءل أحدهم‏:‏ لماذا العنف؟ في حين أن كل ما أخذناه من إسرائيل كان عن طريق التفاوض والتفاهم من الانسحاب من سيناء إلي الانسحاب من جنوب لبنان‏ ,‏ في جرأة شطبت في سطر واحد حرب أكتوبر ونضال المقاومة في لبنان‏ .‏ من ناحية أخري فإن قصائد الغزل والمديح التي ألقيت علي أعتاب الولايات المتحدة لم تقف عند حد‏ ,‏ إذ تضمنت دعوات صريحة إلي التعلق بالأهداب الأمريكية والمراهنة علي قوتها العظمي والاحتماء بمظلتها وعضلاتها ,‏ لأنها وحدها صارت الملاذ والمعين بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ,‏ ولم يعد مطلوبا منا أن نتعلق بأهداب السياسة فحسب ,‏ وإنما صرنا مطالبين بأن نحذو حذو الأمريكيين في نهجهم الرأسمالي‏ ,‏ وركضهم وراء حرية السوق ,‏ باعتبار أن ذلك من مقتضيات العولمة التي صوروها لنا بحسبانها قدرا مكتوبا لا فكاك منه .‏ في ثنايا هذه التعبئة أهدرت مسلمات عدة ,‏ فلم تعد مقاومة الاحتلال قيمة متفقا عليها‏ ,‏ ولا أصبح الاستقلال الوطني أو التنمية الذاتية من المسلمات ,‏ في حين سقط مفهوم الأمة واستعلت قيمة الأنا ,‏ وفي الوقت نفسه بات الجهر بموالاة العدو أمرا عاديا لا يستوجب سترا ولا خجلا‏,‏ وتحول الاستتباع للعدو إلي فضيلة ,‏ وأصبح المنهزمون والمنبطحون هم المعتدلون‏ ,‏ وصنف المدافعون عن المسلمات التي يحاولون إهدارها ضمن المتطرفين والمتشددين .‏ وفي ختام مقاله أطلق هويدي سؤالا استنكاريا : هل في مصر أزمة مثقفين؟ ألفت النظر أولا إلي أن الخلاف حين ينصب علي الأصول وليس الفروع ,‏ فإننا نصبح بصدد أزمة خطيرة‏ ,‏ تشتت الصف الوطني وتضرب في الصميم مناعة الجبهة الداخلية ,‏ والأصول التي أعنيها تتمثل في قيم المجتمع الأساسية ومصالحه العليا‏ ,‏ والنماذج التي مررنا بها وثيقة الصلة بهذين المجالين .‏ إزاء هذا النقد المرير لمواقف بعض المثقفين ، كان ل "سليمان عبد المنعم" رأى أخر في تداعيات المشهد الثقافي ذكره في مقال نشر بالأهرام بعنوان (هل يعلن الإصلاحيون نهاية الأيديولوجيا‏؟) .. أوضح فيه أن ثمة صعود للأفكار والبرامج الإصلاحية مقابل أفول وتراجع التيارات والمذاهب الأيديولوجية التقليدية‏ ..‏ وقال : "الكلام كثير حول إصلاحات ضرورية وملحة تكاد تشكل بذاتها برامج ومشروعات وطنية مثل تدعيم الديمقراطية وإعلاء حقوق وحريات الإنسان والاعتراف بمؤسسات المجتمع المدني وتنشيط دورها والمناداة بقيم الشفافية والمساءلة ومكافحة الفساد ..‏ كل هذا يتم في ذات الوقت الذي تتراجع فيه بشكل ملحوظ الأيديولوجيات التي ألهبت العقول وأثارت الوجدان السياسي في مصر لأكثر من نصف قرن من الزمان مثل التيار القومي والتيارات الماركسية والاشتراكية والتيار الليبرالي التقليدي الذي اقترن تاريخيا بحزب الوفد ، وربما التيار الإسلامي نفسه الذي يعيش الآن إرهاصات تجديد خياله السياسي علي يد الوسطيين الجدد .‏
وتساءل الكاتب هل يعني ذلك أن هذه البرامج والأفكار الإصلاحية يمكن أن تقدم نفسها بديلا عن هذه التيارات كصاحبة مشروع وطني جديد معلنة بذلك نهاية عصر الأيديولوجيا في مصر؟.. أم أن سطوع نجم الإصلاحيين وانتشار الأفكار والبرامج الإصلاحية لا يعكس بالضرورة قوة هذه التيارات بقدر ما يكشف عن جمود وأفول التيارات الأيديولوجية التقليدية؟.. وفي عبارة أخري هل يمكن لهذه الأفكار والبرامج أن تمثل بذاتها تيارا سياسيا جديدا وبداية لمشروع نهضوي تعبر به مصر مرحلة تحولها السياسي والاجتماعي أم أنه لا غني عن نفس هذه الأيديولوجيات والمراهنة علي ما تقدمه من طروحات وحلول قومية كانت أم اشتراكية أم ليبرالية تقليدية أم حتى سلفية؟ .. تلك بعض الأسئلة التي يثيرها المد الإصلاحي الملحوظ في المشهد السياسي المصري ..‏ وعلي الرغم من أن الإصلاحيين يتقدمون في كل زوايا هذا المشهد ابتداء من أروقة الحزب الوطني حتى أحزاب المعارضة مرورا بالحركات الجماهيرية والمؤسسات غير الحزبية مثل النقابات والجامعات والنوادي المهنية فلربما يبدو دور الإصلاحيين في صفوف الحزب الوطني ومؤسسات الدولة الرسمية أكثر إثارة للاهتمام ليس فقط لأن بيدهم السلطة وآليات الإنجاز بل أيضا لأنهم قادمون من صفوف تيار كثيرا ما اقترن في أذهان الناس بالبيروقراطية والترهل والجمود‏ .‏ ويعود الكاتب إلى سؤال البدء‏:‏ هل يعلن الاصلاحيون نهاية الأيديولوجيا؟ .. لنري أولا ما إذا كنا بصدد نهاية عصر الأيديولوجيا في مصر قبل ان نتأمل ظاهرة الإصلاحيين الجدد ومدي قدرتهم علي صياغة مشروع وطني جديد‏ .‏ فثمة تراجع ملحوظ للأيديولوجيات التقليدية التي جسدتها وناضلت من أجلها أحزاب وحركات وتجمعات مثقفين في مصر علي مدي أكثر من سبعين عاما‏ ,‏ وهو تراجع يسهل رصده سواء داخل الأحزاب نفسها أو في الشارع المصري‏ ..‏ فأين الناس اليوم من سحر المادية الجدلية وحتمية انتصار البروليتاريا وأحلام العدالة الاجتماعية التي كثيرا ما بشرت بها التيارات الماركسية والاشتراكية؟ .. وهل كان تراجع الحلم بسبب تفكك الاتحاد السوفيتي وانهيار المعسكر الشرقي أم بسبب ما اتسم به الحلم من طوباوية أو شطط؟.. أم هل كانت طرقات العولمة العنيفة وما صاحبها من انفراد قوة واحدة بقيادة العالم هي التي عجلت بسقوط الحلم ومعه تأكد سقوط الأيديولوجيا؟ .. وأين أصبح الناس أيضا من المشروع القومي وحلم الوحدة العربية؟ .. وماذا تبقي من تيارات الفكر القومي علي اختلاف مسمياتها سوي وجع الحنين للزمن الناصري والبكاء علي أطلال البعث العراقي والخوف علي البعث السوري؟ .. ووسط مشاعر الحنين والبكاء والخوف يكاد ينفرط العقل القومي وتنفطر معه قلوب القوميين إزاء ما يحدث في العراق وما حدث في فلسطين وما يراد له ان يحدث في أماكن أخري من بلاد العرب‏ ..‏ أما التيار الليبرالي التقليدي فعلي الرغم من ثراء نظرياته وما توافر له من حظوظ في الانتشار بحكم أنه تيار العصر فلم ينجز شيئا ربما لأن الآخرين كانوا أكثر ذكاء أو لأنه تعثر في حبائل البيروقراطية الحزبية واكتفي بمجد قديم تحقق في ظروف مختلفة وعلي يد آخرين فخفت الصوت وفتر الحماس وتسلل الوهن‏ .‏ وتابع حتى التيار السلفي الإسلامي الذي أخذ بألباب وعواطف الجماهير علي خلفية من أزمة هوية حضارية تعصف بالشباب وحالة الفقر الاقتصادي والثقافي في المجتمع فان حركة الاستنفار العالمي بفعل أحداث‏11‏ سبتمبر سرعان ما خرجت تقطع الطريق علي هذا المد الإسلامي وتستعدي عليه وتجفف منابعه وتصوره كأيديولوجية تهدد سلام العالم ..‏ ولم يكن هذا التيار بذكاء ولا براجماتية حزب العدالة والتنمية في تركيا مثلا فتجاهل الظروف والمتغيرات وتأخر في حسم موقفه من قضايا مهمة مثل الديمقراطية والحريات وحين تنبه الاصلاحيون فيه إلى أهمية ذلك كان الوقت قد فات أو كاد‏!‏.. ولكن وبصرف النظر عن خصوصية تفسير تراجع كل تيار ايديدلوجي علي حدة فإن التساؤل يظل قائما حول عموم ظاهرة أفول عصر الأيديولوجيا‏.‏ أجل‏..‏ لماذا فقدت الأيديولوجيات سحرها؟ وهل كان فوكوياما محقا حين أعلن في كتابه الشهير نهاية التاريخ عن الانتصار النهائي لقيم الرأسمالية الليبرالية علي كل ما عداها من تيارات ونظريات الفكر الأيديولوجي الأخرى؟ وهل تري كان فوكوياما يقصد انتصار الرأسمالية كأيديولوجية أم كمجموعة من القيم الاقتصادية والسياسية والثقافية المتنوعة الأخرى والتي تستلهم من حركة التقدم بأكثر مما ترتبط بإطار معرفي وأيديولوجي محدد؟ . وإلى موضوع الهجوم الذي يشنه بعض العلمانيين على عمرو خالد والذي وصل في بعض الأحيان إلى حد الشتم والتجريح ، وقد تصدى لهم الكاتب بصحيفة الوفد "عماد الغزالي" مفندا الحجج التي يسوقونها وقال : " لا أتفق مع كثير مما ينشر عن الداعية عمرو خالد .. وأعتقد أنه نجح فيما فشل فيه عشرات الدعاة من داخل المؤسسة الرسمية ومن خارجها .. وجذب إلي طريق الهداية شباباً كانوا أقرب إلي الضلال .. بأسلوب بسيط ومنهج إصلاحي أقرب إلي وسطية الإمام محمد عبده منه إلي راديكالية قطب . خاطب شباب النوادي وجيل الجيمز والتيك أواي والهاف بودي بلغة يفهمونها .. طالبهم بأن يرتقوا بسلوكهم ويحبوا أوطانهم ويخلصوا في إيمانهم ويتفانوا في عطائهم كي تصير حياتهم أفضل ومجتمعاتهم أجمل . التف الشباب حوله وتابعوا ندواته وصارت كلماته لبنات مهمة في تكوينهم النفسي والعقلي .. وهو ما أثار ضده البعض من مختلف الاتجاهات . بعضهم رآه داعية استسلام وخنوع .. يري أن السبيل الوحيد لتحرير الأرض المغتصبة هو إقامة الشعائر وإعمار المساجد .. آخرون رأوه بالغ الخبث والدهاء يبث السم في العسل ويمهد لدولة ثيوقراطية "دينية" بخلخلة دعائم العلمانية والعقلانية بهدوء وأدب .. ورآه فريق ثالث فقير البضاعة متواضع الدراية يفتقد إلي الخلفية المعرفية الضرورية، للداعية، مما يجعله يمس القشور والعوارض .. وقد سعيت من جانبي إلي اختيار تلك التصورات.. واستمعت إلي كثير من محاضراته التي تبث علي الفضائيات .. وتأكد لدي خطأ هذه التصورات الثلاثة وسوء نية بعض ممثليها.. وتأكد لدي أيضاً أن الداعية الشاب موهوب فعلاً بوصفه قائماً بالاتصال .. وهو ما يفسر نجاحه فيما فشل فيه آخرون . وأضاف الغزالي : حين أثير لغط حول ما قاله عمرو خالد عن المسجد الأقصى سارعت إحدى السيدات وهي مسئولة تنفيذية في واحدة من شركات الكمبيوتر والبرمجة وأرجو أن تلاحظوا الفئة التي يؤثر فيها الداعية الشاب بإهداء شريط كاسيت يتحدث فيه عن المسجد الأقصى وتاريخه .. ويتلخص مجمل ما قاله في أن المسجد الأقصى واحد من المقدسات الإسلامية لا يجوز التفريط فيه أبداً .. وأن تاريخه يشير إلي فقدان المسلمين له كلما ضعفوا وهانوا علي الأمم الأخرى . هل استنتجت مما سبق أن عمرو خالد قال إن المسجد الأقصى ملك لليهود؟.. لا أظن . أما كيف يسترد المسلمون الأقصى فتلك هي وصفته "خليك فوق كويس" بحرصك علي أن تنمي الإنتاج في بلدك ، بحرصك علي الأخلاق القويمة ، بحبك لوطنك ، بتأدية واجباتك علي الوجه الأكمل . وتابع هذه الكلمات نفسها هي التي تترجم مشروعه العابر للأوطان "صناع الحياة" .. الذي يقوم علي خطاب عاقل يدعو إلي الاستمساك بالحقوق واستنهاض الإيمان في نفوس الناس وإيقاظ الوطن من براثن الاتكالية والغيبية .. واستعادة الأخلاق والإحساس العام من غشامة الانحطاط والكبرياء الكاذب.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة