نظم صحفيو جريدة "آفاق عربية" تظاهرة احتجاجية أمام مقر نقابة الصحفيين أول أمس شارك فيها أبناؤهم وزوجاتهم؛ وذلك اعتراضًا على وقف صرف مرتباتهم منذ أكثر من ثلاثة شهور. ردد المتظاهرون الشعارات المناهضة لسياسة الحزب الوطني الحاكم، متهمين الحكومة بالتواطؤ مع محمود عطية رئيس مجلس إدارة الجريدة من أجل إغلاق الصحيفة التي كانت تعبر عن لسان حال جماعة "الإخوان المسلمين". طالب الصحفيون المتظاهرون من المجلس الأعلى للصحافة تنفيذ وعده بصرف جميع الحقوق المالية الصحفيين، وهو الاتفاق الذي تم التوصل إليه في وقت سابق بعد مشاورات ضمت مجموعة من الصحفيين والمجلس الأعلى في وجود محمود عطية. وقد حاصرت قوات الأمن المتظاهرين وفرضت كردونًا أمنيًا عليهم ومنعتهم من النزول إلى الشارع، للتظاهر احتجاجًا على تجاهل الحكومة لأزمتهم بعد أن فشلت العديد من الوساطات لإنهائها. وأكد هشام الهلالي مدير تحرير "آفاق عربية" أنهم تقدموا بمبادرة جديدة للمجلس الأعلى للصحافة تقضي بتطبيق الاتفاق الذي تم على أساسه تسوية الخلاف بين محمد عامر رئيس تحرير جريدة الحقيقة والصحفيين المتمردين عليه، والذي يتضمن تخليه عن ممارسة أي عمل له صلة بالنواحي المالية وعدم كتابة اسمه كرئيس مجلس إدارة علي ترويسة الجريدة. وأوضح الهلالي أن عطية قابل هذا الاقتراح أيضًا بالرفض كما لم يستجب لجميع جهود الوساطة، مشيرًا إلى أن الأزمة تقف ورائها جهات أمنية ترغب في عدم صدور الجريدة في هذا التوقيت؛ خاصة وأنه كان يصدر محلق مع الجريدة يغطي نشاط نواب الإخوان في مجلس الشعب وينشر حوارات للمرشد وقيادات الجماعة. في مقابل ذلك، تقدم عطية بمذكرة لجلال عارف نقيب الصحفيين ويحيي قلاش السكرتير العام وإبراهيم حجازي وكيل النقابة، يتهم فيها النقابة بالسكوت على ما اعتبره تطاولاً من صحفيي "الإخوان" عليه. وطالب في مذكرته بتحويله هو والصحفيين الذين يتهمونه بنهب أموال الجريدة للنائب العام للتحقيق في الاتهامات، وبحمايته مما أسماه بالاتهامات الفاجرة الكاذبة لصحفيي لإخوان ووقف ما وصفه بالابتزاز والاستكبار التنظيمي الإخواني لاغتياله سمعته وشرفه المهني. وتضمنت مذكرة عطية اتهامات لجماعة "الإخوان" بالاغتيال المعنوي لأي شخص يحاول التحرر من سطوتهم، واتهمه بأنهم يمارسون سياسية الأرض المحروقة في جريدة "آفاق عربية" عندما أدركوا نهاية عندهم بها. وكانت أزمة "آفاق عربية" قد تصاعدت على خلفية النزاع على رئاسة مجلس إدارة الجريدة، بين حلمي سالم الذي أصدر قرارا إداريا بعدم الاعتداد برئاسته لحزب "الأحرار"، ومحمود عطية رئيس تحرير الجريدة، انتهى بتولي الأخير رئاسة مجلس الإدارة والتحرير، والذي امتنع بعدها عن صرف مرتبات الصحفيين لمدة ثلاثة شهور كاملة. ويتهم الصحفيون عطية بالاستيلاء على شيك قيمته 42 ألف جنيه من مؤسسة توزيع أخبار اليوم، بالإضافة إلى 120 ألف جنيه قيمة ثلاث صفحات إعلانات نشرت بالجريدة، وهو ما ينفيه رئيس تحرير "آفاق عربية" ، وأكد أنه على استعداد لمواجهة من يزعم ذلك أمام النائب العام.