لقد كان لتداعيات عرض الفيلم المسيئ للرسول (ص) خروج مظاهرات واحتجاجات. لم تختلف كثيرا عن مثيلتها بعد عرض الرسوم المسيئة للرسول (ص) بالدانمارك سابقا. ولن تختلف عن ما سيحدث بعد الإساءه التالية. وللأسف الشديد فإننا لا نأخذ خطوات عمليه لمعالجة المشكلة من جذورها بدلا من التوقف عند التعبير بالغضب فقط. أولا بالنسبة للغرب فهم مخطئون وغير مخطئين. فهم غير مخطئين في ظنهم الخاطئ بالرسول (ص) فلقد أساء له أتباعه قبل أن يسيئ إليه أعدائه. فهل وضحنا لهم الصورة الصحيحه للإسلام وللرسول (ص) سواء أسلموا أم لم يسلموا. بل إن أفعالنا كانت تنفيرا لهم وإساءه للإسلام وللرسول (ص) الذي ندعي الدفاع عنه. أما خطأ الغرب فقد كان في عدم احترامه للغير ولمعتقداتهم. وهي من أهم القيم الإنسانية ومظهر من مظاهر التحضر كانوا أولى بها. إن لنا جميعا مسئولية فيما حدث وعلينا واجبات لمنع حدوثها مستقبلا ، وذلك كما يلي :- 1- الأزهر : الأزهر هو المسئول الأول الرسمي للدفاع عن الرسول (ص) وعن الإسلام ولذلك فإن مسئوليته كبيرة وقد يكون منها ما يلي :- • سرعة نشر مقالات بالصحف بالدولة الغربية تعرف بالإسلام وأخلاقيات الرسول (ص). • إعداد نشرات وكتيبات تشرح الإسلام وتعرف بأخلاقيات الرسول (ص) وترجمتها بلغات مختلفه والعمل على توزيعها مجانا بالخارج. • عمل موقع على شبكة المعلومات به جميع هذه النشرات والكتيبات والمعلومات الهامة التي تعرف وتبسط الإسلام وتكون بلغات مختلفه كذلك. كما يقوم الموقع بإستقبال الأسئلة والإجابة عليها. • التعاون مع أصحاب القنوات الفضائية لتوفير بعض المحطات على الأقمار الموجه للخارج وتكون مهمتها توضيح الإسلام الوسطى وليست الفتاوي الخلافيه أو المتشدده وذلك بلغات مختلفه. ويمكن توفير وتمويل هذه القنوات من تبرعات المسلمين تحت رعاية الأزهر. وحيث إنه كان هناك اتجاها لتوفير التمويل لقمر صناعي لتوحيد الأهله ، فأننى أظن انه لو تم تصميمه ليكون استخدامه الرئيسى لإرسال قنوات موضحة للإسلام فى مجالهم الفضائى بلغات مختلفة لكان أفضل للإسلام ، ولو لم يعمل لتوحيد الأهله. • رفع مستوى التعليم الأزهري لرفع المستوى الديني في بلاد المسلمين (لأنهم الدعوه المتحركه) كما يجب أن يقوم بإعداد دعاه يحسنون اللغات الأجنبيه لحسن مخطابتهم. • إعادة تنشيط البعوث الإسلامية لتصحيح الدين الإسلامي على المستوى العالمي. كما أنه من البعد الوطني سيعمل على تقوية العلاقات مع الدول المختلفه وخاصة الأفريقية والجمهوريات المنفصله عن الاتحاد السوفيتي. • التعاون مع الفنانين وفتح باب مساهمة المواطنين وذلك لعمل فيلم عالمي أو عدة أفلام بمخرجين عالميين لتقديم الإسلام والرسول (ص) والصحابه ومواقفهم بشكل صحيح والتعريف بأخلاقهم. 2- الإعلام : هناك المئات من القنوات الفضائية والتي لاتقدم إلا الغناء أو الأفلام ، وكلها موجهه لنا أفلا يقوم أصحاب هذه القنوات بالتعاون مع الأزهر لتوفير عدة قنوات فضائية على الأقمار الموجهه للخارج بلغتهم. وكما نطالب بتغيير الخطاب الديني ، فلنقم بتغيير الخطاب الإعلامي. وذلك لترسيخ مبدأ الإعلام البناء. الإعلام الهادف إلى التوحيد الوطن وليس التفرقه ، الهادف إلى وتقوية الوطن وإحياء العودة لأخلاقنا وقيمنا الجميله. 3- الفن : أولا بالتعاون مع الأزهر في عمل هذه الأفلام العالمية وثانيا بالعمل هو أيضا على تغيير الخطاب الفني. بالعودة إلى الأفلام الهادفه والتي كانت تعالج قضايا هامه وتظهر ما في بلادنا من جمال. فالفن رسالة نأمل أن تعود بناءه كما كانت ، تعالج السلبيات لا أن تجاريها. أن تظهر الجمال الموجود في بلادنا وما أكثره. وليكن الأتراك لنا في هذا نبراسا. بل إن أعمالهم لم تكن لإظهار الجمال في تركيا فقط ولكنها كان لها مردود اقتصادي كبير بزيادة السياحة لهم. مجال الغناء : أدعو أهل الغناء لعمل أغنيه عالمية بكل اللغات بمشاركة فنانين عالميين ليس للدفاع عن الرسول (ص) ولكن للدعوه إلى نشر الحب والتسامح واحترام الآخر. 4- كافة المسلمين : وهم المسؤلون الأساسيون في هذا الموضع ، كل في مكانه. فالإسلام لم ينتشر في شرق آسيا إلا بالتاجر المسلم وحتى في باقي البلاد التي دخلها الإسلام. فالإسلام لم يجبر أحد على الدخول فيه فكانت فتوحاته تحريرا للإراده الإنسانية في حرية الأعتقاد. ثم كان الدخول في الإسلام بعد ذلك ، معرفتهم به ومشاهدتهم للأخلاقيات الإسلامية. فالإسلام أنتشر بالمعاملات الإسلامية وليس بالسيف. فأين نحن من هذه المعاملات ؟ !! إنني أتفهم حديث رسول الله (ص) " ألا أن كل منكم على ثغر من ثغور الإسلام فإياك إياك أن يؤتي الإسلام من قبلك " إن المطلوب نقطتان أولاهما أن يهتم كل بعمله. فيغني المسلمين عن الإحتياج لأي خبرات أومتطلبات خارجية كالطبيب والمهندس والزارع .. وغيرها. فمن لا يملك قدرته على توفير إحتياجاته ، لا يملك حريته. ثانيهما أن تكون أفعاله إسلاميه أي بإتقان وأمانه وصدق وتراحم وتسامح وتبسم. أي أن أفعاله لحماية المسلمين من الإحتياج لغيرهم وبصوره تعكس الأخلاقيات الإسلامية الرفيعه وتعكس الصورة الصحيحه للإسلام. وهكذا لن يؤتي الإسلام من قبلك. فهل نحن هكذا ؟ أظن أنه يجب أن نبدأ بانفسنا أولا وان نظهر الوجه الصحيح للإسلام ، قبل أن نلوم الغير لعدم تفهمه ، فنحن أنفسنا لم نفهمه. 5- المؤتمر الإسلامي : يجب أن يقوم المؤتمر الإسلامي بالتنسيق مع الشرفاء في العالم لوضع حد لإزدراء الأديان وزرع الكراهية وتدمير العلاقات الودية بين الدول والشعوب. وإنه يمكن أن تكون ذلك بدعوة الأممالمتحده والمنظمة العالمية لحقوق الإنسان بإصدار تشريع دولي " احترام معتقدات وأديان الغير ، وتجريم المساس بهما أو إزدرائهما " والاصرار على إصداره ، وخاصة وأن هذا التجاوز لا يتعدى على حقوق الغير فقط ولكنه يعصف كذلك بأهداف الإعلان العلمى لحقوق الانسان (مقالى بجريدة اليوم السابع). 6- رئيس الجمهورية : إن رئيس الجمهورية هو المسؤل الرسمي الثاني في هذه المسئولية. وهو المسؤل عن كل ما سبق. فمسئوليته أكبر وعقوبته أشد. إنني أتفهم أسباب المظاهرات والغضب للإساءه للرسول (ص). ولكني أظن ان الفائدة للاسلام والرسول (ص) ستكون اكثر عندما عندما يكون رد الفعل الإسلامي أكثر حكمه وتخطيطا ، يتسبب في إفشال الخصم وإكتساب أنصار جدد. وسأكون في قمة السعاده عندما يكون تحركنا سابق كفعل ، وليس كرد فعل. فالإسلام دين قوي ليس به ضعف يمكن أن يستغله او يهاجمه به أي فرد مهما كان ، ولكن العيب هو عدم إظهاره وتعريفه. ونحن جميعا مسؤلون. [email protected]