بمناسبة يوم الزراعة العربى ومرور 40 عاما على ممارسة المنظمة العربية للتنمية الزراعية لمهامها، أكد الدكتور طارق بن موسى الزدجالى المدير العام للمنظمة أن 40 عاما ً مضت على مسيرة المنظمة شهدت الكثير من المتغيرات ذات العلاقة بالزراعة والأمن الغذائى على المستويين العالمى والعربى فقد إرتفع عدد سكان العالم من نحو "3.7" مليار عام 1970 إلى نحو "7" مليارات نسمة عام 2011 م وإرتفع عددهم فى الوطن العربى من " 128" مليون نسمة فى عام 1970 م إلى "268" مليون نسمة فى عام 2011م ومرالعالم خلال الفترة بأزمتى غذاء رئيسيتين الأولى فى سبعينيات القرن الماضى والثانية فى العقد الأول من القرن الحالى وإحتلت قضية الأمن الغذائى صدارة جداول أعمال قادة العالم وأصحاب القرار فعقدوا لأجلها العديد من القمم والمؤتمرات كان آخرها مؤتمر القمة العالمى حول الأمن الغذائى الذى عقد فى روما فى 2009 م. وأضاف الزدجالى قائلا ً: "أما على المستوى العربى فقد إرتفعت قيمة الفجوة الغذائية العربية من حوالى أربعة "4" مليار دولار أمريكى فى عام 1975م إلى "34.3" مليار دولار أمريكى فى عام 2011. وشدد الزدجالى أن المنظمة العربية سعت جاهدة لجعل قضية التنمية الزراعية والأمن الغذائى تتصدر سلم أولويات أصحاب القرار العرب فتكللت الجهود بإعتماد موجهات رئيسية للعمل العربى المشترك فى مجالات الزراعة والأمن الغذائى تمثلت فى إستراتيجية التنمية الزراعية العربية المستدامة للعقدين 2005-2025 م وإعلان الرياض لتعزيز التعاون العربى لمواجهة أزمة الغذاء العالمية والبرنامج الطارئ للأمن الغذائى العربى والبرنامج العربى للغذاء. وأضاف الزدجالى قائلا ً: "تنعقد الآمال لتقليص الفجوة الغذائية العربية من بين أشياء أخرى على الإستثمار الزراعى وقد أنعم الله على أمتنا العربية بموارد مالية وموارد طبيعية وفيرة أحكام توزيعها ليكون التكامل بين دولنا ومواردها المتنوعة هو طريق الأمة العربية لتحقيق أمنها الغذائى والإقتصادى وحرية قرارها السياسى وهو ما نسعى جاهدين فى هذه المنظمة للمساهمة فى تحقيقه". وأشار المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية إلى أن الفجوة الغذائية العربية قد تواصل الإتساع إذا ما إستمرت عمليات التنمية الزراعية فى دولنا العربية بمعدلاتها الحالية المتواضعة وبقيت الإستثمارات الموجهة للمشروعات الزراعية على ضعفها لمحدودية الإمكانيات المتاحة لتمويل الإستثمار فى المجالات الزراعية وهو ما ادى بالمنظمة إلى إعداد دراسة حول إحداث آلية عربية لتمويل التنمية الزراعية والأمن الغذائى العربى على أمل أن يتم تبنى هذه الآلية من قبل جهات عربية إدراكا ً من المنظمة بأن من دونها سيظل نصيب الزراعة متدنيا ً من جملة الأموال العربية الموجهة للإستثمار فى القطاعات التنموية المختلفة وستظل التنمية الزراعية العربية تعانى من مشاكلها المزمنة وتتوسع معها فجوةالغذاء العربية. وقال: "إنه على الرغم من التحديات ومحدودية الموارد وتععد القضايا والإلتزامات بذلت المنظمة خلال العقود الأربعة المنصرمة من عمرها وبالتعاون مع الجهات المسئولة عن الزراعة والأمن الغذائى فى الوطن العربى جهودا ً مقدرة الإسهام فى معالجة معوقات الزراعة العربية والتصدى لآثارها والتخفيف من مضاعفاتها حيث نفذت المنظمة (776 ) دراسة قومية وقطرية ونحو (1421 ) مشروعا قوميا ً وقطريا ً و ( 1405 ) دورة تدريبية قومية وقطرية إستفاد منها نحو ( 27 ) ألف كادر عربى ومنحت درجة الدبلوم لحوالى ( 1500 ) دارس بالمعهد العربى التقنى للزراعة والثروة السمكية وقدمت نحو ( 776 ) إستشارة ومعونة فنية". وأضاف أنه فى إطار دعم جهود الحكومات العربية فى مناطق النزاعات لتحقيق التنمية من أجل السلام والإستقرار تمكنت المنظمة – وبمبادرة منها من إعداد البرنامج العربى للتنمية الزراعية والريفية المتكاملة والمستدامة فى ولايات دارفور والذى يتم تنفيذه فى إطار الآلية المشتركة بين جامعة الدول العربية والحكومة السودانية و هذا البرنامج الذى يضم ستة مشروعات تنموية قد حقق نجاحات مقدرة حتى اللحظة فى المكونات التى تم تنفيذها ويتحدث عنها ويشيد بها المسؤولون والمختصون فى ولايات دارفور المستفيدة وشدد الزدجالى ان هذا الامر " يدفعنا إلى الإستمرار فى تنفيذ هذا البرنامج وبرامج أخرى ذات علاقة تحقق تطلعات الجميع وعلى رأسهم الحكومة السودانية وأهل دارفور". واضاف قائلا: "وفى إطار التعاون العربى الأفريقى وفقت المنظمة فى إستضافة ورئاسة اللجنة التوجيهية لوحدة تسهيل خطة العمل المشتركة حول التنمية الزراعية والأمن الغذائى فى أفريقيا والعالم العربى" وقال: "أن المنظمة تستشرف العقد الخامس من عمر المنظمة متزودة بتجارب العقود السابقة وبالخبرات المتراكمة للمنظمة فى مختلف مجالات التنمية الزراعية والأمن الغذائى". واضاف قائلا وسوف لن نألوا جهدا ً فى تفعيل خططنا السنوية لتفى بمتطلبات المرحلة فى حدود الإمكانيات المتاحة بالتركيز على التنمية الريفية المستدامة والحد من الفقر وتنمية الموارد البشرية وسنعمل على تجويد الأداء وبسط اللامركزية من خلال تفعيل عمل المكاتب الإقليمية الأربعة للمنظمة وتعزيز التعاون مع المنظمات والهيئات والمؤسسات العربية والإقليمية والدولية العاملة فى مجالات الزراعة والغذاء وسنحرص على تحقيق تواجد عربى فاعل ومؤثر فى المنابر والمنتديات الإقليمية والدولية الخاصة بقضايا الزراعة والأمن الغذائى وعلى توحيد رؤى ومواقف الدول العربية تجاه المواضيع المطروحة على جداول أعمالها بما يعود بالنفع على الزراعة والأمن الغذائى العربى". كما ستبذل المنظمة جهودا ً حثيثة لتعظيم دورها كبيت الخبرة العربى فى المجال الزراعى والغذائى حيث إكتسبت خلال سنواتها الماضية ومن خلال المهنية العالمية التى نفذت بها مشروعاتها التعاقدية وإكتسبت سمعة طيبة فى كافة المحافل العربية والإليمية والدولية، مؤكدا عزم المنظمة المؤكد على وضع المنظمة فى المستحق من المكانة فى منظومة التنمية الزراعية العربية.