خلافا لتوصياتها السابقة للمرة الأولى من 13 سنة .. أكدت أحدث التوصيات الطبية للأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، التي تعتبر من أهم المرجعيات الطبية لطب الأطفال، على الفوائد الصحية لعملية الختان تفوق بشكل واضح خطورتها؛ ولكنها في الوقت نفسه لم تلزم الآباء بإجرائها بشكل روتيني وتركت الأمر لتقدير الآباء، وكانت التوصيات السابقة للأكاديمية تشير إلى أن عملية الختان غير ضرورية. وأوضح د. هاني رمزي عوض فوائد الختان، حسب التوصيات الأمريكية الحديثة، فإنه يرى ضرورات طبية كثيرة لإجرائها وهي النظافة الشخصية، إذ يمكن أن تحدث الإصابات بالتهابات الجلد سواء البكتيرية أو الفطرية المتعددة بنسبة أكثر في الرجال غير المختتنين أكثر من أقرانهم، فضلا عن أن فرص التهابات القضيب والإصابة بالحكة والفطريات في الرجال المختتنين أقل، حيث إن تنظيف القضيب أسهل كثيرا في المختتنين، خاصة الأطفال قبل عمر الخامسة. كما تبين أيضا أن الأطفال الذكور المختتنين نادرا ما يعانون التهاب المسالك البولية (UTI)، خاصة في العام الأول من عمر الطفل (تعتبر الإصابة بالتهاب المسالك خطيرة وتستوجب الحجز في المستشفى إذا حدثت للطفل في عامه الأول)، وتبلغ فرص إصابة الطفل غير المختتن بالتهاب المسالك البولية نحو 10 مرات أكثر من الطفل المختتن؛ ولكن حتى مع زيادة فرص الإصابة نجد أن نسبة العدوى لا تتعدى ال1% من الأطفال غير المختتنين. وأضافت أن فرص الذكور المختتنين أقل من غيرهم للإصابة بمرض سرطان القضيب (نسبة حدوث سرطان القضيب نادرة الحدوث بشكل عام سواء في المختتنين أو غيرهم). كما وجدت دراسة أفريقية أن السيدات اللاتي يتزوجن رجالا مختتنين تقل فرص الإصابة بأحد الفيروسات التي تصيب عنق الرحم وهو الفيروس الحليمي البشري human papillomavirus الذي يمكن لبعض الأنواع منه لاحقا أن تكون سببا في الإصابة بسرطان عنق الرحم. بينما كشفت دراسة أفريقية أخرى أن الرجال المختتنين تقل نسبة انتشار مرض الإيدز HIV إلى زوجاتهم أكثر من غيرهم، وجاءت هذه الدراسة بعد متابعة الكثير من الرجال في جنوب أفريقيا، خاصة في الأعوام الثلاثة الأخيرة، وإن كان البعض يعتقد أن هذه الدراسة لا تنطبق على كل الرجال بشكل عام وهي خاصة بسكان أفريقيا أكثر من بقية سكان العالم، فضلا عن قلة فرص الإصابة ونقل الأمراض الجنسية sexually transmitted diseases في الرجال المختتنين عن غيرهم.