أكدت مستشارة الرئيس المصري للشئون الثقافية سكينة فؤاد أن الثورة المضادة لجريدة "البيان الإماراتية" أن مشاركة المرأة في المواقع القيادية والمحليات "ليس عطاء ولا منحة" من أحد وإنما هو ثمرة كفاح طويل ونضال متواصل، مؤكدا أن الثورة المضادة لا تزال قادرة على إدارة حلقة جديدة من حلقات التآمر ضد مصالح بلادها. وأعربت فؤاد عن أملها أن تزداد مشاركة المرأة بشكل أكبر في الحياة السياسية مستقبلا، مشيرة إلى أن خير ضامن لحرية الإبداع هم المصريون أنفسهم، نافية إمكانية التضييق على هذه الحريات في ظل الإسلاميين. وعن دور المرأة في الحياة السياسية في ظل التخوفات التي تنتابها تزامنًا مع الصعود السياسي لفصائل التيار الإسلامي المختلفة قالت فؤاد: الإسلام لا يسعى إلى تهميش دور المرأة وليس أصدق من ذلك أن المرأة في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) والخلفاء الراشدين كانت شريكاً في كل شيء في إدارة الشؤون الطبية والإفتاء وحتى الحروب فلم تتخلف المرأة أبداً في ظل الحكم الإسلامي الصحيح ومن ثم فالفهم الصحيح للإسلام هو أضمن وسيلة لكي تحصل المرأة على كافة حقوقها في المجتمع. واستطردت: مصر تمتلئ بالعديد من السيدات ذوات الكفاءة وتعييني كمستشارة للرئيس لا يعني سوى استكمال لتمثيل المرأة في المجتمع فبالنسبة إليّ هذا المنصب هو تتويج لكفاحي في العمل العام على مدى أعوام طويلة، أما مجتمعياً فهو يعني أن المرأة تستطيع أن تؤدي دوراً محترماً يخدم مجتمعها كما أؤكد أن مشاركة المرأة في المواقع القيادية والمحليات ليس عطاء ولا منحة من أحد ولكنه نتيجة كفاح طويل ونضال متواصل ومن ثم فوجود المرأة في منصب مستشار الرئيس هو أمر مهم يؤكد أن مشاركة المرأة احدى عناصر القوة لأنها نصف المجتمع وشريكة في النصف الآخر وإن كنت أتمنى أن تكون نسبة هذه المشاركة أكثر من ذلك. حرية الإبداع وباعتبارها مسؤولة عن ملف الإبداع بمؤسسة الرئاسة قالت: حرية الإبداع هي إحدى أساسيات حقوق الإنسان كما أنه لا تعارض بين الإبداع والإسلام وإنما العكس هو الصحيح، أما عن الضمانات فهي إيمان المجتمع المصري بحرية الإبداع باعتباره أحد أسس الهوية الحضارية وهو ما يقف في وجه أي شخص يحاول أن يمس هذا الأساس. الفيلم المسيء وعن الاحتجاجات التي شهدتها مصر بشأن الفيلم المسيء للإسلام قالت: أؤكد رفضي لأي إهانة يتعرض لها نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم رغم أنه لا يمكن لأي شخص أن ينال من قيمة أشرف الخلق كما أنني أؤمن بأهمية الغضب والاعتراض على مثل هذه الأفعال، فالاعتراض هو أمر مشروع 100 في المئة، أما ما حدث فهو عبارة عن مواجهات غير مبررة بين المتظاهرين ورجال الأمن، الذين ليس لهم أي دخل في القضية سوى أنهم يقومون بحماية السفارة الأميركية ويعملون على حفظ الأمن في محيطها، فالمشهد كان موجعًا ويستدعي السؤال إذا كان مئة يهودي دفعوا خمسة ملايين دولار ليكذبوا ويتطاولوا على الإسلام ورسوله الكريم فهل يكون الحرق والتخريب هو رد فعل بعض أبنائه ليقدموا صورته وحضارته واستنارته للعالم؟. وأكدت مستشارة الرئيس المصري أن صدام المتظاهرين مع الشرطة لا يمت للإسلام بصلة ويحدث في ظروف اقتصادية صعبة تمر بها البلاد فالاشتباكات في ميدان التحرير ومحيط السفارة الأميركية أعادت للأذهان مشاهد الكر والفر في الأيام التي عاشتها مصر بلا قيادة أو بقيادة الثورة المضادة واختلاط الثوار الحقيقيين بميليشيات البلطجة، فهذا الجنون الذي دار أمام السفارة الأميركية لبضعة أيام يعلن أن مصر لاتزال بلا قيادة تستطيع أن تمسك بزمام الأمور وأن الثورة المضادة لاتزال قادرة على إدارة حلقة جديدة من حلقات التآمر والدم، فمصر بها من الفساد والاستبداد ما يكفي لتحويل أي حدث أو أزمة إلى حرائق وحروب أهلية، وهو أمر لا يستفيد منه سوى أتباع الثورة المضادة من أركان النظام السابق والذين حتى الآن لم تتم محاسبتهم سواء على ما نهبوه من أموال أو على ما قاموا به من دور في قتل ضحايا الوطن. رد الفعل الرسمي وأبدت مستشارة الرئيس المصري أسفها إزاء رد الفعل الرسمي حيال قضية الفيلم المسيء للإسلام قائلة إنّ هذه الأزمة أظهرت أن هناك تقصيرا في كل قيادات الدولة وبخاصة مؤسسة الأزهر فالواقع يقول إن الخطاب الديني لا يتعدى كونه صراخًا بعيدًا تمامًا عن ترشيد واستثمار ما لدى الشباب من طاقات عاطفية عظيمة ناحية دينهم ورسولهم فما أكثر الشباب الذين غضبوا معبرين عن مشاعر حقيقية تستحق الاحترام والحماية من ضربهم بالخرطوش أما عن دور السفارات والقنصليات في الخارج فحدث ولا حرج عن تقصير هذه المؤسسات وعدم قدرتها على اتخاذ أي موقف مشهود في محاسبة المسؤولين عن هذا الفيلم، أو حتى في مواجهة تلك الممارسات الساقطة التي تخرج عن مقتضيات الأديان السماوية.