لقطة من فيلم » مولود فى25 يناير« الربيع العربي والأحداث التي يعيشها العالم طبعت بتأثيرها علي مهرجان دبي السينمائي الدولي لعام 1102 في عروض الافلام التي شاركت بها، فقد لعبت الأحداث السياسة دوراً هاما في نسبة المشاهدة سواء للأعلاميين المشاركين أو جمهور المهرجان، وإن غلبت عليها طابع الافلام الوثائقية، منها افلام ثورة 52 يناير المصرية والتونسية. أفلام »نصف ثورة« لكريم الحكيم وعمر شرقاوي والذي كان فيه تصوير الفيلم حتي نهاية شهر مارس ثم رحيل مخرجي الفيلم إلي فرنسا لجنسيتهم الفرنسية والفلسطينية، وفيلم »مولود في 52 يناير« للمخرج أحمد رشوان والذي يصور فيه الفيلم منذ بداية الثورة وحتي انتخابات مجلسي الشعب والشوري لينتهي الفيلم بتخوف صعود الاسلاميين علي مستقبل مصر من الناحية السينمائية والسياحية والاقتصادية مشيرا في نهاية الفيلم ان الثورة مستمرة ولن تنتهي الا بخروج مصر آمنة، وفيلم »ميدان التحرير« للمخرج الفرنسي ستيفانو سافونا والذي يعرض فيه مشاعر الامل والغضب والاحباط التي تصيب ابطال فيلمه الثلاثة، أثناء مشاركتهم مع آلاف المصريين، في أهم حدث في تاريخ مصر المعاصر، وهو الثورة علي النظام البائد التي دامت اسبوعين، ويوثق الفيلم الأحداث الواقعة لكفاحهم، طلبا للحرية حيث يسلط الفيلم الضوء علي نقاشات الشباب المصري بشأن المستقبل الذي بدأت تتضح معالمه، بالنظر إلي التقدم الذي حققته الجماعات الإسلامية بقيادة جماعة الإخوان المسلمين، في أول انتخابات حرة في مصر. وحول الثورة التونسية، يوثق فيلم »لاخوف بعد اليوم« للمخرج التونسي مراد بن شيخ، ردود فعل مدونة ومحامية حقوقية وصحفي خلال المراحل الأخيرة من الثورة، بعدما فقدت قوات الامن السيطرة علي الشوارع، وتناقش المحامية راضية نصراوي الاحداث الدائرة اثناء تناولها الطعام مع أصدقائها في مطعم للغداء. ولم تخل المشاركة من افلام الخيال العلمي منها الخيال العلمي »الدخيل« للمخرج ماجد الانصاري، قصة شخصين يشهدان تحطم مركبة فضائية، عندما كانا يقودان سيارتهما، علي طريق ناء في دولة الامارات، فيما يحكي فيلم »رائحة الجنة« للمخرج محمد سويدان، قصة صائغ مجوهرات قديم، من سكان دبي المحليين، يزوره رجل غريب، لايمكن لأحد، غير الصائغ، أن يراه، وفيلم »بصيرة« للمخرجين أحمد زين وناصر اليعقوبي، وهو نسخة معدلة عن الفيلم الوثائقي، الذي تم عرضه في »مهرجان الخليج السينمائي الرابع«، وفي وقت سابق، من العام ويروي الفيلم قصة سماك عجوز، فاقد للبصر، لكنه يري بقلبه وبصيرته، وفيلم »موت بطئ« للمخرج جمال سالم، والذي حاز علي شهادة تقدير في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة، ضمن فعاليات مهرجان الخليج السينمائي 1102 ويحكي هذا الفيلم، قصة حفار قبور، تتم إحالته إلي التعاقد، بعد 03 عاماً من الخدمة. الكوميديا والرومانسية وكانت من الأفلام التي جذبت الجمهور وصفق له النقاد فيلم »الأحفاد« حيث يقدم جورج كلوني دوراً مهماً في فيلمه الذي عرض في مهرجان دبي والذي يعتبر أهم أفلام الكوميديا السوداء في الوقت الحالي لما يمر به العالم من مشكلات اجتماعية وابتعاد رب الأسرة عن منزله وانشغاله الدائم بالعمل مما يهدد بانفصال العائلة وكأنها تنفرط كعقد اللولي، يرصد الفيلم حياة شخصية »مات كينج« التي جسدها كلوني الذي يبتعد عن أسرته لانشغاله الدائم بأعماله في مدينة أخري ومع ذلك تصفه زوجته دائماً بالبخل، وسبب عودته إلي عائلته هو تعرض زوجته لحادث أدخلها غيبوبة تفقد حياتها فيها. أما في فيلم »واحد صحيح« الذي أخرجه هادي الباجوري ولعب دور البطولة فيه هاني سلامة ورانيا يوسف وعمرو يوسف وكندا علوش وياسمين الريس وكتبه تامر حبيب فقد صور الفيلم الرومانسية السوداء في علاقة الرجل الوسيم بمن حوله من النساء التي تمتلك المشكلات منذ بداية الفيلم حتي نهايته حيث يصور الفيلم طبقة الأغنياء والتي يشتهر بكتابتها المؤلف تامر حبيب والذي يدور حول مهندس الديكور الناجح غير المستقر في حياته الاجتماعية لالتفاف العديد من النساء حوله، بداية من الحب القديم الحقيقي للقبطية أميرة والتي تجسدها كندا علوش مروراً بالحب من طرف واحد لمريم والتي تجسدها ياسمين الريس ثم اكتشافه لقصة حب من أقرب أصدقائه التي تقوم بدورها بسمة وأخيراً المرأة المثالية كما يراها في رانيا يوسف، وفي النهاية لم يستقر علي واحدة منهم. الرجل الأول فيلم »الرجل الأول« وهو من أهم الأفلام التي عرضت في مهرجان دبي السينمائي حيث تأتي أهمية هذا الفيلم بعد العثور علي هذه الرواية لألبير كامي بعد كتابتها منذ خمسين عاماً، وتم تحويلها إلي فيلم سينمائي، للمخرج الايطالي الكبير جياني أميليو وتدور أحداثها في الجزائر، في الخسمينيات، حين تتنافس المجتمعات فيما بينها، بعد نضالها وكفاحها لنيل الاستقلال، ويتتبع الفيلم خطي الكاتب الروائي جاك كومري عند عودته إلي الجزائر لزيارة أمه العجوز، في رحلة تحيي ذكرياته القديمة السعيدة في الوقت الحاضر المؤلم الذي يعيشه بالفعل.