هل أصبحت القاهرة حلبة سباق سيارات كبيرة؟ وإذا كانت شوارعنا أصبحت مجرد ميدان سباق، ألا يجدر بوزارة الداخلية باعتبارها المسئولة عن أمن وسلامة الأرواح والمرور فى الشوارع، أن تعلن أماكن ومواعيد إجراء السباق حتى يتجنب الناس السير داخل حلبة السباق معرضين أنفسهم لخطر الإصابة والموت؟ السؤال مشروع، فبعد مجزرة المطار التى تسبب فيها شاب من أفراد الأسرة الحاكمة فى قطر فى مصرع 5 مصريين وإصابة 14 آخرين، أدىسباق جديد بين شيخين قطريين شابين إلى صدم شاب يدعى هشام سيد تم نقله إلى المستشفى. أحد الشابين المتسببين في الحادث هو إبراهيم أحمد بن حسن آل ثاني ويدرس في أكاديمية النقل البحري بالإسكندرية. كما توفى الطفل مصطفى دسوقي الذي صدمه شاب كويتي أثناء تسابقه بسيارته مع 4 كويتيين آخرين، حيث فوجئ سكان المهندسين أثناء توجههم لصلاة الفجر بخمس سيارات تحمل أرقام الكويت وجمرك السويس قيادة الكويتيين: عبدالله مطر، وعلي مطر، ومحمد سلمان، وعبدالله العجمي، وعادل عقلة، ويتسابقون بها في شارع جامعة الدول العربية، وبعد لحظات صدمت إحدى السيارات الخمس الطفل مصطفى دسوقي (10 سنوات) أثناء توجهه لصلاة الفجر بالمسجد. الحوادث كلها تؤكد انفلات عيار الشوارع وحالة التراخى المرورى التى وصلت إلى الذروة، والمؤكد أن سجل مصر المرورى هو أحد أسوأ السجلات فى العالم، بعد أن أصبحت الفوضى فى شوارعنا هى القاعدة، وهى فوضى تقودها سيارات الشرطة التى تقف فى الممنوع وتسير عكس اتجاه السير فى كل الشوارع، وتزيدها تدهورا سيارات النقل التى تؤدى خدمات لجهات سيادية تحصل بموجبها على تصاريح بتجاوز السرعات المقررة، ومع ملاحظة أن حالتها الميكانيكية وحالة الطرق لا تسمح بهذه السرعات، ما يؤدى إلى مذابح يومية على الطرق، ولن نتحدث عن المواكب الرسمية وما يحدث بسببها من مهازل. كل هذا أدى إلى ترسيخ الاستهانة بقواعد المرور فى مصر، وأصبح السير فى شوارعنا مخاطرة يدفع المواطن ثمنها ويتحمل تبعتها. ويا عزيزى اللواء "حبيب العادلى" وزير الداخلية: كيف يثق المواطن فى جدية رجل المرور وهو يحرر له "مخالفة حزام" بينما هو يرى سيارة بستائر سوداء تنطلق إلأى جواره متجاوزة كل السرعات والقواعد؟