فشل اللقاء الذي تم بمقر مشيخة الأزهر بين الدكتور سيد طنطاوي شيخ الأزهر والسيد ريتشارد دوني السفير الأمريكي بالقاهرة فى نزع فتيل الأزمة التي شابت العلاقات بين الطرفين في الفترة الأخيرة بعد رفض السفارة الأمريكية منح تأشيرة دخول للشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، وما تلاه من قيام شيخ الأزهر بإصدار تعليمات بعدم التعامل مع لجنة الحريات الدينية الأمريكية التابعة لوزارة الخارجية عقابا لها علي رفض أعطاء التأشيرة للأطرش وتعامل مع السلطات الأمريكية بجفاء مع المبعوثين من الأزهر الشريف. حاول "دوني" تحميل الأزهر مسئولية عدم منح الأطرش التأشيرة لأنه تأخر في طلبها قبل 90 يوما من موعد الحصول عليها، طبقا للقواعد المعمول بها في السفارة الأمريكية، وأشار "دونى" إلى أن هناك فتاوى عدائية من علماء أزهريين مثل: إباحة قتال الأمريكيين في العراق، وعدم إباحة إيداع المسلمين لأموالهم في البنوك الأمريكية، وتحريم الزواج من أمريكية أو الاستماع لقناة الحرة، واعتبار القوات الأمريكية في العراق عدوا للمسلمين قتاله فرض عين. معتبرا هذه الفتاوى هي المسئولة عن تشويه صورة الأزهر لدي الإدارة الأمريكية. وأبلغ "دوني" د. طنطاوي تعهد الولاياتالمتحدة عدم تكرار واقعة رفض منح تأشيرة وتحسين معاملة علماء الأزهر المبعوثين إلي الأراضي الأمريكية في المستقبل. من ناحيته انتقد شيخ الأزهر بشدة خلال المقابلة إصرار واشنطن علي إصدار انطباعاتها عن الإسلام من خلال وسائل إعلام مشبوهة لا ترغب في وجود علاقات حسنة بين المسلمين والولاياتالمتحدة، علاوة علي كونها جاهلة بمبادئ الإسلام، رافضاً أي اتهامات بأن مناهج التعليم الأزهري تحض علي الإرهاب والعنف، مؤكدا أن هذه المناهج تحث علي التسامح والمودة. ونبه الشيخ طنطاوي السفير دوني إلي أن الأزهر سيستمر علي سياساته الرافضة لإرسال دعاة للولايات المتحدة إذا لم تقدم واشنطن ضمانات جدية لتحسين معاملاتهم والمحافظة علي كرامتهم وعدم تعرضهم للإهانة، وفى ختام المقابلة، اتفق الطرفان علي معاودة اللقاءات لنزع فتيل التوتر. على جانب آخر ، أكد شيخ الازهر أن الازهر يرفض أن تفرض عليه أى جهة مناهج معينة أو إجراء تعديلات فيما هو قائم من مناهج سواء من الداخل او الخارج. وقال شيخ الازهر فى ندوة حديث القرآن عن العلم والعلماء التى عقدت أمس بجامعة الزقازيق بحضور رئيسها الدكتور ماهر الدمياطى والمستشار يحيى عبدالمجيد محافظ الشرقية إنه تحدث مع مسئولين كثيرين بالدول الغربية وغيرها، ولم يجرؤ احد منهم على السؤال عن المناهج والتى يؤلفها فى جانبها الشرعى علماء من الازهر، وتعتمد فى المواد الثقافية على مناهج وزارة التربية والتعليم. ورفض شيخ الازهر الإدعاءات بان الازهر يساند محاولات التغريب وطمس الهوية فى المناهج الدينية، مؤكدا استمرارالازهر فى ممارسة دوره التاريخى على مستوى العالم الاسلامى وغيره . وقال ان مصر الأزهر تتحمل نفقات تعليم وإعاشة اكثر من 30 الف طالب وطالبة بمدينة البعوث الإسلامية يمثلون اكثر من 100 دولة، وأن المناهج الشرعية بالأزهر وخطة الدراسة به تتضمن من 10الى 15 حصة اسبوعيا لتحفيظ القرأن فى المرحلة الابتدائية، وانه لابد من حفظ القرآن الكريم باكمله قبل ان يدخل الطالب الجامعة. وأشار الدكتور طنطاوى شيخ الازهر الى انه رفض فى الاسبوع قبل الماضى دخول 15الف نسخة من كتاب وافد من الولاياتالمتحدة لتدريسه بالجامعة الامريكية بالقاهرة لوجود اساءة واضحة للاسلام بمحتوياته ورفض محاولات مسئولى الجامعة تمرير الكتاب . وأكد ان الازهر هو من يحمى الدين ويحمى الاسلام ويحمى العقول المسلمة، وهو من يقول ان الإسلام هو الحل ، وليس هؤلاء الذين يدعون وصايتهم على الاسلام والمسلمين دون علم منهم ، في إشارة إلى انتقادات بعض أعضاء البرلمان من الإخوان المسلمين له ، مطالبا اى عالم بتحرى الصدق عندما يكتب اى شئ. وأكد انه يقبل أى نقد طالما كان بناء، ولكنه يرفض الإتهامات غير الصحيحة خاصة اذا كانت ممن يدعون انهم حماة الاسلام، ويدعوهم للقائه بمكتبه المفتوح طوال اليوم لتفنيد دعاواهم خاصة اذا كان مثل كتاب الازهر بين الواقع وافاق المستقبل الذى يوزع بالمجان لاثارة البلبلة والفتنة بين صفوف المسلمين .