لم أندهش من ظهور فيلم شيطانى جديد يحاول المساس من رسولنا الكريم "ص"، مبعوث الرحمة للعالمين، وقد شاهدته ووجدته أحقر من أن يرد عليه، ولكننا ندرك أن معاداة الإسلام تاريخية، توثقها مئات الحروب ضد الإسلام كعقيدة سمحاء نظمت المجتمعات والعلاقات الإنسانية والكونية، وضد أبناء هذا الدين القيم، ولن ينتهى هذا العداء حتى تقوم الساعة، طالما تواجد متربحون من الفساد فى الأرض من اليهود والنصارى والملحدين ومن المسلمين أنفسهم الذين حملوا من الإسلام اسمه فقط، هؤلاء جميعًا الذين يحصدون المليارات من مصادر تجارة وتعاملات تحرمها شريعة الإسلام كبيع الخمور، المخدرات، الخنازير، كازينوهات القمار، تجارة الرقيق الأبيض، تجارة صناعة الإرهاب، أصحاب البنوك الربوية، وغيرها من المؤسسات التى تعتمد على تعاملات يحرمها الإسلام. إذ يقف وراء هذه المؤسسات مئات الملايين من المستفيدين فى العالم، وهؤلاء يرون فى الإسلام عدوًا حقيقيًا لهم، ليس لأنه خاتم الأديان ولأن الدين عند الله هو الإسلام، بل كرهًا لتعاليمه التى تحث على الخلق ونبذ الشهوات، وتحريم الخمر والميسر والزنا ولحم الخنزير، فلو لم يحرم الإسلام كل هذه الأشياء، لما تناوله أحد من هؤلاء بسوء، ولما تطاولوا عليه أو اقتربوا منه من قريب أو بعيد، وهذه هى إشكاليتهم الأولى مع الإسلام فى تاريخنا المعاصر.. ومن هنا أصبح أى هجوم على الإسلام لضرب مقدساته ورموزه مكسبًا لهؤلاء، ويحرك لديهم الأمل فى فتح مزيد من الأسواق أمام تجارتهم الحرام فى بلدان يعيش بها أكثر من 6و1 مليار مسلم، فضرب الإسلام يشكل لهم مكسبًا هائلاً، يضاف إلى ذلك أن هؤلاء أصبح لديهم محصلة تجارب، وهى أن المساس بالإسلام يكسبهم الشهرة، حتى لو كانوا مجرد نفايات فى الأرض لم يسمع عنهم أحد، فسلمان رشدى دخل التاريخ بآياته الشيطانية، الدنماركى كورت ويسترجارد، الهولندى اليمينى جريت فان خيلدرز، وقبله تيو فان خوخ المخرج النكرة، كل هؤلاء لم يدخلوا عالم الشهر إلا بعد إساءتهم للإسلام، وهكذا يا سادة أصبح كل باحث عن شهرة عالمية يتطاول على الإسلام، لنطبل نحن ونصرخ ونحرق ونصاب بالجنون، رغم أن مواجهة هذا يمكن أن تتم بوقفة احتجاجية إسلامية عامة فى يوم واحد للرفض بدلاً من التخريب والقتل والحرق والظهور بهذا المظهر الذى يمنحهم عصا جديدة لضربنا، وقبل كل هذا إيجاد مشروع ثقافى إسلامى عالمى لتبصير العالم بحقيقة الإسلام وسيرة رسوله. وإننى أتساءل، أين مشروعنا الثقافى الإسلامى؟، ماذا فعل المسلمون الحقيقيون حتى منذ أحداث 11 سبتمبر التى ضربت نتائجها الإسلام بعنف، وأين أموال المسلمين لتمويل هذا المشروع؟، المسلمون ليسوا فقراء، ولكن يبدو أنهم بخلاء على دينهم، فيما يسخو أعداء الإسلام فى مشروعاتهم لضرب الإسلام، فكم كتابًا ترجم للغات العالم حول سيرة الرسول الحقيقية، كم فيلمًا تم إنتاجه إسلاميًا - عربيًا للسينما أو حتى فى عالم كرتون الأطفال حول حياة الرسول، أليس من باب أولى أن يتم عمل أفلام مصرية – عربية إسلامية مشتركة ويتم "دبلجتها" على غرار فيلمى عمر المختار والناصر صلاح الدين؟، مع إضافة ممثلين عالميين إليها لإكسابها الشهرة العالمية، ولنقطع بها الطريق على هؤلاء بنفس السلاح، أليست سيرة الرسول أفضل من سيرة إبراهيم الأبيض وغيره من قصص البلطجية وتجار المخدرات أو قصص العرى التى تلهث حولها صناعة السينما العربية؟، وأقسم أنه لو وهب منتج أمواله لوجه الله ولوجه رسولنا الكريم لإنتاج ولو فيلم كل عام عن حياة الرسول، لحقق الربح والشهرة أكثر من الأفلام الهابطة، فعفوًا سيدى.. رسولنا الكريم صلوات الله عليك وسلامه، نحن المخطئون فى حقك فلا بكاء ولا عويل.. بل عمل من خلال مشروع ثقافى إسلامى عالمى لمواجهة السم بالدواء، وليس بالسم، ولتبدأ بسرعة.