تواصلت المواقف النيابية والحركات الشعبية الكويتية المستنكرة للفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، مشددة على ضرورة إيصال رسالة غضب واستهجان للولايات المتحدة الأميركية والضغط عليها؛ لمعاقبة المسيئين والمسئولين عن استفزاز مشاعر المسلمين والتطاول على مقام الرسول. وأعرب نواب مجلس الأمة المبطل عن بالغ الاستنكار لهذا الفعل المشين، طالبوا بعدم الانجرار وراء أعمال عنف، كاقتحام السفارات والتعرض للأبرياء، كما طالبوا بأن تضع الدول الإسلامية صندوقًا ماليًّا تشرف عليه الهيئة الخيرية العالمية؛ لنشر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ودعوته والدفاع عن مقامه، وعلى جمعية المحامين الكويتية بالتعاون مع منظمات المحامين المسلمين في العالم، المبادرة برفع دعاوى قضائية على كل من يسيء إلى مقام رسول الإسلام، وتداعي نقابات الفنانين والإعلاميين لإقامة تحالف إعلامي، وبإقامة برامج إعلامية عالمية وسينمائية للانتصار لمقام الرسول الأكرم. ودعوا إلى قيام منظمات حقوق الإنسان في الدول الاسلامية بمخاطبة الأممالمتحدة ومنظمات حقوق الإنسان عالميًّا؛ لإدانة التعرض للمقدسات الإسلامية، وأن يكون لوزراء الخارجية دور نوعي، بالاستعانة بمجموعات ضغط في أمريكا وأوروبا لتوجيه الرأي العام إيجابًا في نصرة رسول الإسلام، ورفضوا اقتحام السفارات أو التعرض للأبرياء؛ لأن ذلك لا يمثل انتصارًا لمقام الرسول صلى الله عليه وسلم. كما استنكر عدد من الجمعيات المدنية والحركات الإسلامية والفعاليات الدينية ما قام به منتج فيلم أمريكي أساء فيه للرسول صلى الله عليه وسلم، مؤكدين أن هذه الإساءة جزء من الإستراتيجية الأمريكية التي تهدف إلى ضرب الدين ورموزه ومقدساته، ومحاولة لحرف الأنظار عن الصحوة الإسلامية، وفي الوقت الذي أعلنت فيه تلك الجمعيات والفعاليات الدينية رفضها الشديد للتعدي على مقام النبي الكريم والمقدسات الإسلامية، أعلنوا شجبهم واستنكارهم الشديد لمقتل السفير الأمريكي وبعض موظفي السفارة في ليبيا، مؤكدين رفضهم للعنف وإراقة الدماء وقتل الأبرياء المدنيين بجريرة غيرهم، وطالبت تلك الجمعيات والحركات في بيانات متفرقة الولاياتالمتحدة بالعمل على إيقاف وتجريم أي حملة تؤجج الحقد بين المسلمين وأمريكا. وكانت الكويت قد شهدت الليلة الماضية تجمعًا سلميًّا حول السفارة الأمريكية، هو الثالث من نوعه منذ اندلاع الاحتجاجات التي أثارها الفيلم، كما استنكرت الكويت وأدانت بشدة قيام مجموعة غير مسئولة بإنتاج فيلم يتضمن إساءة مشينة ومتعمدة بحق نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وبحق الدين الإسلامي الحنيف. وشدد مصدر بوزارة الخارجية على أن الكويت تنبذ كل الأعمال التي تتعرض للأديان ولرموزها، وتعرب عن قلقها البالغ إزاء ردود الفعل العنيفة التي وقعت في عدد من الدول ضد المصالح الأميركية وغيرها، مشيرًا إلى أن الكويت باشرت ومنذ البداية اتصالاتها مع المسئولين في منظمة التعاون الإسلامي ودعتهم إلى إدانة هذا العمل المشين، والسعي على الفور لدى منظمة الأممالمتحدة لاستصدار قرارات حاسمة وملزمة تمنع المساس بالرموز والأديان السماوية وتجسد التقارب والحوار واحترام الأديان.