حقيقة يشهد عليها التاريخ، وتقرها الجغرافيا، ويعلمها يقينًا أعداء مصر العروبة والإسلام قبل أحبائها والمقدرين لقيمتها ومكانتها، هى أن مصر هى القلب النابض الحى لأمتيها العربية والإسلامية، بنهضتها تنهضان، وبكبوتها تكبوان، وانطلاقًا من واقع هذه الحقيقة فقد تعرضت مصر وتتعرض لمخططات سوداء ضارية خبيثة لطمس هويتها العربية، ومحو جوهرها الإسلامى منذ بدايات التاريخ الحديث، محاولات ومخططات دأبت عليها القوى الاستعمارية الصليبية منذ الحملة الفرنسية ثم الاحتلال الإنجليزى، ثم الاحتلال الذى ورثته دولة الشيطان الأكبر: الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقد سارت هذه المخططات فى مسارين متوازيين يتجهان إلى الغاية ذاتها، وهى سلب مصر من عروبتها وإسلامها، وتجريدها من مقومات دورها الرائد لأمتها العربية وعالمها الإسلامى، وكان أول هذين المسارين هو سعى حثيث لإخضاع مصر عن طريق التدخل فى القرار السياسى بالقبض على مقومات اقتصادها، سواء أكان ذلك لعبًا بورقة المعونة أم بالميزان التجارى المختل الذى يجعل مصر رويدًا رويدًا معتمدة فى كل شىء على التكنولوجيا والصناعة الأمريكية. وقد تمثل المسار الثانى فى حركة تنصيرية معادية وحقود، وجدت بيئتها الخصبة فى عصر مبارك الفاسد الذى كان عونًا لهذه الحركة على وطنه ودينه؛ بما أفسح لرموز وفعاليات هذه الحركة الشيطانية أوسع المجال.. وقد كانت كنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية هى مركز القلب من هذه الحركة ولها النشاط الأوسع فيها، برعاية وتوجيه وتخطيط القس سامح موريس تلميذ المنصر الأول فى مصر منيسى عبد النور.. ومع إشراقة الثورة المصرية على أرض مصر، ومع اكتساح الحركات الإسلامية لنتائج الانتخابات البرلمانية والرئاسية، كشهادة من المصريين على إسلامية مصر، وإعلانًا صريحًا لاستمساكهم بثوابت هويتهم الإسلامية، فى الوقت نفسه الذى أعلنت هذه النتائج عن دحر كل هذه المحاولات المشبوهة لتنصير مصر أو علمنتها أو صبغها بصبغات الليبرالية الغربية، بما أصاب كل مخططات تنصير مصر أو تغريبها فى مقتل، فانفلتت حركات التنصير والتغريب من عقالها وصارت ردود أفعالها سافرة فجة معلنة ومتخبطة أيضًا، وبعض شواهد ذلك: ما كان يجرى وما زال من تعاون وتحالف وثيق بين السفارة الأمريكية فى مصر وإدارة الشرق الأدنى فى الخارجية الأمريكية من جهة، وبين الكنيسة الإنجيلية بزعامة سامح موريس من جهة أخرى.. وشاهد صارخ آخر على هذا التعاون الوثيق بين الإدارة الأمريكية وسفارتها وبين كنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية ذات الدور التنصيرى المشبوه، يتمثل فى زيارة عضو الكونجرس الأمريكى "فرانك وولف" صاحب مشروع القانون الأمريكى السافر الوقح لما يسمى بحماية الأقليات الدينية فى مصر، بما كان يتضمنه من وضع المجتمع المصرى والسياسة المصرية تحت رقابة وهيمنة وتوجيه الشيطان الأمريكى الأكبر فى شأن هذا الملف الخطير الحساس، وبما كان يلوح به من فرض عقوبات عسكرية واقتصادية وسياسية على مصر، إذ قام فرانك وولف – الذى يستدعى اسمه إلى الذهن نوعًا من الكلاب ترقى أخلاقياته عن أخلاقيات هذا ال (وولف) – بزيارة رفيق مخططاته منيسى عبد النور قبل زيارته لرأس الفساد فى مصر مبارك!. وفى محاولة أخرى مستميتة من كنيسة قصر الدوبارة ومن سامح موريس ركوب قطار الثورة المصرية، واستغلال تدفقها العارم لمصلحة مخططاته التنصيرية، فقد استحدث سامح موريس أسلوبًا جديدًا تمثل فى دعوة شباب الثورة المعروفين بتوجههم العلمانى والليبرالى المناوئ والمعادى لحركات الإسلام السياسى الواثبة والمستحوذة على هوى مصر، لتنظيم مؤتمراتهم وفعالياتهم التحريضية ضد الإسلاميين. هذه بعض من شواهد سقناها للتدليل على ما تتعرض له مصر من حيل ومخططات يتواطأ عليها سامح موريس وكنيسته الإنجيلية (كنيسة قصر الدوبارة) مع السفارة الأمريكية والخارجية الأمريكية، بغرض بث سموم التنصير والتغريب فى مصر عبثًا بنسيجها الاجتماعى المصطبغ بالإسلام دينًا وهوية وتراثًا. وقد أفصحت مصر كل الإفصاح فى انتخابات برلمانها لما بعد الثورة ثم فى انتخابات رئاستها عن تمسكها بهذه الصبغة الإسلامية راسخة الجذور مديدة الفروع فى التاريخ والجغرافيا على السواء.. ولأن (العصافير) الغيورة على صالح الوطن كثيرة، فقد أخبرتنى إحداها أن سامح موريس قد عاود فى الفترة الأخيرة نشاطه التنصيرى المحموم المسموم، وأنه يتخذ لذلك النشاط سبلاً أخرى سوف نفصح عنها فى حين آخر. لهذا تبقى كلمة يمليها على القلم حرص وغيرة على الوطن وبصيرة بصالحه وما ينفعه، وهى كلمة تأمل أن تجد صدىً فى أذن المدعو سامح موريس ومن على شاكلته، والذين أغشت قلوبهم سحب حقد أسود وطائفية عمياء فنقول له – ولهم - بإخلاص نية وقصد للوطن ولأبنائه: كفاك عبثًا وإثارة للمشكلات والفتن بين أبناء مصر، كفاك تحريضًا للمصريين بعضهم على بعض بما تستميل منهم من أصحاب التيارات العلمانية والليبرالية وتستعدى بهم على الحركات الإسلامية.. كفاك من صلات مشبوهة بالسفارة الأمريكية والإدارة الأمريكية التى يعلم المصريون أنها يومًا لم تكن تريد خيرًا بمصر ولا بالمصريين مسلميهم وأقباطهم.. كفاك تجعل من كنيسة قصر الدوبارة بؤرة لهذا المخطط المشبوه الموتور الطائفى لتقسيم البلاد وشق وحدة أبنائها. هذه هى النصيحة بالحسنى، والتى درجنا عليها وعلمتنا إياها روح مصر المتسامحة، ونرجو أن تجد عندك أذنًا تسمع وتعى.