أثار تلويح حزب «تيار الكرامة»، الذي يقوده حمدين صباحي، المرشح الرئاسي الأسبق، باحتمالية تجميده نشاطه السياسي، جدلاً على الساحة السياسية. وكتب الحزب عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «في ظل هذا المشهد العبثي والذي لا يسمح بأي مسار عاقل لإدارة الدولة في إطار من التعددية يحافظ على وحدة المصريين بتنوعهم، ويسمح للمجتمع بقواه الحية أن تتفاعل معا في إطار قانوني ودستوري، فإننا في حزب تيار الكرامة يأبى ضميرنا الوطني المشاركة في مثل هكذا مشهد، ما قد يدفعنا إلى إعلان تجميد النشاط الحزبي». وأوضح أنه «لن يقبل أن يتحوّل إلى قطعة ديكور لتزيين المشهد»، مستنكرًا بشدة ما وصفها بممارسات «التضييق على الأحزاب ومحاصرتها والقبض على أعضائها». ونوه بأن «هذا البيان ليس إعلان عن تجميد النشاط الحزبي»، مشيرًا إلى أن «تيّار الكرامة سيبحث مع شركائه في الحركة المدنية والتيار الديمقراطي فكرة تجميد النشاط الحزبي وإعلان موقف جماعي، في حال استمرار السياسات التي يمارسها النظام الحالي ضد القوى المدنية والسياسية». «المصريون»، تواصلت مع عدد من قيادات حزب «تيار الكرامة»، للحصول على تفاصيل أكثر حول البيان ولمعرفة الخطوات والإجراءات القادمة غير أنهم رفضوا التعليق، قائلين: «لن نعلق ليس هناك إعلام وليس هناك حرية». وقال المهندس محمد سامي، رئيس حزب الكرامة، إن «كل ما قيل عن تجميد حزب الكرامة لنشاطه هو مجرد مناقشات تدور داخل أروقة الحزب، وأنه كرئيس للحزب يحترم كافة الآراء، مؤكدًا أنه ليس من سلطة رئيس الحزب أو مكتبة السياسي اتخاذ قرار من هذا النوع دون الرجوع لقواعد الحزب متمثلة في مؤتمره العام». وأضاف في بيان له، أنه «لم يجئ في بيان الحزب أي إشارة لتجميد نشاطه فعليًا وأن الأمور كلها محل تشاور داخل مؤسسات الحزب وخارجه مع شركائنا في التيار الديمقراطي والأحزاب الصديقة لاتخاذ قرار جماعي»، لافتًا إلى أن أي قرار يتخذه الحزب يضع أمام عينيه المصلحة العامة قبل أي شيء آخر. من جهته، قال حزب مستقبل وطن، إنه «استمرارًا لمسلسل سقوط الأقنعة واستمرارًا لظهور أعوان الجماعات الإرهابية بين الوقت والآخر، يخرج علينا اليوم حزب تيار الكرامة ببيان هزلي مؤسف». وأضاف أن «ما يحتويه بيان ذاك التيار لا يستحق عناء الرد عليه ولكن علينا جميعا أن نذكرهم بمن أتى بالإرهاب يومًا ليحكم مصر ونذكرهم أيضًا بمن تحالف مع الإرهاب على مصر، وأن ما يفعلوه اليوم ما هو إلا حلقة من حلقات خيانتهم للوطن وتآمرهم عليه». وأكد في بيان، أن ما تعيشه الآن مصر من تعددية حزبية وتنوع سياسي حقيقي ظهر واضحًا في كافة الاستحقاقات السياسية السابقة ويعد دليلًا على عدم صحة تلك الادعاءات التي تحاول جاهدة النيل من وطن بات قويًا. وأشار إلى أن «تلك الأصوات التي تخرج علينا من المتآمرين خارج البلاد أو الخونة داخلها ما هي إلا محاولة فاشلة لتعطيل مرحلة الحصاد والعودة بنا إلى لحظات كنا نخشى فيها على أرواحنا وعائلاتنا وقبل ذلك وطننا» إلى ذلك، أدان حزب الحرية المصري، البيان الصادر عن حزب تيار الكرامة، وما بدر منه من تصريحات حول المناخ السياسي في مصر وأنه لا يتيح العمل في إطار من التعددية يحافظ على وحدة المصريين بتنوعهم. وأكد أحمد مهنى، الأمين العام للحزب، أن هذه البيانات تخدم الأجندات الخارجية، وتعطي فرصة كبيرة لمن يريدون هدم الدولة المصرية من العملاء والخونة، مشيرًا إلى أن الوطن يحتاج إلى الاصطفاف والتكاتف من أجل الاستقرار والتنمية واستكمال مسيرة البناء والعمل. الأمين العام للحزب، أشار إلى أن مصر تمر في هذه الفترة بأحسن حالات الممارسة السياسية الحزبية، وأن الأحزاب تحظى بقدر كبير من الديمقراطية والشفافية في الحوار، وفي مشاركة الدولة للجميع بكل شفافية بداية من المواطن البسيط إلى القيادات الحزبية والشبابية، مشيرًا إلى أن «الأحزاب تطالب بالمزيد من الدعم والفرص لاستكمال خططها إلا أننا نسير في خطى ديمقراطية سريعة». وناشد جميع القيادات السياسية والحزبية أن يحرصوا جيدًا على مواقفهم تجاه بلدهم خلال هذه المرحلة الحرجة والمحفوفة بالمخاطر، حتى تستطيع الخروج من نفق المؤامرات والإرهاب إلى التنمية والازدهار. فيما، وصف المهندس أسامة الشاهد، القائم بأعمال رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية، بيان حزب تيار الكرامة بأنه بيان متربص تفوح منه رائحة القبح السياسي، مضيفًا «وهو بيان يستهدف ضرب استقرار الوطن وإيقاظ فتنة ملعونة لإثارة البلبلة، متناسين أن شعب مصر بات الآن أكثر وعيًا وإدراكًا لكل ما يحيط بدولته من إخطار ومؤامرات تستهدف كيانها الوجودي». وتساءل في بيان له: «أين هو نشاط حزب تيار الكرامة الذي يريد تجميده؟، ماذا قدم للحياة السياسية في مصر؟، أين مقراته بالقاهرة والمحافظات؟، من هم كوادره وقياداته؟، ماذا فعل للشباب؟، هل عقد لهم يومًا ما أي دورات تدريبية وتثقيفية؟». وتابع: «للأسف إنهم مجرد نفر من الناس لا ترى منهم سوى تنظير وأبواق حنجورية تحرض وتسكب الزيت على نار الفتنة لا يهمهم وطن ولا يشغل بالهم أمن واستقرار يتاجرون بالشعارات ويرفعون الباطل ويزيفون الحق لتحقيق مكاسب رخيصة حتى ولو كان ذلك بالرقص على جثة الوطن.. ولكن هيهات لهم هيهات أن ينالوا ما يريدون». وأضاف الشاهد: «مصر الآن باتت دولة قوية مستقرة بفضل وعي شعبها وقوة جيشها وبسالة شرطتها لذا أقول لتيار الكرامة وأعوانهم: المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين فاحذروا غضبة شعب مصر فمن يحاول أن يمسك الشمعة من شعلتها قطعًا ستحترق يده فلا تزينوا القبح ولا تصفقوا للباطل ولا تتعاملوا مع وطنكم وكأنكم أجراء واعلموا أن حساب الشعب سيكون عسير وإن غدًا لناظره قريب». وقال ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل، قال إن بيان الكرامة غير مدروس إضافة إلى أن اختيار التوقيت خاطئ، لا سيما أنه يأتي في وقت تطل فيه مخططات ومحاولات لتخريب الوطن، منوهًا بأن تلك المخططات تقف ورائها أجهزة ودول. وأضاف ل«المصريون»، أن الأحزاب كلها جزء من الدولة وكذلك من النظام وذلك وفقًا للدستور، ومن ثم يجب عدم اتخاذ مثل هذه القرارات في هذا الوقت الحرج التي تمر به البلاد. وأوضح أنه أيًا كانت حالة الغضب التي تعتري الحزب وقياداته فإنه لا يصح صدور مثل هذا البيان، خاصة أن هناك من سيستغله للتشهير بالدولة المصرية ونشر الأكاذيب والشائعات حولها. رئيس حزب الجيل، طالب قيادات حزب تيار الكرامة بالتراجع والعدول عن ذلك القرار الخاطئ والتعاطي مع الواقع، متابعًا: «الدولة اتخذت خلال الفترة الماضية قرارات إستراتيجية فيما يخص القضية الفلسطينية ورفضت صفقة القرن وبالتالي لابد من الوقوف خلفها». وأكد أن الظرف السياسي والتاريخي يحتم على كل القوى الوطنية الاصطفاف في مواجهة الإرهاب، وفض أي تشابكات من شأنها المساس باستقلال الأحزاب والقوى السياسية عن سيطرة المنظمات الحقوقية، والتي أثرت بممارساتها على شكل الممارسات السياسية للأحزاب، وتحولت معها الأحزاب إلى أشكال من الاحتجاج والمزايدة والاستسهال السياسي، بحسب بيان للحزب.