محور صفط اللبن، أو «محور الموت» كما بات يشتهر أصبح مصيدة للموت، مع كثرة وقوع الحوادث التي تحصد الأرواح، في ظل المنحنيات الكثيرة التي تتخلله، والتي لا يتعامل معها قائدو السيارات بالحذر المطلوب، وتكون غالبًا هي السبب وراء الحوادث المميتة التي تقع على فترات متقاربة، وكان آخرها حادث سقوط ميكروباص اليوم من أعلى المحور، ما أدى إلى وفاة 8 من الركاب وإصابة 4 آخرين، نتيجة اختلال عجلة القيادة في يد قائد الميكروباص. وأعلن الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة والسكان لشؤون الإعلام والمتحدث الرسمي للوزارة، أنه فور وقوع الحادث، جرى الدفع ب7 سيارات إسعاف مجهزة نقلت المصابين وحالات الوفاة كافة إلى مستشفى بولاق الدكرور العام. وأشار إلى أن الإصابات تراوحت ما بين اشتباه ما بعد الارتجاج وجرح قطعي في الرأس وخلع بالكتف، مؤكدًة أن جميع المصابين يتلقون العلاج والرعاية اللازمة بالمستشفى. وأمس، أصيب شخص بكسور وكدمات، جراء حادث سير أعلى محور صفط اللبن، وتم نقله إلى المستشفى العام لتلقي العلاج، حيث تلقت غرفة مرور الجيزة إشارة من غرفة النجدة بوقوع حادث سير أعلى المحور، وبالانتقال والفحص تبين أنه أثناء عبور الضحية الطريق صدمته سيارة مسرعة. وفي يونيو الماضي، لقيت سيدة مصرعها وأصيب 2 آخرين في حادث تصادم سيارتين أعلى محور صفط اللبن اتجاه منطقة ثروت والجامعة، أدى إلى توقف حركة المرور. وفي ديسمبر الماضي، لقيت ربة منزل وابنتها مصرعهما، إثر حادث تصادم أعلى الكوبري، وكشفت التحقيقات وقتها، عن أنه أثناء تواجد الضحايا أعلى الكوبري اصطدم بهما سائق سيارة ميكروباص، ما أسفر عن مصرعهما، وتم إلقاء القبض على سائق السيارة الميكروباص، والتحفظ عليه وعرضه على النيابة. وفي أغسطس الماضي، شهد المحور، حادث انقلاب سيارة ملاكي، نتج عنه إصابة شخصين، أصيب أحدهما بجرح قطعي باليد والكتف الأيمن، فيما أصيب الأخر بخلع في الكتف الأيسر. وفي نوفمبر الماضي، لقي شخصان مصرعهما، إثر سقوط سور حديدي عليهما من أعلى محور كوبري صفط اللبن ببولاق الدكرور. وفي إبريل 2018، سقط "ميني باص" من أعلى المحور ما أسفر عن إصابة قائده، وتوقف حركة المرور، وتهشم واجهة محل تجاري بالمنطقة. وكشفت المعاينة أن السيارة اخترقت الحاجز الخرساني للكوبري، وسقطت على كشك خشبي، ما أدى إلى تحطمه، من دون إصابة أحد من الأهالي. الدكتور عماد نبيل، أستاذ الطرق والنقل الدولي، قال إن "محور صفط اللبن من المعروف أن به منحنيات كثيرة، وبالتالي لابد من تهدئة السرعة عليه"، مشيرًا إلى أن "كثيرًا من السائقين يسيرون عليه بسرعات مرتفعة فيما أنه من المفترض أن تكون 40 ك/ الساعة". وأضاف ل «المصريون»، أن "هناك ما يطلق عليه علميًا «النقط السوداء»، إذا وقعت ثلاثة حوادث كل خمس سنوات في نفس المنطقة، فعندئذ يطلق عليها «نقطة سوداء». وتابع: «لذا يجب تشكيل لجنة من الخبراء المختصين لدراسة أسباب الحوادث المتكررة فوق محور صفط؛ لمعرفة أسباب ذلك، وما إذا كان لتصميم الكوبري علاقة بها، وإذا كان الأمر متعلقًا السرعة الزائدة أو رعونة السائقين فهذه مسألة أخرى». خبير النقل شدد على أنه «للحد من الحوادث على المحور، لابد من استخدام وسائل تهدئة مثل المطبات، التي تُعد من أسوء الوسائل، والأفضل استخدام الحديد أو السيراميك أو غيرها من الوسائل الأكثر أمانًا». وقال اللواء أحمد الخشب، عضو لجنة النقل والمواصلات بالبرلمان، إن «الحوادث تقع بكثرة على مثل هذه الطرق، نتيجة السرعة المفرطة من السائقين، إضافة إلى تعاطي البعض للمواد المخدرة». وأضاف ل«المصريون»: «هناك سائقون لا يحملون رخصة قيادة؛ نظرًا لكونهم غير مؤهلين، غير أنهم يضربون بذلك عرض الحائط، ما يؤدي إلى وقوع الحوادث التي يروح ضحيتها العشرات في بعض الأحيان». عضو لجنة النقل بالبرلمان، أشار إلى أن «سوء حالة الطرق على هذا المحور وغيره تًعد أحد العوامل المتسببة في وقوع تلك الحوادث»، لافتًا إلى أن «غياب اللافتات والإرشادات تأتي ضمن العوامل المتسببة في تكرار الحوادث». كان محمد إسماعيل، عضو لجنة الإسكان بمجلس النواب، ألقى بيانًا عاجلًا خلال إحدى جلسات البرلمان، اليوم، حول محور صفط اللبن والحوادث اليومية المتزايدة عليه مما جعل المواطنين يطلقون عليه «محور الموت»، على حد قوله. وقال «إسماعيل» في بيانه، إن محور صفط اللبن به أخطاء هندسية وهناك مطالبات بإغلاق المحور حتى إجراء الإصلاحات المطلوبة، مشيرًا إلى أن المطلوب للإصلاحات تكلفة نحو 20 مليون جنيه، مطالبًا بوضع إرشادات على الطريق أيضًا. واشتكى عضو لجنة الإسكان، من الحوادث التي تتم على محور «صفط اللبن– الجامعة»، قائلًا «يطلق عليه محور الموت ولابد من التحرك الحاسم من الحكومة بوقف تلك الحوادث المتوالية». وطبقًا لتقرير منظمة الصحة العالمي في عام 2016، جاءت مصر ضمن أسوأ 10 دول في العالم من حيث ارتفاع معدلات حوادث الطرق التي تؤدى إلى الوفاة.