لم يكد البيت الأبيض يعلن استقالة المبعوث الأمريكي الخاص للسلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، حتى بدأت التكهنات، داخليا ودوليا، بشأن تولي "آفي بوركويتز" المهمة في مرحلة حرجة. وتحدث مصدر في الإدارة الأمريكية لموقع "الحرة" أن آفي بوركويتز، الساعد الأيمن لصهر الرئيس الأمريكي وأحد كبار مستشاريه جاريد كوشنر، سيتولى عمليا هذا المنصب. وتأتي هذه التأكيدات رغم أن البيت الأبيض اكتفى، في بيان استقالة غرينبلات، بالإشارة فقط إلى أن بوركويتز "سيضطلع بدور أكبر" في فريق خطة السلام، إلى جانب المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون إيران، برايان هوك. وفي المرحلة الراهنة لا يمكن التأكيد إن كان ترامب سيمنحه رسميا صفة "مبعوث خاص لشؤون المفاوضات الدولية"، التي كان يحظى بها غرينبلات. ** من هو آفي بوركويتز؟ تربط بوركويتز، (30 عاما)، علاقة صداقة مع كوشنر الذي ضمه إلى فريق حملة ترامب الانتخابية عام 2016، مباشرة بعد تخرجه من كلية القانون في جامعة هارفرد. كنائب لمساعد الرئيس، شارك بوركويتز في اجتماعات ومشاورات حساسة في البيت الأبيض حول سياسات الشرق الأوسط، شملت قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. كما حرص كوشنر على اصطحابه خلال جولة شرق أوسطية، في فبراير/ شباط الماضي، تحضيرا لورشة المنامة الاقتصادية. في عام 2017، نقلت لمحة شخصية عن بوركويتز على موقع "بيزنس إنسايدر" عن المتحدثة السابقة للبيت الأبيض هوب هيكس قولها إن "من مهام بوركويتز الرئيسية تقديم الدعم اللوجستي يوميا مثل إحضار القهوة وترتيب المواعيد". ودفعت قلة خبرته السياسية بعض خبراء سياسيات الشرق الأوسط المخضرمين كالمبعوث الأمريكي السابق مارتن إنديك، إلى التشكيك في قدرته على ملء الفراغ الذي سيتركه غرينبلات. ورغم أن غرينبلات نفسه لم تكن له خبرة كبيرة في مجال السياسة الخارجية، فإن إنديك رأى أن استبداله بهذا الشاب سيكون بمثابة "خفض في منزلة هذا المنصب". نورمان رول، الباحث في مركز بولفر للعلوم والشؤون الدولية في جامعة هارفرد، اعتبر أنه " من السذاجة الاعتقاد بأن شخصين فقط في البيت الأبيض يتحملان مسؤولية وضع الاستراتيجية المتعلقة بالسلام في الشرق الأوسط". وأوضح أن "فريقا كبيرا يشمل دبلوماسيين محنكين في وزارة الخارجية، يشاركون في عملية صنع القرار". وفي السياق نفسه، أكد مسؤولو البيت الأبيض أن "مغادرة غرينبلات لمنصبه تزامنت مع اكتمال خطة السلام، التي ستعلن في الموعد المناسب". موعد تأجل مرات عدة ولأسباب مختلفة كان آخرها فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تشكيل حكومة ائتلافية، ما دفع إلى إجراء جولة ثانية من الانتخابات العامة. ويرى محللون أن التعيين المفاجئ لبوركويتز جاء بهدف استبداله بسهولة في حال فشلت خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط المعروفة بصفقة القرن، خاصة وأن العملية قوبلت بانتقاد واسع حتى الآن. وجاء إعلان وزير الخارجية مايك بومبيو أن ترامب قد يكشف خطة السلام خلال أسابيع، ليؤكد عزم الإدارة الأمريكية على نشر تفاصيل شقها السياسي بعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة في 17 من الشهر الجاري. و"صفقة القرن"، خطة سلام أمريكية مرتقبة للشرق الأوسط، يتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين، بمساعدة دول عربية، على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل، خاصة بشأن وضع مدينة القدس وحق عودة اللاجئين وحدود الدولة الفلسطينية المأمولة. وفي يونيو/ حزيران الماضي، جرى الكشف عن الشق الاقتصادي من الخطة خلال مؤتمر عقده مستشار ترامب وصهره، جاريد كوشنر، بالعاصمة البحرينية المنامة. ويهدف هذا الجانب لضخ استثمارات على شكل منح وقروض مدعومة في فلسطين والأردن ومصر ولبنان بقيمة إجمالية تقدر ب 50 مليار دولار.