السبكي: الرياضة تعطى من يصرف عليها.. «محروس»: الاعتماد على أبطال العالم طريقنا لمزيد من الإنجازات.. و«عبدالعاطي»: ما حدث نتاج خطوات منظمة ومعسكرات خارجية قوية بعد نحو أكثر من شهرين على الخروج «المُحبط» للمنتخب الوطني من دور ال16 لبطولة كأس أمم إفريقيا، التي استضافتها مصر؛ وجد الجمهور في منتخب آخر لم ينل الاهتمام بقدر فريق كرة القدم ما يستحق متابعته وتشجيعه، وهو منتخب مصر لكرة اليد بفئاته الثلاث كبارًا وشبابًا وناشئين. فرحة المصريين بمستوى لاعبي منتخب كرة اليد للناشئين تحت 19 سنة وفوزهم بكأس العالم أسعدت الجماهير المصرية التي حزنت بشدة من الخروج المبكر للمنتخب الأول لكرة القدم من «كان 2019»، فيما وظّف بعض المتابعين والخبراء هذا الإنجاز للهجوم على لاعبي منتخب القدم، وسط مقارنات بين الرّوح العالية والعزيمة بين لاعبي المنتخبين. وصادف، أن العام الذي شهد إخفاقًا كبيرًا للمنتخب الأكثر شعبية كان هو «العام الاستثنائي» في تاريخ لعبة كرة اليد في مصر الذي بدأ عام 1957؛ إذ حصل منتخب الكبار على المركز الثامن في بطولة كأس العالم بالدنمارك، يناير الماضي، بعد غياب منذ بطولة 2001. أما منتخب مصر للشباب فحصل، في يوليو الماضي، على برونزية كأس العالم بإسبانيا بعد غياب أيضًا منذ تتويجه بكأس العالم عام 1993، ليأتي منتخب الناشئين بإنجازه الأكبر وحصوله على كأس العالم. هذا الإنجاز يقتضي تسليط الضوء على التجربة المصرية الناجحة في رياضة كان الكثيرون يعتبرونها من «رياضات الظل»، ومع ذلك تحقق فيها ما يفوق بمراحل ما حققناه في كرة القدم، التي تحظى بأغلب الاهتمام والدعم. ويرى باسم السبكى، المدير الفنى للزمالك، أن «ما حققته كرة اليد المصرية على صعيد الناشئين والشباب هو إنجاز بكل المقاييس». وأشار إلى أن «هذا الإنجاز يرجع إلى خطة الاتحاد في إعداد الناشئين، والأجهزة الفنية، والذي بدأ قبل عامين لمنتخبي 98 و2000»، لافتًا إلى أن «الرياضة حاليًا أصبحت تعطى من يصرف عليها ويعطيها حقها». وقال «السبكى»، فى تصريحات إلى «المصريون»، إن «ما يفعله الناشئون والشباب يدل على أن مصر لديها الإمكانيات البشرية التى تنتج وتبدع وتتفوق على نفسها وعلى غيرها من المنافسين، عندما يتوفر لها المناخ المناسب». وطالب السبكي بضرورة الحفاظ على كلا المنتخبين (الشباب والناشئين) حتى الوصول إلى المنتخب الأول مع استمرار الدعم المقدم للاعبين، والتحضير بنفس الدرجة من الحرفية الموجودة حاليًا. طارق محروس، مدرب منتخب الشباب، صاحب الميدالية البرونزية الذى تولى مؤخرًا تدريب أهلي جدة السعودي، قال إن «هذا الإنجاز نتيجة جهد مجلس إدارة الاتحاد مع لجنة الفرق القومية برئاسة علاء السيد». وأضاف: «الاحتكاك القوى بمدارس مختلفة فى فترة الإعداد حقق المردود المطلوب ووصل باللاعبين إلى مرحلة عدم الخوف من الكبار وكسب الثقة». وطالب «محروس» بضرورة الاعتماد على الناشئين والشباب خلال المرحلة المقبلة، ودخولهم فى المنتخب الأول للحفاظ عليهم للوقوف على المنصة فى 2021. بينما قال وائل عبدالعاطى، مدرب منتخب الشباب السابق ورئيس جهاز نادى الزهور الحالى ل«المصريون»، إن «هذا الإنجاز نتاج خطوات منظمة من الاتحاد وإقامة معسكرات قوية خارج مصر». وأشار «عبدالعاطى» إلى الحنكة فى اختيار المدربين أصحاب الخبرات على أعلى مستوى لنقل خبراتهم التى وضحت على اللاعبين، معتبرًا أن هذا الإنجاز جاء فى وقته لطمأنة الشعب المصرى قبل تنظيم مونديال 2021. عفت رشاد، رئيس لجنة المدربين في الاتحاد المصري لكرة اليد، قال إن «تفوق اللاعبين المصريين الشّباب في البطولات العالمية أخيرًا ليس وليد اللحظة ولم يجيء صدفة، بل تحقّق بعد سنوات من الإعداد المميز والتخطيط، وتنفيذ استراتيجية واضحة ومحكمة لتطوير اللعبة في مصر». وأضاف: «إعداد لاعبي مصر في كرة اليد يبدأ مبكرًا، إذ يلعب في البراعم لمدة 5 سنوات في مرحلة (كرة اليد المصغرة)، ثم ينتقل منها للعب في مراحل سنية أكبر لمدة 6 سنوات، حتى المرحلة العمرية الأقل من 19 سنة، وجميع هذه المراحل العمرية تخضع لمعايير دقيقة في التدريبات والمباريات، إذ يُجبر المدربون على اتّباع أحدث الطّرق العالمية في التدريب والتغذية واللياقة». وتابع: «أثبتت استراتيجية انتقاء اللاعبين المميزين فاعليتها خلال السنوات الماضية، حيث يُنتقى اللاعبون من جميع المدارس الإعدادية والثانوية في المدن المصرية عبر «مشروع العمالقة والموهوبين». وأوضح رشاد أنّ «انتقاء اللاعبين يتم وفق أسس علمية محدّدة، بناء على المقياس البدني والجسماني للاعب، ومدى تطوره في اللعبة». وأضاف أنّ اتحاد كرة اليد المصري ينتهج سياسة فريدة لتعويض ضعف هذه القاعدة بسبب العوامل المادية، عبر تفعيل وتكثيف برنامج التدريب للاعبي المنتخب بجميع المراحل العمرية من خلال 5 وحدات تدريبية كل أسبوع. ويرى رشاد أنّ لعبة كرة اليد ينتظرها مستقبل مشرق في مصر خلال الفترة المقبلة، وبالتالي فإنّه إذا وُسّعت قاعدتها في المحافظات المختلفة سيسهم ذلك في حصول الفراعنة على بطولات العالم الكبرى في المستقبل. بينما كشف المدير الإداري لمنتخب مصر لكرة اليد للناشئين محمد عبدالمنعم عن أسباب حصد لقب بطولة كأس العالم التي أقيمت في مقدونيا، وعوامل اختيار اللاعبين. وقال: «عملنا على اختيار أفضل اللاعبين في هذه السن، ثم قمنا بالإعداد الجيد عبر المباريات المكثفة مع مدارس مختلفة، وضعنا هدفًا أمامنا للعمل على تحقيقه». وأضاف: «من الممكن أن تكون ناجحًا ولكن سوء التوفيق يجعلك تخسر كل شيء، وهذا بالتحديد ما يحدث في كرة اليد، فقد يقدم المنتخب أداءً عالميًا ويخرج على سبيل المثال من دور ال16، والصحافة والإعلام لن تلتفت أبدًا إلى أي مجهود قدمته، بل سيكون العنوان أن المنتخب فشل، لذلك التوفيق من الله عامل مهم جدًا وساعدنا على الفوز بكأس العالم».