تحل اليوم الذكرى ال35 على وفاة اللواء محمد نجيب، أول رئيس في تاريخ جمهورية مصر العربية، حيث توفي في 28 أغسطس عام 1984 عن عمر يناهز 83 عامًا؛ بعد إنهاء الملكية وإعلان الجمهورية في (18 يونيو 1953)، بعد نجاح ثورة 23 يوليو 1952 التي انتهت بعزل الملك فاروق ورحيله عن مصر. وتولى نجيب، منصب رئيس الوزراء في مصر خلال الفترة من (8 مارس 1954 18 أبريل 1954)، وتولى أيضاً منصب القائد العام للقوات المسلحة المصرية، ثم وزير الحربية عام 1952. ومحمد نجيب يوسف قطب القشلان من مواليد 19 فبراير 1901 بالخرطوم، والتحق بالمدرسة الابتدائية في وادى حلفا ثم التحق بكلية جوردون عام 1913، ثم التحق بالكلية الحربية عام 1917 وتخرج عام 1918، وفي نفس سن والده التحق بذات الكتيبة المصرية التي كان يعمل بها والده ليبدأ حياته كضابط في الجيش المصري بالكتيبة 17 مشاة . ومع قيام ثورة 1919أصر على المشاركة فيها على الرغم من مخالفة ذلك لقواعد الجيش؛ فسافر إلى القاهرة وجلس على سلالم بيت الأمة حاملاً علم مصر وبجواره مجموعة من الضباط الصغار. وانتقل نجيب، إلى سلاح الفرسان، وبعد إلغاء الكتيبة التي يخدم فيها، فانتقل إلى فرقة العربة الغربيةبالقاهرة عام1921. ودخل مدرسة البوليس لمدة شهرين، وخدم في أقسام شرطة ثم عاد مرة أخرى الى السودان 1922. والتحق نجيب، بعد ذلك بالحرس الملكي بالقاهرة في 28 أبريل1923، ثم انتقل إلى الفرقة الثامنة بالمعادي؛ بسبب تأييده للمناضلين السودانيين، وحصل على شهادة البكالوريا عام 1923، والتحق بكلية الحقوق ورقي إلى رتبة ملازم أول عام 1924، وكان يجيد اللغات الإنجليزية، والفرنسية، والإيطالية، والألمانية. وذكر نجيب، في مذكراته أنه تعلم العبرية أيضاً، في عام 1927 وكان محمد نجيب أول ضابط في الجيش المصري يحصل على ليسانس الحقوق، ودبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد السياسي عام 1929، ودبلوم آخر في الدراسات العليا في القانون الخاص عام 1931 وبدأ في إعداد رسالة الدكتوراه ولكن طبيعة عمله العسكري، وكثرة تنقلاته حالت دون إتمامها. رقي إلى رتبة يوزباشي "نقيب" في ديسمبر 1931، ونقل إلى سلاح الحدود عام 1934، ثم انتقل إلى العريش وكان ضمن اللجنة التي أشرفت على تنظيم الجيش المصري في الخرطوم بعد معاهدة 1936 ثم أسس مجلة الجيش المصري عام 1937 ورقي لرتبة الصاغ "رائد" في 6 مايو 1938 ورفض في ذلك العام القيام بتدريبات عسكرية مشتركة مع الإنجليز في مرسى مطروح. رقي نجيب، إلى رتبة عقيد في يونيو 1944، وفي تلك السنة عين حاكماً إقليمياً لسيناء، وفي عام 1947 كان مسؤولا عن مدافع الماكينة في العريش، ورقي لرتبة عميد عام 1948. كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وقتها بدأ في تشكيل تنظيم الضباط الأحرار منذ عام 1949؛ حيث تسببت هزيمة فلسطين في بث حالة من السخط والرغبة في القضاء على الإقطاع والفساد الداخلي، وإنشاء جيش قوي مع الالتزام في نظامه بالسرية المطلقة، وكان التنظيم يريد أن يقوده أحد الضباط الكبار لكي يحصل التنظيم على تأييد باقي الضباط وبالفعل عرض عبد الناصر الأمر على محمد نجيب فوافق على الفور. في 23 يوليه عام 1952، أعلن أول بيان للثورة باسم اللواء / محمد نجيب القائد العام للقوات المسلحة . ورقى الملك فاروق، نجيب، في 23 يوليه 1952م إلى رتبة الفريق مع منحه مرتبة وزير، ولكن محمد نجيب أعلن في 26 يوليه عن تنازله عن ذلك وظل برتبة اللواء. سافر محمد نجيب للإسكندرية في 25 يوليه ليسلم إنذار تنازل الملك فاروق عن العرش إلى علي ماهر الذي اختاره الضباط الأحرار رئيساً للوزارة - وكلفه الملك بتشكيلها في 24 يوليه ولكن زكريا محيى الدين - المكلف بحصار قصر الملك - طلب تأجيل هذه العملية لليوم التالي لإراحة الجنود بعد عناء السفر، وفى 26 يوليه 1952 قابل محمد نجيب ومعه جمال سالم وأنور السادات علي ماهر وسلمه الإنذار الموجه إلى الملك، وضرورة توقيعه على وثيقة التنازل عن العرش قبل الساعة الثانية عشر ظهرًا ومغادرة البلاد قبل الساعة السادسة مساءً والتنازل عن العرش للأمير أحمد فؤاد الثاني. بعد الإطاحة بالملك فاروق، واستقالة علي ماهر نتيجة للخلافات بينه وبين الضباط الأحرار، أصبح محمد نجيب رئيساً لمجلس قيادة الثورة، وشكل وزارته الأولى في 8 سبتمبر عام 1952، وتولى فيها منصب وزير الحربية والبحرية مع احتفاظه بالقيادة العامة للقوات المسلحة. وفي 18 يونيو 1953 أصبح نظام الحكم في مصر جمهورياً، وعين اللواء محمد نجيب أول رئيس لمصر، وبذلك تم إلغاء النظام الملكي وحكم أسرة محمد علي. وتمت إقالته من منصبه في 14 نوفمبر 1954، وظل تحت الإقامة الجبرية حتى وفاته في 28 أغسطس 1984. تزوج نجيب، من زينب أحمد، وأنجب منها ابنته سميحة التي توفيت وهي بالسنة النهائية بكلية الحقوق عام 1950، وبعد طلاقه منها تزوج من عائشة محمد لبيب، عام 1934 وأنجب منها ثلاث أبناء فاروق وعلي ويوسف.