توترات الشرق الأوسط ترفع سعر برميل النفط

كما هو متوقع، فقد تأثرت أسعار النفط بالأحداث الآنية، وكان آخرها زيادة حدة التوتر في منطقة الشرق الأوسط عقب قيام سفينة تابعة للبحرية الأمريكية بتدمير طائرة إيرانية بدون طيار في مضيق هرمز، وهو أحد النقاط الهامة في خريطة تدفق النفط على مستوى العالم.
حيث أشار تقرير للبحرية الأمريكية باقتراب طائرة إيرانية بدون طيار إلى حد مثل خطورة جسيمة على المدمرة، والتي قامت على الفور بإجراءاتها الدفاعية مما أدى إلى تدمير الطائرة، وفي خضم تلك الاتهامات الأمريكية للنظام الإيراني، نفت إيران علاقتها بالموضوع، وقال متحدث مسئول في الحكومة الإيرانية أنه ليس لدى إيران أي طائرات مفقودة.
وقد جاء خبر إسقاط الطائرة الإيرانية على لسان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أن هناك طائرة إيرانية من دون طيار قد اقتربت بشكل خطير من السفينة الحربية يو اس اس بوكسر أثناء سيرها وتواجدها في منطقة مضيق هرمز في المياه الدولية، وأن السفينة الحربية قدأرسلت نداءات متكررة للطائرة بالابتعاد، لكن الطائرة لم تبتعد، وواصلت اقترابها من السفينة بما يهدد سلامتها وسلامة الطاقم الموجود عليها، وكان لابد من تدميرها
وقد وصف الرئيس الأمريكي هذا التصرف بأنه تصرف عدواني واستفزازي تقوم به إيران ضد أحد الوحدات العسكرية الأمريكية، وأن تدمير الطائرة جاء كإجراء دفاعي في مواجهة مثل هذا السلوك العدواني.
وقد أدت هذه الحادثة إلى ارتفاع سعر النفط بحوالي 2? اليوم الجمعة، وكانت أسعار النفط الخام القياسية لا تزال في الحدود المتوقعة لأكبر انخفاض أسبوعي لها منذ سبعة أسابيع، حيث هبطت بشكل حاد في وقت سابق من الأسبوع بسبب الآمال في تخفيف التوترات في الشرق الأوسط بالإضافة إلى المخاوف من الطلب وتأثير العواصف المتضائلة.
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت LCOc1 1.17 دولار ، أو 1.9 ? ، إلى 63.10 دولار للبرميل بحلول الساعة 0505 بتوقيت جرينتش. انخفض برنت بنسبة 2.7 ? يوم الخميس ، وتراجع للجلسة الرابعة على التوالي ، وكان من المقرر انخفاض أسبوعي لأكثر من 5 ?.
ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط CLc1 83 سنتًا، أو 1.5?، عند 56.13 دولارًا للبرميل. وأغلقت منخفضة 2.6 ? في الجلسة السابقة ، وتوجهت إلى انخفاض أسبوعي لأكثر من 6 ?.
ومن الجدير بالذكر أن استطلاعات الخبراء تؤكدة على أن قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بتخفيض أسعار الفائدة بقوة لدعم الاقتصاد كانت من بين أسباب تحقيق مكاسب يوم الجمعة، وذلك حسب ما أورده اثنان من مسئولي الاحتياطي الفيدرالي والمؤثرين في القضية العامة المتعلقة بدعم الاقتصاد الأمريكي، ويؤكدون على أن البنك المركزي قد يقدم على تخفيض مزدوج في سعر الفائدة هذا الشهر كإجراء داعم للاقتصاد.
ويذكر أنه في وقت سابق، توقع رئيس هيئة الطاقة الدولية انخفاض الطلب على النفط الخام ليصل إلى 1.1 مليون برميل يوميا، وذلك بسبب تباطؤ معدل نمو الاقتصاد العالمي على خلفية التوتر في العلاقات التجارية الأمريكية الصينية.
على صعيد آخر، فقد عاد إنتاج النفط في حقول خليج المكسيك إلى معدلاته الطبيعية بعد أن توقف الإنتاج وأخليت المنصات في هذه المنطقة بسبب تعرضها لإعصار باري الأسبوع الماضي.
وقد نقلت أخبار عن وكالة رويترز من أن متحدثاً باسم وكالة الطاقة الدولية قد أوضح أن الوكالة قد تعمل على إحداث تقليص متصاعد إذا ظل الاقتصاد العالمي على نفس حاله من الضعف.
وعليه فإن المزيد من المخاوف الاقتصادية الكلية وعدم اليقين بشأن المناقشات التجارية، بالإضافة إلى عامل إمدادات الولايات المتحدة من النفط هو ما يعمل على التأثير على أسعار النفط الخام على مستوى العالم، ومن جهته، صدر تصريح من Bank of America بأن أي بداية للاستعداد للجلوس على طاولة حوار مشتركة تجمع الطرفين الأمريكي والإيراني، أو أية صفقة تجارية تجمع فيما بين أمريكا والصين، من شأنها أن تقلل بشكل ملحوظ من التقلب الكبير لأسعار النفط، لاسيما نفط برنت في نطاق يتراوح بين 60 و 67 دولاراً للبرميل الواحد.