تقوم صناعة السينما فى الغالب الأعظم (ويلحق بها التليفزيون)على الأسس التالية: 1- العُري: وهو عدم ارتداء الملابس وأحيانا يستخدم للإشارة إلى ارتداء ملابس أقل بكثير مما كان متوقعا من قبل ثقافة معينة، وبخاصة فى فضح الأجزاء الحميمة من الجلد عارية واستخدامات مماثلة. "عاري"، "عارية"، و"تجريد"، وعبارات أخرى لها نفس المعنى والهدف (أى التى لا تغطيها الملابس)، ولها مدلولات مختلفة ذاتية، وجزئيا اختلاف علم أصول الكلام. 2- القبلات: والقبلة المحرمة من زنا الجوارح. فالقبلة لا تعتبر زنا أكبر وهى داخلة فى الزنا الأصغر. روى البخارى ومسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة: العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه). 3- لمس المرأة الأجنبية: فيحرم على المسلم الإقدام على لمس امرأة لا تحل له ولو لم يصل ذلك إلى مرحلة الزنا الموجب للحد، وهذا يسمى زنا الجوارح، ويعتبر من كبائر الذنوب عند بعض أهل العلم، ففى "الزواجر عن اقتراف الكبائر" لابن حجر الهيتمي: الكبيرة الثانية والأربعون والثالثة والأربعون والرابعة والأربعون بعد المائتين: نظر الأجنبية بشهوة مع خوف فتنة، ولمسها كذلك، وكذا الخلوة بها بأن لم يكن معهما محرم لأحدهما يحتشمه. كان هذا بالنسبة لمجرد اللمس، فما بالكم بالأحضان الدافئة المقترنة بالقبلات الحارة الممزوجة بالتأوهات الداعرة وتمرير اليد على جسم الممثلة؟ إلخ إلخ إلخ... 4- الألفاظ الجنسية الخادشة للحياء والتى تُستخدم فيها التورية للإشارة إلى الأعضاء الجنسية وإلى الجماع ذاته. 5- الرقص البلدى!! وما يحيط به من ابتذال وفحش وعُرى.... 6- الرقص الأفرنجى الذى يلتصق فيه الرجل بالمرأة ويحيطها بذراعه وتحيطه بذراعها ويتهامسان بالشفتين وربما يتطور الأمر إلى قبلة حارة. 7- التعامل مع الخمر وكأنها شىء عادى فى حياة الناس. 8- حشد الكثير من هذه الأعمال بما يتجاوز المائة لإذاعتها فى شهر رمضان بالذات بالتحديد والأسباب معروفة. 9- أسس أخرى. ****** وقد سأل سائل عن حكم الإخراج السينمائى فكانت الإجابة كالآتى: فى الفتوى رقم 90152 من الأزهر ننقلها هنا باختصار ولمن يريد أن يرجع إليها كاملة على الرابط التالى: http://islamqa.info/ar/ref/90152 السؤال: أنا أود أن أصبح مخرجاً سينمائيّاً، فهل هذا يتعارض مع الشريعة الإسلامية؟ الإجابة: (إن معرفة واقع السينما اليوم يسهِّل علينا تعريفك بحكم التأليف والإنتاج والتمثيل والإخراج السينمائى، فهو واقع مزرٍ، ولا يكاد يخلو فيلم سينمائى – عربى أو أجنبى – من نشر للفاحشة والرذيلة والجريمة، فالأفلام مليئة بمشاهد الحب والعرى، وشرب الخمور، ومصادقة الأجنبيات وتقبيلهن، مع ما فيها من نشر جرائم الاغتصاب والسرقة والقتل، وهو ما أثَّر فى نفوس المشاهدين من الرجال والنساء والأطفال، وقد ذكر أهل الاختصاص فى تقاريرهم ما ينبئ عن خطر هذه الأفلام السينمائية على الخلق والدين والمجتمع والأسرة. ولذا كانت المساهمة فى ظهور هذه الأفلام مشاركة فى الإثم والعدوان، ولا يشك أحد له اطلاع على واقع هذه السينما فى تحريم إنتاجها وتمثيلها وإخراجها. وجاء فى "مجلة الأزهر" (26 - 442) ما نصه: (وبحْث مشكلة السينما فى مصر متشعب النواحى فقد تبحث باعتبارها فنّاً من الفنون، أو صناعة من الصناعات، أو أداة ووسيلة حيوية لتوجيه الشعب وتثقيفه وإرشاده، وهى الناحية التى سنعرض لها هنا لنتبين إلى أى مدى استطاعت السينما أن تحقق هذه الوظائف القومية فى المجتمع المصرى، وإن من يتابع الأفلام المصرية ويشاهد منها الكثير والكثير - وهى وفيرة العدد - ليخرج بحقيقة واحدة لا يستطيع عنها حوَلاً، وإن أكثر من المشاهدة والتدقيق وتعب فى الفحص والاختبار، هذه الحقيقة الوحيدة هى: أن هذه الأفلام قد فشلت فشلاً ذريعاً فى تحقيق الأهداف المذكورة، وعجزت عجزاً تامّاً عن أداء الوظائف الحيوية فى خدمة الإرشاد العام فى المجتمع المصرى، مؤثرة عناصر التجارة على عنصر التوجيه، ومطرحة لعنصر الفن، وضاربة الصفح إلا عن ابتزاز الأموال). ********* من المؤكد أن هناك أعمال فنية جديرة بالاحترام مثل مسلسل "أمير المؤمنين الخليفة عمر بن عبد العزيز"، ومسلسل "صلاح الدين الأيوبى" الذى أنتجه السوريون، ومسلسل "الملك فاروق"، ومسلسل "رأفت الهجان" بطولة الأستاذ محمود عبد العزيز والأستاذ يوسف شعبان، الذى كنت أحرص على متابعته فى كل مرة يذاع فيها، ولكن هذا ليس الغالب فى الأعمال الفنية، فمنها ما يتهكم على تعدد الزوجات، أو يتعامل مع فكرة المحلل وكأنها موجودة بالفعل فى الشريعة الإسلامية على خلاف الحقيقة، وكذلك التهكم على اللغة العربية ومعلميها الذين ربما يرتدون زى الأزهر الشريف، بإبرازهم بطريقة مثيرة للتهكم والسخرية وغير ذلك مما يعرفه القارئ. السؤال: هل هذا فن أم هو قُبح وشرّ مستطير؟ وهل الذين قاموا به مبدعون حقيقيون أم هم أشرار؟ هل الذين يقولون إنهم يستخدمون الجنس "أى المشاهد الجنسية الفاضحة" لخدمة الدراما يستحقون وصفهم بأنهم مبدعون؟ أم هم تجار جنس وداعرون؟ لقد انفجرت ثورة عارمة فى مصر وفى العالم العربى بعد أن قام بعض أقباط المهجر بالاشتراك بعض اليهود بإنتاج فيلم سينمائى فى أمريكا يتضمن إساءة باللغة للإسلام ونبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، والرئيس الأمريكى أوباما نفسه وكذلك السيدة هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية أدانا هذا العمل بشدة، ومازالت الاحتجاجات مستمرة وتطور الأمر فى ليبيا على اقتحام السفارة الأمريكية وقتل السفير الأمريكى وبعض العاملين بالسفارة. ماذا سيفعل "الفنانون" المصريون لمواجهة هذا الموقف الشرير من السينما الأمريكية؟ أم أن قضية الإسلام ونبيه الكريم لا تعنيهم وهو الأغلب الأعم عدا القلّة الشرفاء؟ وختاما، فإن المبدعين المحترمين لهم كل التقدير وحسابهم على الله، أما أشرار الإبداع فنقول لهم: من مات منكم فأمره إلى الله، ومن أطال الله عمره فعليه أن يلحق نفسه.. والعاقبة للمتقين