الزوجة المصرية لا نقبل بأخرى مهما كان المبرر: الخيانة أرحم من الزوجة الثانية دراسة: الزواج الثانى يحقق للرجال حياة أفضل.. والرجل فى سن الأكثر تعددًا "أشوفه في المقبرة ولا أشوفه في حضن مرة"، مثل شعبي يعبر عن حال السيدات في مصر من مسألة الزواج الثاني،فلا تكاد امرأة إلا ندر تقبل أن تكون لها "ضرة" تقاسمها زوجها، فهن وكما يطلقن على أنفسهن "مثل الفريك ما بيحبش شريك". "الخيانة أم الزواج بأخرى؟" كان هذا هو السؤال الذي توجهت به "المصريون" إلى العديد من الزوجات لمعرفة رأيهن فيما يتعلق بقبولهن لفكرة الزواج الثاني، وهل تقبل الزوجة أن يكون لزوجها علاقات أخرى أفضل من أن تشاركها أخرى فيه برباط شرعي. كانت الردود صادمة، إذا رفض أغلبهن الفكرة بشكل قاطع، ووصل الأمر إلى حد أنهن توعدن بالانتقام من أزواجهن إذا ضبطوهم متلبسين بالزواج الثاني، بينما اعترف بعضهن على استحياء بأنهن علم بخيانة أزواجهن، لكنهن صامتات "علشان المركب تمشي"، وفق تعبيرهن. السيدة "ن.م"، البالغة من العمر 27 عامًا، فتحت قلبها ل "المصريون" متحدثة عن خيانة زوجها، واصفة الأمر ب"المعاناة التى لا تنتهي"، فعلى الرغم من أنها متزوجة منذ 6 سنوات عن قصة حب كبيرة ولديها ثلاثة أبناء فى أعمار مختلفة، لكن أزمتها مع زوجها تكمن فى أنه "متعدد العلاقات"، لا سيما على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما رأته "متلبسًا" مرات عدة وهو يتحدث مع فتيات من جنسيات مختلفة، ووصل بها الأمر إلى حد وضعها هاتفًا تحت سريره لتسجيل مغامراته النسائية المتعددة. وعلى الرغم من صعوبة الأمر، إلا أنه كان لديها من الشجاعة ما جعلتها تواجهه مرات عدة وبإثباتات مادية، من خلال توثيق لمكالماته مع الفتيات، وصور من المحادثات الخاصة معهن، لكنه فى كل مرة ينكر صلته بالأمر، "حتى أنني بدأت أشك فى قواى العقلية بسبب إنكاره الشديد للأمر". تتابع الزوجة الحديث وهي في قمة وجعها مما تعيشه مع زوجها، قائلة إن "خلافاتهما المستمرة كادت أن تصل للطلاق عدة مرات، لكن تدخل الأهل كان يحول دون ذلك". وأضافت أنها فقدت ثقتها بزوجها بشكل كبير، حيث بدأت تشك في كل تصرف أو فعل يصدر عنه، ما يسبب لها حالة من الاضطراب وعدم الراحة النفسية، معترفة بأنها "غير سعيدة" في حياتها الزوجية ولكن أبناءها وحبها الشديد لزوجها يمنعانها من إنهاء العلاقة للأبد. بينما رفضت "أ.ن"، البالغة من العمر 30 عامًا، مناقشة الأمر من الأساس، رافضة حتى التفكير فى الخيارات المطروحة، قائلة بالنص: "الاثنين عندى واحد.. الخيانة والزوجة الثانية هما نفس الشيء، والطلاق هو الحل بدون كلام"، متابعة: "خليه يشبع بيهم، وهو لو فكر أصلًا أنا مش هكون على ذمته". متفقة معها في الرأي، أكدت "ح.أ"، أنها ترفض كلا الأمرين (الزواج الثاني أو الخيانة)، لأن "الاختيار من البداية لا بد أن يكون سليمًا مائة بالمائة، فالزوج من المفترض أنه رجل بمعنى الكلمة يفهم المرأة ويقدر جيدًا قيمتها، والأساس بيننا يكون التراضي والمحبة والمودة والتوافق والتفاهم، وبغير ذلك لا ينبغي أن تستقيم الحياة الأسرية، فعندما يكون الاختيار جيدًا تكون الحياة فيما بعد صحيحة، لكن الخيانة لا أقبلها مطلقًا". والتقطت طرف الحديث "ه.م"، 26 عامًا، موضحة أنها تقبل الزوجة الثانية أفضل من أن تعيش مع رجل "زانٍ"، لكنها في النهاية أشارت إلى أنها لن تستمر في زواجها منه، إذ أن "شريك حياتي له الحق في اختيار ما يريد، ولكن ليس معنى ذلك أن يجبرني على الحياة معه بنصف جسد وروح"، وفق قولها. وفى إحدى "الجروبات" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، سألت إحدى العضوات التي تبدو من لهجتها أنها ليست مصرية عضوات "الجروب" عن آرائهن حول معرفتها بخيانة زوجها وهل تستكمل حياتها معه لأجل أولادها. وعلقت إحداهن بالقول: "من أسوأ الأشياء اللى فى الدنيا الخيانة، بس هذا الأمر يعتمد على هل الزوج إنسان طيب؟ موفر ليها حياة كريمة؟ عاملها معاملة طيبة؟ عندها منه أولاد؟ أول مرة يخونها؟ يوم ما واجهته ماذا كانت ردة فعله؟ كل هذا مهم علشان نعرف هل هى مضحية أو ساذجة". بينما علقت أخرى: "عن نفسي، هذا الشيء صعب جدا ويتطلب منى وقت علشان أنساه ويتطلب من زوجى أن يهتم بيا أكثر ويعاملنى أفضل.. ومع الأيام ننسى ونسامح علشان ولادنا.. لكن إذا تكرر الأمر مرة ثانية مستحيل أستمر معاه". وفي تقرير صادر عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، لعام 2018، أحصى عدد الأزواج الذين يجمعون فى عصمتهم 3زوجات ب 87 رجلاً، معظمهم فى الفئة العمرية من 30 إلى 34 عاما. وفى المقابل، جاءت فئة كبار السن من عمر 65- 70 عاما، و70- 75 عامًا الأقل فى جمع 3 زوجات فى العصمة، حيث سجلت هاتان الفئتان من العمر حالتين فقط (حالة لكل فئة عمرية) تجمع 3 زوجات فى العصمة. وكان لافتًا نتائج دراسة أعدها باحثون بجامعة شيفيلد البريطانية، أظهرت أن الزواج الثاني يحقق للرجال حياة أفضل ماليًا ومهنيًا، فضلًا عن كونه علاجًا فعّالاً لمرض "الخرس الزوجي" ما يعود بالنفع على الزوجة الأولى ويجدد علاقتها بزوجها، كما أنه يقلل حالة الملل والفتور التى تنتاب الأزواج القدامى، لأنه يزيد من اشتياق الرجل لزوجته الأولى، ويحسن من علاقتهما الزوجية ويعيد إليها النشاط والود من جديد. وقالت الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن "الزواج معناه مشاركة بالجسد والروح والعقل، كما أنه قبول أو رفض، ما يجعلنا نقول إن فكرة أن تعيش الزوجة مع زوجها "مضطرة" لا توجد فى قاموس المرأة المصرية فى الوقت الراهن". وأضافت ل"المصريون": "الزوجة المصرية فى العصر الحالي أصبحت لا تستطيع تقبل فكرة خيانة زوجها أو معرفته بأخرى، فهى الآن تعمل كأى رجل، بل تتقلد مناصب فى بعض الأحيان أعلى من الرجال، أى أن العمل أصبح سندًا لها، وهو ما يختلف عن السابق، حيث كانت النساء يتحملن خيانة أزواجهن من أجل السكن والمأوى والأولاد بالطبع، أما الآن فكثير من الفتيات يعزفن عن الزواج بسبب خوفهن من الخيانة". وأضافت، أن "مَن يتحملن فكرة الخيانة الزوجية من النساء هن اللاتى يعتقدن أن أزواجهن سيملون الأمر طال أو قصر، لكنهن يرفضن فى الوقت ذاته وبشدة وجود زوجات أخريان لهن حقوق ووجبات مثلهن، حيث يخشين من تنصل أزواجهن من المسئولية، لأجل بيت وأسرة أخرى". واستطردت قائلة: "نسبة النساء اللاتى يتحملن تعدد العلاقات أصبحت قليلة للغاية فى مصر، إذ أصبح من صعب خضوع المرأة فى هذا العصر، لكن من الممكن أن نرى فى بعض الدول الخليجية فكرة تعدد الزوجات وبنسب أعلى". بينما أوضح الدكتور جمال عبدالصمد، استشارى الطب النفسي، أن "التكوين النفسى والفسيولوجى للرجل يختلف عن الأنثى، ولكن فى قضية الخيانة يتساوى الاثنان فى رفضها"، مشيرًا إلى أن "الضغوط المجتمعية والعادات الموروثة دائمًا ما تظلم المرأة فى مجتمعاتنا الشرقية". وأضاف "المصريون": "ثقافتنا العربية جعلت كلمة "طلاق" تساوي أسرة مفككة، لذا أنصح الجميع بألا تخدعوا أنفسكم بأن السبب هو الطرف الثاني، فالمشكلة في كثير من الأوقات تكمن في عقيلة الرجل، الذي لابد وأن يتوقف عن أنانيته، وعلى الزوجة أن تغير من أسلوب تفكيرها: "حافظوا على أسركم قبل أن تندموا". وأشار إلى أن "انتشار مواقع التواصل الاجتماعى وتطور الأجهزة الذكية وسهولة توافرها فى أيدى أفراد الأسرة أدى إلى ارتفاع نسب الخيانة الزوجية، كما أن عدم اهتمام الزوج بالزوجة وتقديم الدعم النفسى والعاطفى لها، جعلنا أمام ظاهرة تهدد المجتمع تتطلّب وضع حلول عاجلة لها".