تحول قصر العروبة من قصر محرم الاقتراب أو الدخول فيه من المواطنين، لأنه قصر العمل الرسمى لرئيس الجمهورية يعقد فيه اجتماعاته ويستقبل فيه وفود الدول وكل الزيارات الرسمية، إلى بيت يمكن لجميع أبناء المحروسة زيارته وعرض مشاكلهم وشكواهم إلى الرئيس ومعاونيه، شتان بين القصر أيام النظام السابق، فالقصر الذى افتتح عام 1910 بواسطة شركة فرنسية على أنه أحد أفضل وأفخم الفنادق على مستوى القارة الإفريقية، وبين النظام الحالى حيث يعانى فيه القصر من تكدس المواطنين بمحيطه بل والكتابة على جدرانه. "المصريون" رصدت صورة القصر فى أعين المواطنين أيام نظام مرسى وقصص عجيبة لأصحاب المطالب الفئوية أمام أبواب القصر. وقفت أمام القصر سيدة تبلغ من العمر أكثر من ستين عامًا وتدعى زينب فقالت: "جئت من بنى سويف لأقابل الرئيس لأننى أتمنى أن أراه، كما أننى سأطلب منه علاجا لبصرى حيث مات زوجى وليس إلا ولد واحد تزوج وابتعد عنى". وتابعت قائلة: "عاصرت زمن الملوك وأعلم أنه من الصعب أن الرئيس يقابل مواطنا، لكن مرسى قال أمام الجميع وسمعته بنفسى إنه سيفتح بيته للجميع وهو رئيس إسلامى وبالتأكيد صادق فى كلامه وأولاد الحلال ساعدونى حتى أتيت إلى مصر، وذهبت لمسجد السيدة زينب، وسأستمر فى محاولاتى لأرى الرئيس بعينى قبل وفاتى". أما منى سمير (25 عاما) فقالت إنها جاءت لتبحث عن زوجها الذى اختفى بعد الثورة. وأضافت: "تقدمت بشكاوى وبلاغات لكل المسئولين ولا أعرف حتى الآن مكان زوجى، فلقد خرج يوم موقعة الجمل ولم يعد، وكنا متزوجين حديثا، كل يومين آتى إلى هنا لأبحث عنه وقد كتبت شكوى للرئيس ليبحث عن زوجى". بينما يقول حمدى رمضان سائق التاكسى: "كنت لا أرضى أن أنقل الزبائن إلى منطقة العروبة ومحيطها خوفا من أمن الدولة والشرطة لأنهم كانوا يحررون مخالفات ويعتدون على من يقترب من القصر، وكنت أعتبرها منطقة مهجورة"، أما الآن فالوضع اختلف، فلقد جئت ووقفت أمام القصر لأطالب الرئيس بعمل إحلال لسيارتى وهذا أفضل ما قدمته لنا الثورة". أما خالد رمزى، فاعترف ل"المصريون" أن خطيبته طلبت منه أن "يفسحها" فى محيط القصر الرئاسى فاخترع قصة طلب زيادة المرتب وقدم الطلب بالفعل، قائلا: "قضينا يوما كاملا بمحيط القصر، أول مرة أشعر أنه يمكننى أن أعيش فى بلدى بأمان وأذهب لأى مكان ولا يوجد مكان محرم ولا ممنوع". ومن أعجب المطالب ما قاله تامر مرسى، حيث قال إنه يطالب الرئيس بتخليصه من زوجته لأنها "نكدية" وتفتعل المشاكل ولا يستطيع أن يطلقها خوفا من حصولها على الشقة وطرده للشارع ولذلك هو يطالب الرئيس بإلغاء بند الشقة من حق الزوجة وإلغاء موضوع الخلع، واعتبرها قوانين خاطئة تتسبب للرجال فى مشاكل كثيرة. وأضاف أنه سيحاول جمع عدد كبير من الرجال فى صفه لإقامة دعوى لإلغاء هذه القوانين.