«بيراميدز» لعشاق الكرة: «اصحى يا نايم الكبير مش دايم»

عروض لشراء أندية مصرية.. تجربة «آل شيخ» تغرى رجال أعمال على اقتحام مجال الاستثمار الرياضى
في الموسم الماضى، أنهى فريق الأسيوطي (بيراميدز) حاليًا، الدورى المصري في مركز متأخر ضمن له البقاء بصعوبة ضمن أندية الدوري الممتاز، قبل أن تفتح أمامه طاقة القدر، بانتقال مع نقل ملكية النادى لتركى آل الشيخ رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم، ورئيس الهيئة العامة للترفيه بالسعودية في مطلع الموسم الجارى، والذي قاد النادي لتحقيق طفرة كبيرة، إذ استطاع أن يفرض نفسه رقمًا صعبًا، وأن يحرج الفرق العريقة، بعد أن ألحق بها الهزيمة تلو الهزيمة، وأصبح هو المنافس الأقرب للأهلي والزمالك على صدارة الدورى المصرى.
فمع انطلاق الموسم الحالى، أقدم "آل الشيخ" على شراء نادى الأسيوطى مقابل 5 ملايين دولار، أى ما يعادل 90 مليون جنيه، وقام بتغيير اسمه إلى بيراميدز، ومن ثم عمد إلى تدعيم صفوف الفريق بمجموعة من أمهر اللاعبين بالدورى المصرى، فضلاً عن استقدام محترفين أجانب على مستو عالٍ، وأخيرًا التعاقد مع مدير فنى على أعلى مستوى، استطاع خلال أسبوع واحد أن يهزم قطبى الكرة المصرية الأهلى والزمالك، ويطيح بهما من صدارة الدورى.
"بيراميدز" المولود الجديد، استطاع أن ينقل كرة القدم في مصر نقلة نوعية، وأن يغير من خارطة أندية القمة، بعد أن اقتحم بقوة عالم الاستثمار الرياضي، كاسرًا سيطر القطبين الكبيرين: الأهلي والزمالك على عالم كرة القدم، دون منافسة تذكر من باقى الأندية، منطلقًا كالسهم لا يستطيع أحد إيقافه، وهو يحجز لنفسه مكانًا بين الكبار، بل ويزيحهم عن القمة، وهو ما يؤهله للمشاركة بالبطولات الأفريقية في الموسم القادم.
تجربة "بيراميدز" تثير التساؤلات حول إمكانية فتح المجال أمام الاستثمار الرياضي في نصر، عن طريق شراء الأندية وضخ مبالغ مادية كبيرة، ومن ثم تحقيق عائد مادي مرتفع جراء تحقيق نتائج مميزة، والحصول على عقود رعاية مرتفعة.
وكشفت تقارير عن نية شركة استثمار ليبية إماراتية شراء أحد أندية الدوري، مستهدفة وضعه في مصاف الأندية الكبرى.
وقالت إن تلك الشركة تسعى لتكرار تجربة المستشار تركى آل الشيخ مع بيراميدز.
محمد الطويلة، رئيس نادى النجوم، كشف عن تلقى إدارة النادي أكثر من عرض خلال الفترة الماضية من أجل شرائه، خاصة في ظل تراجع مستوى الفريق الفني.
غير أن الطويلة نفى في تصريحات إلى "المصريون" ما تردد بشأن بيع "النجوم" لمستثمر إماراتى الفترة المقبلة عقب انتهاء الدورى.
وتابع: "تلقينا الكثير من العروض عن طريق وسطاء عدة، لكننا لم نعقد أى جلسة حتى الآن لحين الانتهاء من الدورى لمعرفة مصير الفريق عما إذا كان من الهابطين أم لا".
وعن نجاح تجربة "بيراميدز" هذا الموسم، قال إن "المستوى الذى ظهر به الفريق لما يمتلكه من نجوم، أسهم بشكل كبير فى تغيير شكل المنافسة على الدورى بعيدًا عن الصراع المعتاد بين الأهلى والزمالك".
وخلال الفترة الماضية، انتشرت تقارير تفيد برغبة بعض المستثمرين فى شراء نادى غزل المحلة، وتكرار تجربة بيراميدز، خاصة بعدما تدهور حال فريق الفلاحين القابع في دوري المظاليم، على الرغم من امتلاكه تاريخًا كبيرًا، إلا أنه وجد صعوبة بالغة فى العودة من جديد للدورى الممتاز، نتيجة الأزمة المالية التي يمر بها.
لكن يبدو أن هناك من يسعى بقوة لإنقاذ النادى العريق من دوامة البقاء بين المظاليم، وذلك مع رغبة بعض المستثمرين في إعادة النادي من جديد للأضواء.
وحال الموافقة على بيع "الفلاحين" لأحد المستثمرين، فإن ذلك سيمثل إضافة قوية من شأنها أن تؤدي إلى تغيير شكل الكرة المصرية، خاصة وأن الفريق له جماهير تدعمه، بالإضافة إلى قوام فريق قوى قادر على منافسة الكبار بالدوري، وهو ما يزيد من القيمة التسويقية للأندية والبث التلفزيوني.
أحمد حسام "ميدو"، لاعب منتخب مصر الأسبق، المدير الفنى السابق للوحدة السعودي، طالب بضرورة تشجيع الاستثمار الرياضى فى مصر، لتكرار تجربة "بيراميدز".
وكتب "ميدو" عبر حسابه على موقع "تويتر": "تخيلوا لو 4 أو 5 مستثمرين أجانب و3 أو 4 مستثمرين مصريين اشتروا أندية مصرية وبقا فيه 5 أندية كمان زى بيراميدز!".
وأضاف: "ماذا لو أصبح هناك 30 مباراة فى الموسم زى ماتشات بيراميدز أمام القطبين والجمهور ملأ المدرجات تانى وبقا عندنا نظام وكل واحد عارف اللى ليه واللى عليه، حلم بأحلم بيه من زمان لأن دورينا عريق يستحق الحلم".
وتابع: "يجب أن تعمل الدولة على توفير مناخ صحى للمستثمرين الأجانب بالقدوم لمصر وتشجيعهم على ضخ أموالهم".
وزاد: "قلت فى بداية الموسم إن تجربة بيراميدز ستجعل الدورى أقوى وأتمنى أن يتشجع المستثمرون الأجانب على تكرار تلك التجربة".
من جانبه، قال علاء خشب، رئيس نادى إنبي، إن مسئولى "بيراميدز" ضخوا أموالاً كبيرة من أجل الاستثمار بالكرة وتحقيق منافسة حقيقية بين فرق المقدمة بجدول ترتيب الدورى، وهو ما جعل الدورى غير قابل للحسم حتى آخر اللحظات.
وأضاف في مقابلة تلفزيونية: "من الجيد استمرار التجربة بالدورى، وتكرارها داخل أندية أخرى، لأن ذلك سيزيد من قوة الدورى ليصبح مثل الدورى الإنجليزي".
اللواء ثروت سويلم، المدير التنفيذى للاتحاد المصري لكرة القدم، وعضو مجلس النواب عن أبو حماد بالشرقية يسعى بدوره لتكرار تجربة "بيراميدز" بنادى الشرقية، من خلال توفير رعاة عرب للدعم والاستثمار بالنادى.
الأندية الشعبية.. للخلف در
"الاتحاد السكندرى.. سيد البلد.. زعيم الثغر"، هكذا يطلق مشجعو الإسكندرية على فريقهم المفضل، إلا أنه على الرغم من الشعبية الجارفة التى يتمتع، لم يستطع الصمود أمام لغة المال والاحتراف.
محمد مصليحي، رئيس النادي، دعم صفوف الفريق بقدر المستطاع مع بداية الموسم الحالى وتعاقد مع مدرب كفء بقيادة حلمى طولان، أملاً فى إنهاء موسم المسابقة بمركز يليق بقيمة وجماهيرية الاتحاد.
الاتحاد شارك هذا الموسم فى بطولة كأس زايد للأندية العربية، واستطاع أن يخرج فرقًا ذات ثقل كبير على رأسها الترجى التونسى ومن ثم الزمالك المصرى، إلا أنه فشل أمام الهلال السعودى الذى أطاح به من البطولة.
وعلى المستوى المحلى، يقدم الاتحاد مستوى متذبذبًا غير ثابت، فتارة يظهر بشكل قوي مقدمًا نفسه كفريق متماسك يستطيع تحقيق المكسب، وتارة تجده فريقًا مهلهلاً يفرط في نقاط سهلة وهو ما جعله يحتل المركز الرابع عشر بجدول المسابقة.
"الإسماعيلي.. برازيل مصر.. فاكهة الكرة المصرية"، لم يقدم هو الآخر أى مردود فنى يعكس حجم شعبيته وتاريخه العريض، فمنذ بداية الموسم الحالى يقدم الفريق أسوأ مستوياته على مدار تاريخه.
فعلى الرغم من مشاركة الفريق فى دورى أبطال أفريقيا، إلا أنه بكرًا بعدما تزيل مجموعته، وعلى الصعيد المحلى لم يختلف الأمر كثيرًا، في ظل النتائج السيئة التي مني بها الفريق، وهو ما جعله يحتل المرتبة السابعة بجدول المسابقة.
وهو ما أغضب الشارع الإسماعلاوي، خاصة مع عدم قيام مجلس الإدارة بتدعيم صفوف الفريق بلاعبين سوبر، يشكلون قوة ضاربة له تساعده على المنافسة على البطولات.