قررت وزارة الصحة حظر استخدام السرنجات العادية واستبدالها بما يُعرف ب"الحقن ذاتية التدمير" ضمن خطة الوزارة للقضاء على "فايرس سي" نهائيا. وكانت منظمة الصحة العالمية، دعت إلى التحول لاستخدام "الحقن الذكية" الجديدة بحلول عام 2020. والحقن ذاتية التدمير تستخدم لمرة واحدة فقط، ويكون من الصعوبة بمكان تكرار الحقن بها. وتوجد في بعض الأنواع نقطة ضعيفة في المكبس (الذراع البلاستيكي الذي يدفع العلاج داخل الحقنة)، تؤدي إلى كسرها إذا حاول المستخدم أن يجذب المكبس بعد استعمالها لأول مرة في الحقن. ويوجد في البعض الآخر مشبك معدني يعوق المكبس بحيث لا يمكن جذبه إلى الخلف، بينما تنسحب الإبرة في البعض الآخر إلى داخل أنبوب الحقنة بعد استخدامها مباشرة. وقالت الدكتورة منال حمدي السيد، عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، إنه لا يمكن استخدام السرنجات ذاتية التدمير مرة أخرى "بعد الاستخدام وسحب الدواء من الحقنة، يتعرض السن الحديدي للتلف بشكل مباشر، ويدخل داخل الحقنة على الفور". تستهلك مصر نحو ملياري سرنجة سنوياً، بحسب بيانات وزارة الصحة. وتزداد المخاوف من استخدام السرنجات العادية كونها تتسبب في الإصابة بفيروسات كبدية مثل "سي وبي" إضافة إلى الإيدز حال تكرار استخدامها، أو "وخز" الفريق الطبي حال تعامله مع المرضى. قدّرت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية في 2014، إصابة 1.7 مليون شخص بعدوى فيروس بي، وإصابة 315 ألف شخص بفيروس سي، و33800 حالة بالإيدز عالمياً بسبب استخدام السرنجات غير الآمنة. أهمية القرار في رأي الدكتورة منال حمدي، يتمثل في منع إصابة الآلاف سنوياً بأمراض فيروسية، جزء منهم يتمثل في العاملين بالمستشفيات والوحدات الصحية، ودعم مجال مكافحة العدوى، إلى جانب توفير ملايين الدولارات مستقبلًا على الدولة. ويرجح أن يرتفع سعر "السرنجة ذاتية التدمير" مقارنة بالسرنجة العادية، لكن الدكتورة منال حمدي ترى أنه مع ضخ الإنتاج المحلي في الأسواق ستقل التكلفة تدريجياً، بجانب كون هذه النوعية الجديدة توفر كثيرًا على القطاع الصحي. تقول: "لو أصيب طبيب مثلًا بفيروس بي جراء الوخز بطريق خطأ، يأخذ حقنة أجسام مضادة، وهيّ حقنة باهظة الثمن، ووجدنا أننا سنوفر كثيرًا حال استخدام الحقن ذاتية التدمير، أي أن لكل دولار نصرفه لدعم الحقن الآمن نوفر 10 دولارات أمامه".