أسعار خيالية ل"وابور الجاز" و "عش الخفافيش".. فتح المقابر الأثرية والحصول على مادة الزئبق الأحمر يشغل عقول الشباب.. الهون ب200 ألف و"عش الخفاش" ب100.. حلم المكسب السريع. تعددت أوهام الثراء السريع على مواقع التواصل الاجتماعي بطرق مختلفة فلا يكاد يمر يوم أو أسبوع على انتشار شائعات يلهث وراءها المواطنون فبعد «ارجع يا محمد أبوك لقى آثار»، جرى البحث خلال الآونة الأخيرة على «الهون النحاس.. وعش الخفافيش.. ووابور الجاز»، بأسعار خيالية بذريعة استخدامها فى فتح المقابر الأثرية والحصول على مادة الزئبق الأحمر وفك الأعمال. حلم المكسب السريع دفع رواد مواقع التواصل الاجتماعي، للتهافت على شراء وعرض بيع المقتنيات القديمة والبحث عنها فى ربوع المحافظات بشتى الوسائل، خاصة مع استمرار المحفزات لشرائها بأسعار خيالية. عش الخفافيش «عش الخفافيش» هو إحدى الوسائل الترويجية الدائرة بين الشباب على مواقع الميديا، وانتشر البحث عنه بدعوى أن السحرة والمشعوذين يستخدمونه في التنقيب عن الآثار من باب احتوائه على الزئبق الأحمر ويشترونها بأسعار خيالية. وحدد بعض التجار أسعار لشراء وبيع الخفافيش تتجاوز ال100 ألف، ما جعل العديد من المواطنين والأهالى يلهثون فى البحث عن الخفافيش وأعشاشها بطريقة ملفتة. يقول "م.ع"، أحد الأهالي فى بنى سويف، إن عش الخفافيش هو أحد الأسلحة المطلوبة عند المشعوذين والسحرة، ويتم استخدامه في أعمال السحر الخبيثة بشكل كبير، وفك الأعمال والأسحار التى تطال بعض المواطنين والمقيمين. ويضيف أن أعمال البحث عن عش الخفافيش زادت مؤخرًا بالمحافظة، بشكل يدعو إلى الاستغراب والدهشة، لافتًا إلى أن سبب انتشاره مؤخرًا ببنى سويف راجع إلى عدة منشورات على مواقع التواصل الاجتماعى من بعض الأشخاص "اللى عنده عش خفاش يتواصل معانا سريعا". وأوضح ابن محافظة الفيوم أن المعلومات المتداولة أثرت في نفوس المواطنين وتركوا أعمالهم وتفرغوا للبحث عن "عش الخفاش"، من أجل الفوز بالآلاف وحلم الثراء الوهمي. أما خالد المنياوى، فقال إن المعلومات المتداولة حول بيع عش الخفافيش حقيقية وليست شائعة وأسعارها تراوحت بين ما يقرب من 300 ألف جنيه. فيما قال على ميسى، أحد أبناء محافظة الفيوم، إن انتشار أسعار "عش الخفاش"، ليس في الفيوم فقط وإنما امتد ليشمل محافظة مرسى مطروح بأسعار خيالية، مع العلم أن الخفاش لا يبنى عشا ويلد ويقوم بإرضاع صغاره لأنه من الثدييات، وهذا بين الفراغات في الأسقف الخشبية فى الأماكن المهجورة". الهون النحاس القديم فيما تداول رواد وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بالمنيا، إعلانات عن رغبة بعض الأشخاص في شراء الهون النحاس القديم. ووصلت الأسعار المتداولة من 20 إلى 30 ألف جنيه، وكذلك سعر الهون النحاس القديم الذي تراوح سعره أيضًا من 20 إلى 30 ألف جنيه. فيما قالت جيهان إن "هون النحاس المقصود ببيعه يكون مر عليه أكثر من 100 سنة لكون النحاس الأصفر أو الأحمر أجود الأنواع ويدخل في صناعة الذهب وغير موجود في ورش الذهب، الهون الغالي هو الذي يكون لونه أحمر فقط". فيما برر وليد حسن، وهو أحد عارضي بيع هون بسعر 200 ألف جنيه، مغالاته في ثمنه، قائلا إن أسعار الذهب في الماضى أرخص من النحاس فكانوا يخلطون الهون بنسبة ذهب كبيرة وعلى حسب نسبة الذهب في الهون يحدد سعر البيع. وأضاف أحمد جميل، موظف بمغاغة، أن والدته أخذت تبحث عن الوابور القديم والهون النحاسي كي تتمكن من بيعه مقابل 30 ألف جنيه، وحاولت إقناعها بأنها شائعات الغرض منها إغراء المواطنين بعرض تلك المبالغ للنصب عليهم. "وابور الجاز القديم أبو 3 أهرامات".. 100 ألف جنيه" «وابور الجاز القديم»، هو أحد منتجات تجارة الوهم، ويدعى «وابور الأهرامات»، وهناك من يطلق عليه "بريموس" وهو أصل وابور الجاز في مصر، وهو أشهر العلامات الأصيلة التي كانت موجودة في كل بيت مصري. وعرض رواد مواقع التواصل الاجتماعي أسعارًا خيالية للوابور يصل إلى 100 ألف جنيه، يقول محمد بندق إن أسعار وابور النحاس المبالغ فيها ليست شائعة وإن أحد الأفراد باع أمام عينه اثنين ب100 ألف جنيه، وحثّ أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي على الشراء منه ليرد عليه الآخر "خلاص اتباع". يقول عباس محمد إن مواقع التواصل الاجتماعي شهدت عروض بيع وابور الجاز الذي يحمل شعار الأهرامات بسعر يتراوح ما بين 40 إلى 50 ألف جنيه للواحد فقط. وأضاف عباس أن بعض التجار الذين يسعون إلى شراء تلك الأشياء يطلبون من الباعة أن يقوموا بوضع ورقة لنتيجة العام تحمل اسم اليوم والتاريخ لضمان وجود الغرض المراد شراؤه، ما يتشابه كثيرًا مع الطريقة التي يستخدمها تجار الآثار لعرض القطع المراد بيعها بواسطة مقطع فيديو مسجل كدليل على وجود القطع لدى البائع. أما أحمد محمود من محافظة الفيوم، فقال إن الشائعات المترددة داخل قرى ونجوع محافظة الفيوم تفيد بوجود شخص مغربى الجنسية أعلن شراء "وابور الجاز" المحفور عليه 3 أهرامات بمبلغ يتراوح بين 10 و15 ألف جنيه وعش الخفاش وبيضه ومن يجده يحصل على مبلغ 50 ألف جنيه. ماكينة الخياطة زعم مرتادو مواقع التواصل الاجتماعي أن ماكينات الخياطة القديمة تحتوى على الزئبق الأحمر المستخدم فى إنتاج الطاقة النووية واستخراج الذهب واكتشاف مواقع الآثار، ما أدى إلى إقبال المواطنين والتجار للتنافس عليه بأسعار تصل إلى 50 ألف جنيه. وباتت "ماكينات خياطة سينجر" حلمًا يراود الشباب بحثًا عن الثراء الفاحش دون تعب أو مشقة، أملا في تحقيق ثروات، فيما يقول محمود أبو المجد، صاحب ورشة، إن الطلب على تلك الماكينات أصبح كبيرًا: "بيجيني أكتر من 20 واحد كل يوم عشان يدور على ماكينة قديمة سينجر، وممكن يدفع فيها 100 ألف جنيه، بس يشتريها".