تزامنًا مع عيد «شم النسيم»، الذي يحتفل به ملايين المصريين بطرق وأشكال شتى، ارتفعت أسعار الأسماك المملحة وعلى رأسها الفسيخ بنحو 20 جنيهًا في الكيلو الواحد، مقارنة بأسعارها العام الماضي، ما نتج عنه تزايد شكاوى المواطنين، لا سيما أنه يأتي في وقت تأن في غالبية الأسر من حالة الغلاء التي تلتهم الرواتب. وارتفع سعر الفسيخ هذا العام بنحو 20 جنيهًا، حيث تراوحت أسعاره في المحلات المخصصة لبيعه من 140 إلى 180 جنيهًا، على حسب الحجم، أما الرنجة، فتراوح سعر الكيلو ما بين 40 إلى 70 جنيهًا، في المحلات والهايبر ماركت، فيما سجل سعر السردين في محلات بيعه والهايبر ماركت، ما بين 50 إلى 60 جنيهًا، حسب النوع بزيادة حوالي 10 جنيهات عن العام الماضي. محمد السيد، صاحب محل فسيخ ورنجة بمنطقة الهرم، قال إن أسعار الأسماك المملحة، ارتفعت هذا العام بنحو 20% مقارنة بأسعارها العام الماضي، مضيفًا أن هناك أسباب عديدة أدت إلى حدوث ذلك الارتفاع. وخلال حديثه ل«المصريون»، أضاف «السيد»، أن ارتفاع الرسوم المفروضة على الأسماك ترتب عليه زيادة الأسعار، كذلك ارتفاع أسعار وسائل النقل والمواصلات والكهرباء والأدوات المستخدمة في هذه الصناعة، كانت أحد الأسباب. وأشار إلى أن الأسعار ستزداد تدريجيًا خلال الأيام المقبلة، وذلك في حال تزايد الإقبال على الأسماك، منوهًا بأن سعر كيلو البوري الذي يصنع منه الفسيخ وصل حاليًا 70 جنيهًا، في حين أنه في نفس التوقيت من العام الماضي لم يتخط ال50 جنيهًا، ما يعني أنه من المتوقع وصول سعر كيلو الفسيخ ل200 جنيه، بل من الوارد أن يتخطى ذلك السعر. واختتم «السيد»، حديثه قائلًا: «غالبية الأسر حاليًا حالتها ليست جيدة، وبالتالي بدلًا من شراء كميات كبيرة بلا داع، وتحمل أعباء جديدة، يمكن شراء كميات قليلة، وبالتالي تستطيع أن تحتفل بهذا اليوم، ولا تفوته على أطفالها الذين ينتظرونه من العام للعام». أما، محسن أحمد، صاحب محل أسماك بمنطقة فيصل، قال إن الأسعار تتفاوت من منطقة لأخرى، لكنها في جميع المناطق تشهد ارتفاعًا ملحوظًا، مرجعًا ارتفاع أسعار الفسيخ هذا العام، لارتفاع أسعار السمك البوري الذي يستخدم في صناعة الفسيخ. وأَضاف «أحمد»، ل«المصريون»، أن هناك بعض المحلات ترفع أسعارها عن المعدل الطبيعي، على اعتبار أنه من موسم وتريد تحقيق مكاسب مرتفعه، لكن هذا ليس السبب الرئيس في ارتفاع الأسعار الذي اعتبره غير منطقي. من جانبها، اشتكت نجلاء علي، من ارتفاع أسعار الأسماك المملحة، مضيفة أن الأسعار هذا العام مرتفعة بشكل كبير عن العام الماضي، وكان من المتوقع انخفاضها، لا سيما بعد تصريحات الحكومة التي أشارت إلى زيادة إنتاج الثروة السمكية. وأضافت ل«المصريون»: «في الغالب لن نخرج ذلك العان وشنظل في بيوتنا، أو قد نخرج لبضع ساعات ثم نعود لتناول الأكل في المنزل»، مستكملة «حتى اليوم الذي نتظرة للتنزة والترفية بات صعبًا كما أصبح كل شيء صعب». من جانبه، قال أحمد جعفر، رئيس شعبة الأسماك بغرفة القاهرة التجارية، إن أسعار الأسماك المملحة، وعلى رأسها الفسيخ، ارتفعت خلال الموسم الحالي نتيجة إلغاء رسوم الصادر على الأسماك بداية من العام الحالي، الأمر الذي أدى إلى تصدير كميات كبيرة منها وأغلبها يصنع منها الفسيخ وعلى رأسها البوري. وأضاف «جعفر»، في حديثه له، أن هناك ارتفاعًا بنسبة 30 بالمائة في أسعار الفسيخ مع اقتراب شم النسيم، مقارنة بالسنة الماضية. رئيس شعبة الأسماك بغرفة القاهرة، أشار إلى أن منتجات الرنجة يوجد بها استقرار حيث تتراوح أسعارها ما بين 25 إلى 50 جنيهًا حسب بلد المنشأ وحجمها. وكانت شعبة الأسماك بغرفة القاهرة التجارية طالبت بضرورة إعادة النظر في قرار إلغاء فرض رسوم على صادرات الأسماك حتى لا ينعكس على الأسعار بالزيادة. وأكدت أن إلغاء رسوم صادرات الأسماك له تداعيات سلبية على الأسعار، حيث بدأت في الارتفاع خاصة الأسماك الشعبية مثل «البلطي والبوري» الذي ارتفعت أسعارها فعليًا. وترجع تسمية اليوم ب«شم النسيم» لما أطلق الفراعنة على هذه الاحتفالية «عيد شموش» أي بعث الحياة، وحرف الاسم في العصر القبطي إلى اسم «شم»، وأضيفت إليه كلمة النسيم نسبة إلى نسمة الربيع.