تساءلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن مصير عائلات وأسر مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي، بعد إسقاط دولة الخلافة، والقضاء عليهم في سورياوالعراق، موضحة أن أكثر من 12 مليون شخص مصيرهم غير معلوم بعد انهيار التنظيم، لافتة إلى أن مخيم "الهول" يعتبر أكبر ملجأ لأطفال ونساء "داعش". وتحت عنوان "أين ستذهب أسر مقاتلي داعش بعد الآن"، سلطت الصحيفة، الضوء على مصير أسر مقاتلي داعش بعد انهيار التنظيم، واصفة إياهم ب"المشتتون في الأرض"، حيث يقيمون حاليًا في مخيمات، أبسط ما يقال عنها إنها غير صالحة للمعيشة . وأشار التقرير إلى أن هناك أعدادًا لا حصر لها أكثر من 12 مليون شخص كانوا يعيشون تحت سيطرة التنظيم في العراقوسوريا قتل منهم الكثير خلال المعارك، والآن المخيمات تحتوي على بعض الناجين من العراق وليبيا وسوريا، حيث تدير الحكومة التي يقودها الأكراد في الشمال الشرقي للبلاد ثلاثة منهم. وتابع: بجانب عشرات الآلاف من السوريين والعراقيين، تحتوي المعسكرات السورية على أكثر من 12 ألف امرأة وطفل أجنبي، بحسب مسئول كبير في القوات الديمقراطية السورية، المجموعة التي تدعمها الولاياتالمتحدة، كما أنها تحتجز أكثر من 8000 مقاتل، بينهم 1000 أجنبي ، في سجونها. بينما استعادت عدد قليل من الأماكن من بينهم، فرنسا وروسيا والشيشان، أعدادًا صغيرة من مواطنيها، معظمهم من النساء والأطفال والأيتام، لكن معظم البلدان لا ترغب في عودة سكان الخلافة السابقين، لذا فإنهم عالقون في المخيمات عديمة الجنسية وغير مستقرة. وتفتقر الإدارة المحلية إلى الموارد اللازمة للتعامل معها، وتخشى أن ندرة الدعم الدولي يمكن أن تساعد "داعش" على إعادة بناء نفسه. ونقلت الصحيفة عن محمد بشير مسئول المعسكر قوله:" هناك القليل من الدعم والاستجابة المحدودة". وفي هذا الأسبوع، دعا المسئولون المحليون إلى إنشاء محكمة دولية لمحاكمة المقاتلين الأجانب، لكن الفكرة حظيت بدعم دولي قليل، ومن المحتمل أن تقوم الحكومة السورية بمنعها. وفي حين أن تحديد الخلفيات الدقيقة للنساء والأطفال في المخيمات أمر صعب لأن الكثيرين يفتقرون إلى الهوية ويستخدمون أسماء مزيفة، إلا أنهم يعتبرون عمومًا أقل خطورة من الرجال، لكن البعض كانوا أيضا مقاتلين، وما زال البعض يؤيد أيديولوجية المتطرفين، مما يجعل المسئولين المحليين يترددون في السماح لهم بالمغادرة. ويعد "الهول" أكبر المخيمات، وهو عبارة عن تكتل مترامي الأطراف ومعزول من الخيام على الأراضي الصخرية وتحيط به سياج ذو سلسلة وحراس مسلحون، واستوعب حوالي 9000 شخص اعتبارًا من ديسمبر الماضي، ولكن مع سقوط مناطق داعش، خرج عشرات الآلاف من الأشخاص، وأحضر معظمهم إلى الهول، مما زاد عدد سكانها لأكثر من 72 ألفا. ومع ارتفاع عدد السكان، سارع عمال المخيمات لإقامة ما يكفي من الخيام لإيوائهم، مزدحمة بالعائلات لحمايتهم من برد الشتاء، لكن العديد من الأطفال الصغار مرضوا وتوفي بعضهم، وهذا الأسبوع، ثار سكان المخيم ، ودمروا النوافذ في مبنى الإدارة قبل أن يطلق الحراس النار في الهواء لإخضاعهم. ويعد أكثر من 9000 من سكان المخيم هم أجانب محتجزون في قسم خاص، ورغم هزيمتهن، إلا أن النساء في المخيم ما زلن يتبعن قواعد التنظيم، حيث يرتدين أثوابًا سوداء ويحجبن الوجه، وكانت ثيابهم متسخة، ويحملون العديد من الأطفال الصغار الذين يعانون من السعال.