على وزارة البيئة أن ترفع "الراية البيضاء" أمام "السحاية السوداء، عليها أن تعلن فشلها بصريح العبارة، قبل أن يؤدى عجزها عن مكافحة سحابة التلوث إلى القضاء على الملايين الذين يتربص بهم وباء "أنفلونزا الطيور" منتظرا الظروف المناسبة ليضرب ضربته، والخبراء يقولون إن التلوث ومسببات الحساسية تهيئ للفيروس القاتل المناخ المناسب ليفتك بالبشر، وعليه فإن مخاطر "السحابة السوداء" تضاعفت، فالأمر لا يقف الآن عند حدود تسبب السحابة فى رفع معدلات حوادث الطرق، خاصة عند وجود شبورة فى الصباح أو الليل، ولا زيادة نوبات الربو وأمراض الحساسية، لكننا نتحدث عن وباء قاتل يهدد العالم ويطرق أبواب مصر، وباء لو وجد الفرصة فإنه سيفتك بربع الجنس البشرى على الأقل، ومسؤولية وزارة البيئة عن الوقاية منه الآن مسؤولية مباشرة، وهى مسألة لا تطمئن، فالوزارة حتى الان فشلت فشلاً ذريعاً فى الحد من انتشار السحابة السوداء ما بالك بالقضاء عليها ؟ كما أن تاريخ الحكومات فى مصر يشير إلى أنها حين تشعر بالعجز عن معالجة أمر ما تنشئ له وزارة، لا للنجاح فى معالجته، بل لإلقاء تبعة فشل الحكومة عليها، حدث هذا مثلاً مع "التموين" الذى ظهرت أزماته مع إنشاء الوزارة المسئولة عنه، و"البيئة" التى زاد تلوثها منذ أن أصبحت لها وزارة!