تظاهر مئات الفلسطينيين في عدة مناطق بقطاع غزة، الجمعة، احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية والغلاء، وذلك لليوم الثاني على التوالي. ودعا حراك شعبي يحمل اسم "إسقاط الغلاء"، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى التظاهر في عدة مناطق بغزة. وخرج عشرات من الفلسطينيين في التظاهرات، بمنطقة جباليا (شمال)، ودير البلح (وسط)، وفق شهود عيان. وردد المشاركون هتافات تطالب بتحسين الأوضاع المعيشية، ومنها "بدنا (نريد) نعيش"، و"سلميّة". وأشعل المشاركون في التظاهرات إطارات السيارات الفارغة في الشوارع. ووفق شهود عيان، انتشرت عناصر من الشرطة التابعة لحركة "حماس" في عدة مناطق بغزة، وأقامت حواجز على الطرقات. وقالت "الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان"، في غزة (غير حكومية)، إن مدير مكتبها، تعرض "للضرب بوحشية من قبل أجهزة الأمن بغزة". وأضافت في بيان أصدرته، وصل "الأناضول" نسخة منه: "أجهزة الأمن في غزة تعتدي بوحشية على الزملاء جميل سرحان مدير مكتب الهيئة في القطاع، والمحامي بكر التركماني منسق الشكاوى في الهيئة". وتابعت: "وصادرت الشرطة أجهزة الاتصال الخاصة بالزميلين". وأشارت أنه "تم نقل الزملاء إلى المستشفى وتبين وجود عدة كسور في جسد سرحان، بما فيها كسر في الجمجة". وأكملت: "وأثناء القيام بالإجراءات الطبية حضرت الشرطة وأبلغت الزميل سرحان، بوجود قرار توقيف بحقه". وحمّلت الهيئة "أجهزة الأمن في قطاع غزة المسؤولية الكاملة عن الاعتداء، وأية مضاعفات تحصل مع الزملاء ونرفض أي إجراء بحقهم". والخميس خرجت مظاهرات مماثلة في القطاع، تصدت لها الشرطة بالقوة، وفق شهود عيان. واستنكرت حركة "الجهاد الإسلامي" في بيان لها، اطلعت عليه الأناضول "استخدام الأجهزة الأمنية القوة ضد المتظاهرين"، ودعت إلى "الإفراج الفوري"، عمن تم اعتقالهم. بدورها، أدانت حركة "فتح" في بيان، قيام أجهزة أمنية تابعة ل"حماس" ب "قمع مظاهرة سلمية" في قطاع غزة. من جانبه، قال المتحدث باسم الشرطة أيمن البطنيجي، إن "الشرطة تعاملت في منطقة دير البلح وسط القطاع، مع مجموعة من المواطنين عملوا على إغلاق طرق وإشعال إطارات سيارات". وأضاف البطنيجي، في بيان اطلعت عليه الأناضول، أن "الشرطة قامت بإعادة الهدوء والنظام، كما تم توقيف بعض المخالفين". ويعاني سكان القطاع التي تديره حركة "حماس"، والمقدر عددهم بأكثر من مليوني نسمة، أوضاعًا متردية للغاية، جراء حصار إسرائيلي وانقسام سياسي داخلي متواصل منذ عام 2006. -