نشر معهد ستوكهولم لأبحاث السلام العالمية "سيري"، تقريرا حديثا، حول المستفيدين من تجارة الأسلحة في العالم، وأكبر المستوردين في المنطقة العربية. وأوضح المعهد، في تقريرها، أن الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا وألمانيا والصين بين المصدرين الرئيسيين، لكن تبقى واشنطن رائدة العالم في مبيعات الأسلحة. وتابع التقرير أن 52% من الأسلحة الأمريكية تذهب إلى الشرق الأوسط، حيث زادت الرياض واردات الأسلحة بنسبة 192%، كما تحتل مصر المرتبة الثالثة بنمو 206%، بينما تناقص الواردات من الأسلحة إلى سوريا بنسبة 87%. وبحسب آخر إحصائية للمعهد، فإن حجم التجارة الدولية في الأسلحة الثقيلة تجاوز في فترة السنوات الخمس، من بين 2009 و2013 بنسبة 7.8% والفترة 2004-2008 بنسبة 23%. وصنف المعهد الخمس دول الرئيسين في التجارة العالمية للأسلحة، وهما: الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا وألمانيا والصين، إذا تبلغ قيمة هذه الدول الخمس مجتمعة نحو 75% من إجمالي حجم صادرات الأسلحة على مدى السنوات الخمس الماضية. وازدادت تدفقات الأسلحة في الشرق الأوسط بين عامي 2009 و2014، بينما كان هناك انخفاض في جميع الدول الأخرى. وبحسب التقرير، حلت المملكة العربية السعودية في المرتبة الثانية وراء الهند، أكبر مستورد للأسلحة الرئيسية في العالم بين عامي 2010 و2014، مع زيادة تقدر ب4 أضعاف في حجم الواردات مقارنة بأعوام 2005 2009. وخلال الفترة ذاتها، "زادت صادرات الأسلحة الرئيسية الروسية بنسبة 37%، وكانت حصتها 27% من حجم صادرات الأسلحة الدولية". وقالت "أود فلرا" مديرة برنامج الأسلحة والإنفاق العسكري في "سيبري"، في البيان ذاته، إن "الولاياتالمتحدةالأمريكية اعتبرت لمدة طويلة صادرات الأسلحة كأداة للسياسة الخارجية والأمن، ولكن في السنوات الأخيرة أصبحت صادرات الأسلحة تساعد على نحو متزايد صناعة الأسلحة الأمريكية للمحافظة على مستوى الإنتاج في وقت تناقص فيه الإنفاق العسكري الأمريكي". بينما قال بيتر ويزمان، الباحث في برنامج الأسلحة والإنفاق العسكري في "سيبري"، إن "دول مجلس التعاون الخليجي وسعت وطورت جيوشها بسرعة، وستتسلم دول المجلس ومصر والعراق وإسرائيل وتركيا واردات أسلحة رئيسية إضافية في السنوات المقبلة". ووفقًا للتقرير، فقد استمرت خلال الفترة ذاتها، زيادة واردات الأسلحة الآسيوية إلى 5 من أكبر 10 مستوردين للأسلحة الرئيسية، هم في آسيا: الهند(%15من صادرات الأسلحة العالمية) والصين (%5) وباكستان (%4) وكوريا الجنوبية (%3) وسنغافورة (%3). وقال التقرير، إن هذه الدول الخمس استحوذت على 30% من مجموع حجم واردات الأسلحة في العالم، فكان نصيب الهند 34% من حجم صادرات الأسلحة إلى آسيا (أكثر 3 مرات من الصين)، حيث انخفضت الواردات الصينية بنسبة 42%. وأشار التقرير إلى انخفاض واردات الأسلحة الأوروبية بنسبة 36%، غير أن التطورات في أوكرانيا وروسيا تقاوم هذا الاتجاه مع حرص العديد من الدول المجاورة على زيادة وارداتها. وعلى صعيد القارة السمراء، ارتفعت الواردات بنسبة 45%، وكانت الجزائر أكبر مستورد في أفريقيا تلتها دولة المغرب التي ارتفعت وارداتها 12 مرة، كما حصلت نيجيريا والكاميرون على الأسلحة من العديد من الدول لمحاربة جماعة "بوكو حرام" النيجيرية المتشددة، وفقاً للتقرير ذاته. ووفقاً للتقرير، فقد تسلم العراق الأسلحة من بلدان متنوعة مثل إيران وروسيا والولاياتالمتحدة من أجل محاربة تنظيم "داعش" الذي يسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي في الجارتين سورية والعراق. واختتم المعهد تقريره، بأن "ارتفاع الطلب والتسليم لنظام دفاع القذائف التسيارية، يزيد مداها على 150 كلم، كثيرًا في السنوات 2010 2014، خصوصًا ضمن دول الخليج وشرق آسيا. يذكر أن "سيبري" معهد دولي مستقل متخصص في أبحاث الصراع والتسلّح وتحديد الأسلحة، تأسس عام 1966، وهو يعتمد على المصادر المفتوحة لتقديم البيانات والتحليل والتوصيل إلى صنّاع السياسة والباحثين ووسائل الإعلام والجمهور المهتم، ويعتبر من بين مؤسسات البحث الأكثر احترامًا في العالم.